تعددت النداءات بالتباعد الاجتماعى وتعالت التحذيرات بخطورة فيروس كورونا وكثرت التعليمات الوقائية لتجنب الإصابة به، وشاهد الجميع بأعينهم عبر الشاشات ومواقع التواصل الإعلامى ما حدث لبلاد أكثر تقدما وأفضل اقتصادا من بلادنا ماذا فعل الوباء بهم والأعداد بالألوف الذين لاقوا حتفهم فى هذه البلاد نتيجة لاصابتهم بهذا المرض اللعين.
واتخذت جميع الدول بلااثتثناء العديد من الإجراءات الجادة لمحاصرة هذه الجائحة و التى أضرت بالاقتصاد فى كل دول العالم بل واتخذت من القرارات والسياسات التى أثرت على أسواق النفط والغذاء وأسواق وأسعار القمح وغيرها من المنتجات ف،قد تقدمت المنتجات الطبية والغذائية على غيرها من المنتجات بل سوف يكون هناك عالم مختلف بعد كورونا عن ماقبل.
ومع كل ذلك نجد أنه للأسف هناك بعض المتساهلين من شعبنا أو منخفضى الوعى أو الجهلاء بخطورة الأوضاع أو الحاقدين وهم الأخطر الذين يسبحون دائما ضد التيار وضد جهود الدولة
ولعلنا سمعنا من مفتين الجماعة الإرهابية لمن ينتسبون إليهم اذا اصيبتم بالمرض فانشروه ، ولا اقول هذا من العجائب بل من الحقد الأسود .
كل هؤلاء مجتمعون كانوا سببا فى تزايد الإعداد فى الفترة الماضية مع جهود الدولة المضنية ، وياليت هؤلاء ضررهم يعود عليهم هم فقط بل يتعدى ضررهم وينشرون المرض على أسرهم ومحيطيهم مما يفقد قدرة الأجهزة الطبية مهما كانت كفائتها على تعقب مصادر الإصابة
وينعكس بالتالى على القدرة على استيعاب الحالات المتزايدة وعلى الكفاءة فى تقديم الخدمات الطبية لهم أو لغيرهم من أصحاب الأمراض الأخرى .
سلوكيات غير مسئولة
وتضع هذه السلوكيات الغير مسؤلية الدولة المصرية فى ضغط بين تحقيق الموازنة بين الإجراءات الإحترازية لضمان صحة المواطن والإجراءات الاقتصادية التى تضمن أن توفير حياة كريمة للمواطن.. وتوفير فرصة عمل ولقمة عيش، لأنه إذا لم يمت المواطن من الفيروس مات من الجوع.
وهذا الوضع مربك لكل دول العالم ومن بينها الدولة المصرية وهؤلاء يريدون أن يضعوا الدوله المصرية وسط هذه التحديات .
الدولة تقوم بدورها على أكمل وجه
و من الإنصاف أنه لا يمكن لأى عاقل ووطني شريف أن نلقى اللوم على أداء الدوله فقد قامت الدوله وتقوم بدورها على أكمل وجه فى ظل إمكانيات المتاحة،
ولا يمكن أيضا ان نلقى اللوم على كل الشعب فغالبية الشعب ذكى يعرف من يريد به خيرا ومن يريد به شرا.
ومن هنا تتعالى النداءات من كل المخلصين أنه يجب أن نأخذ إجراءات أكثر صرامة على المستهترين أو الغير راغبين فى الالتزام بالإجراءات الصحية أو الذين يسعون بتفلتهم فى انتشار العدوى ، ولايهمهم تزايد عدد المصابين أو وقف الحال للبسطاء والعاملين و توقف السياحة وحركة الإنتاج.
