الدكتور نصر علام يكتب : أزمة سد النهضة والإدّعاءات الأثيوبية (1)
أثيوبيا تشعر نحو مصر بحساسية عالية وذلك لأسباب مختلفة وعديدة ومتراكمة منذ عصور الدولة المصرية الفرعونية، مروراً بالفتوحات الإسلامية فى شرق أفريقيا ودور مصر فيها، والدور المصرى فى القضاء على الحملات الصليبية وتحرير القدس، والتنافس بين ىالدولتين على ساحتى القرن الأفريقى وشرق أفريقيا.
وأثيوبيا لها طبيعة جبلية قاسية ولكنها غنية بأمطارغزيرة، وينبع منها الأنهار لتجرى شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، وتنتشر بها الغابات والحياة البرية، وبها مراعى وزراعات مطرية ضخمة.
وفى أثيوبيا هناك الكثير يعتقدون أنّ مصر إستولت على مياههم وأقامت عليها حضارتها القديمة، ونهضتها الحالية، وتركتهم فى هم فى الفقر والحرمان.
وأثيوبيا لها تاريخها وحضارتها فى شرق أفريقيا، وتحاول جاهدة تنشيط وتطوبر أدوارها وخاصة الأمنية منها بالمنطقة، وكذلك لترويج لأحلامها بالربط الكهربى بين سدودها ودول الجوار لتصدير الطاقة الكهربية، ومنافسة الكونغو فى غرب القارة. ولها تاريخ لنزاعات أمنية مع إريتريا والصومال وحتى السودان فى منطقى الفشقة الحدودية.
وأثيوبيا كانت كأخرين، تعتقد أنّ مصر بعد أحداث ثورة يناير 2011، وإنقسامات الشارع المصرى وتدهور الجوانب الأمنية للبلاد، فإنّها لن تقوم لها قائمة قبل فترة من الزمان.
وحتى الإخوان المسلمين أنفسهم كانوا يروجون لإستمرارهم فى الحكم لخمسمائة عام على الأقل. وأثيوبيا لم تهدرهذه الفرصة لإعتلاء زعامة للمنطقة، فقامت بوضع حجر أساس سد النهضة على النيل الأزرق فى الثانى من أبريل لعام 2011.
وقامت أثيوبيا بزيادة سعة السد عدة مرات حتى إستقرت على سعة 74 ملياراً فى بدايات عام 2012. وكانت أثيوبيا مع المقاول يحاولوا أن يكون السد بالضخامة التى تسمح لأثيوبيا بتكم ولو نسبي فى مياه النيل الأزرق.
والمفاجأة كانت فى الصحوة المصرية السريعة وقيام الشعب بثورة ثانية مناهضة لحكم الإخوان المسلمين فى يونيو 2013، والتى من بعدها بدأت الأمور فى مصر تعود لمسارها الصحيح، وتساقطت مخططات الإنقضاض على مصر وخيراتها.