وتوصلت الدراسة- التي أُجريت في مركز بحوث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية- إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من الفاكهة- مثل التفاح والتوت- والشاي في وجباتهم الغذائية هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف المرتبط به بنسبة مرتين أو أربع مرات.
وقال الدكتور بول جاك مدير علم الأوبئة التغذوية في مركز بحوث التغذية البشرية: “النظام الغذائي مهم، والخبر السار هو أنك لست مضطرًا إلى إجراء تغييرات جذرية، فالتغيرات المتواضعة- مثل الانتقال من عدم تناول أي توت إلى تناول كوب أو كوبين في الأسبوع- يمكن أن تحدث فرقًا”.
ويعتقد الباحثون أن الفلافونويد- المواد الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة النباتية وهي إحدى مركبات مضادات الأكسدة- توفر هذه الفوائد المحتملة في صحة الدماغ، وتتمثل إحدى الفوائد الصحية الرئيسية المرتبطة بالفلافونويد في تقليل الالتهاب، حيث ارتبط الالتهاب بمرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.
ومع ذلك، لا حظ الدكتور بول جاك وفريقه البحثي أن الدراسة لا يمكن أن تثبت وجود علاقة نهائية بين السبب والنتيجة، أي بين الفواكه والشاي في النظام الغذائي والخرف، فمن المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الفاكهة أو يشربون المزيد من الشاي لديهم عادات صحية أخرى تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، لكن جاك قال إن الباحثين حاولوا السيطرة على أكبر عدد ممكن من هذه العوامل، مثل التدخين والنشاط البدني ومستويات السمنة.
وقد أُجريت الدراسة الحالية على 2800 شخص ممن بلغوا 50 عامًا أو أكثر عندما بدأت الدراسة في عام 1970، وكان متوسط عمرهم 59 عامًا، وكان نصفهم من النساء، ومعظم المشاركين من ذوي البشرة البيضاء ومن أصل أوروبي، وأجاب متطوعو الدراسة على أسئلة حول عاداتهم الغذائية كل أربع سنوات تقريبًا، وتم جمع المعلومات لما يقرب من 20 عامًا في المتوسط، وإذا تم تشخيص شخص ما بمرض الزهايمر أو الخرف المرتبط به- مثل الخرف الوعائي- فإن الباحثين لم يدرجوا معلومات النظام الغذائي في السنوات التي سبقت التشخيص، نظرًا لأنه مع انخفاض الذاكرة وقدرات التفكير، تنخفض القدرة على الإبلاغ بدقة عما تناوله الشخص، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الخرف غالبًا ما يغيرون عاداتهم الغذائية، ويفضلون الأطعمة المختلفة.
وأفاد الباحثون بأن الأشخاص الذين يستهلكون أقل كميات من التفاح والكمثرى والشاي كان لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالزهايمر أو أنواع الخرف الأخرى ذات الصلة، كما ارتبط استهلاك أدنى مستوى من التوت والفراولة بخطر أربعة أضعاف لتطوير مرض الزهايمر أو أنواع الخرف الأخرى ذات الصلة.