ونقول لمن يريد أن يفهم أو كل حاقد أومن يتمنى أن تعجز الدوله المصرية فى أداء دورها أن الله سبحانه وتعالى لن يحقق أمانيكم ، فأنتم أصاب قلوبكم الحقد وأعمى قلوبكم قبل ابصاركم ونتج عنه تبلد فى الاحساس
وعدم استجابة وعدم اقتناع بالنداءات والتحذيرات ولم تعتبروا بالآيات والمشاهدات فى الدول الكبرى
أشير لكم فإنه لا عجب منكم فقد كان هناك مثلكم الكثير فى القرءان الكريم، أن الله سبحانه وتعالى عندما تناول قصة نوح عليه السلام عندما تعالت صيحات الأب وندائاته المخلصة وبكل حب وعطف لأبنه قائلا له (يابنى تعالى اركب معنا ولا تكن من الهالكين ) ومع أن ابن نوح يعرف أنه قطعة من أبيه نوح وكان يشاهد أباه وهو يصنع السفينة فى الصحراء ويعرف الغاية منها كما يعلم قيمة أباه وصدقه لكن بغروره وصلفه لم ينفعه علمه ولم يستفيد من معرفته ولم يستجب للنداء ولم يسمع للنصيحة وقال سآوى إلى جبل يعصمنى فكان من المغرقين .
وهذه هى سلوكيات أى فرد أو مجموعة أو أى أمة عندما تصم اذنها عن الدعوة الصادقة يكون عقابها شديد وخسارتها فادحة
وكم من دعوات ونصائح مخلصة من أهل الاختصاص فى كل مناحى الحياه كلها تهدف إلى التوحد ولم الشمل وتحقيق أهداف الأمة التى فيها صالح الجميع ولكن للأسف لم تجد صدى ليس على عدم علم أومعرفه بل لأن قلوبهم مملوءه بالحقد والكراهية والأهم الغرور .
فلا تجد لهم أذن واعية كما فى حالة النداءات بأخذ احتياطات السلامة الصحية كانهم محصنين من الأمراض أو اتخذوا عند الله عهدا.
ولذلك يجب أن نحذر من هؤلاء مرضى القلوب و الخبثاء ومن الجهلاء الذين لا يقدرون الأمور حق قدرها والذين يسيرون دائما ضد الاتجاه أو من باب خالف تعرف .
غلق المساجد وتوقف الطيران فرصة للمحاسبة النفس
كنا نرجو من هؤلاء بعد أن أغلقت الجامعات والمدارس وتوقفت حركة الطيران والسياحة وأغلقت أبواب الورش وأغلقت المساجد أبوابها حتى المسجد الحرام
وتم العزل فى البيوت أن يكون الانعزال فرصة للتفكر والتدبر ومراجعة النفس وطريقة حياتنا و سلوكياتنا و معالجة النفس ومراجعة لاوليات الأمور والعودة إلى الصواب والرحمة والشفقة بخلق الله.
ولكن للأسف تم اتخاذ ايام الحظر تدبيرا ونشرا للإشاعات وتقليلا للجهود وسخرية من النأس الذين يبذلون العالى والرخيص فى سبيل تقديم الخدمات الطبية والحياتية والأمنية للناس وهم فى بيوتهم.
وأقول لكل صاحب قلب مخلص علينا جميعا أن نتعاون فى هذا التوقيت بعد تزايد الإعداد خلال الأسبوع الماضى.
واقول لمن يستهين بالأمور أو من يعتقد أنه محصن من الإصابة بالأمراض أنت لست بعيدا عن الإصابة الأن و إياك أن تعتقد فى تعاملك مع أى شخص أنه خالى من الإصابة
وأحذر عقوبة الإله الحى القيوم الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء والوباء من جنوده يسلطة على من يشاء .
وعلينا أن نستثمر هذا الشهر الفضيل بالمكوث فى البيت و كثرة الاستغفار والتضرع إلى الله بالدعاء والرحمة بالضعفاء والإحسان إلى الناس وكثرة الصدقات بنية المداومة، داوا مرضاكم بالصدقة وبنية رفع الوباء والبلاء والأسقام
حفظ الله مصر من كل سوء .
الدكتور إبراهيم درويش أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية