الدكتور جمال صيام يكتب : عيش و “مسحة” وعدالة اجتماعية.. شعار حقبة الكورونا
عيش و “مسحة” وعدالة اجتماعية : شعار حقبة الكورونا
ربما يصلح هذا شعارا لمرحلة الوباء الكورونى .يتشابه طبعا مع شعار ثورة يناير فيما عدا إختفاء “حرية” التي سقطت سقوطا مدويا تحت وطأة ضربات الكورونا، وأصبح مجرد التجول في الشارع بدون مقتضى وضرورة يعد جريمة في حق نفسك وفى حق المجتمع.وفى نفس الوقت يتقاتل المصريون من أجل “المسحة” وهى الشىء الوحيد الذى يجعلك تبيت مطمئنا وتعيش آمنا وإن كانت ستكلفك 2800 جنيه، هذا طبعا في حالة أن خرجت نتيجتها “نيجاتيف”.
أما إذا طلعت “بوزيتيف” فأمامك احتمالان وأنت في العزل ، إما النجاة ونسبتها الحمد لله عالية تصل إلى 93% وإما ( لا قدر الله) لقاء الحى الذى لا يموت بنسبة 7%، وهذه الأخيرة قد ترتفع ، على حساب الأولى بطبيعة الحال، إذا كنت مسنا (عضوا في النادى الستينى أو السبعينى) أو لديك بعض الأمراض.
كما تتأثر النسب بتوقيت إجراء “المسحة” ، هذا إذا تمكنت من إجرائها أصلا ، إلا إذا كنت فنانا أو لاعب كرة أو رجل أعمال أو من ذوى النفوذ. (طبعا تتذكر المنظومة الاجتماعية المصرية التي خلدها المرحوم خالد صالح).
واتصالا بالموضوع كتبت قبل ذلك قصة قصيرة واقعية تحكى ماحدث في حالتى السيدة رجاء الجداوى (الله يشفيها) والطبيب وليد يحيى (الله يرحمه)..وتتعلق هذه القصة بطبيعة الحال بموضوع العدالة الاجتماعية التي “كانت” و “مازالت” و “ستظل” كما يبدو مطلبا أبديا للأجيال المتعاقبة من المصريين .
أما “العيش” فهو على أهميته للحياة نفسها أصبح في حقبة الكورونا قضية خلافية ، والخلاف هنا هو وضع المواطن الغلبان أمام خيارين إما الموت كورونيا أو الموت جوعا.
فبينما دعا فصيل ساويرس- صبور – غبور إلى فتح الاقتصاد والتضحية في مقابل ذلك ببعض المئات من المصريين ، دعا رأى آخر ربما بصوت خافت إلى الإغلاق الكامل حفاظا على أرواح المصريين وهو خيار ينطوى بالضرورة على موت البعض جوعا خاصة من الفئات المهمشة والعمالة الأجرية.
على أي حال استقر الرأي على فتح الاقتصاد مع التعايش مع الفيروس بالتآلف مع الكمامة و”الجلوفز” ، وكل واحد يخللى باله من نفسه !
مضامين الاجتماع والاقتصاد والسياسة
يقول المحللون أن عصر ما بعد كورونا سوف يكون مختلفا عما قبله ، ينطبق ذلك على جميع المستويات بدءا بالأسرة وانتهاء بالنظام العالمى مرورا بالقطاعات الاقتصادية والاقتصادات الكلية والأوضاع الإقليمية ، خلال الشهور المنقضية أجريت العديد من الدراسات الاقتصادية.
الدراسات الاجتماعية لحقبة كورونا بالمثل لا تقل أهمية عن الدراسات الاقتصادية. من كان يصدق أن أهالى قرية مصرية يقفون معترضين على دفن طبيبة منهم توفت بكورونا. .أو أن سكان عمارة يطاردون أحد أو إحدى سكانها لأنها أصيبت بكورونا.
على الصعيد السياسى هل تستدعى كورونا ترتيبات سياسية جديدة ؟
د.جمال صيام