الدكتورة فاطمة فتحى تكتب : الدور الوقائى لمضادات الأكسده
مضادات التأكسد :
يمكن أن نعرف مضادات التأكسد بأنها أي مادة تقوم بمنع حدوث التأكسد، خصوصا المواد التي تستخدم لحفظ الأغذية المعلبة أو التي تمنع حدوث الآثار الضارة للمؤكسدات داخل الكائنات الحية.
تقوم مضادات الأكسدة بأجسامنا بالارتباط مع الشوارد الحرة وتمنحها إلكترون، وهو ما يجعلها تصل إلى حالة الاستقرار، مانعة آثارها الضارة.
أنواع مضادات التأكسد:
يوجد 3 أنواع رئيسية من مضادات التأكسد:
1- الإنزيمات المضادة للتأكسد أو مضادات التأكسد الطبيعية:
تسمى بمضادات التأكسد الذاتية أو الحيوية كوّن الجسم يُصنِّع هذه المضادات أو الإنزيمات من أجل حماية نفسه من أثر التأكسد، عن طريق الاستعانة بالمعادن والبروتينات الموجودة ضِمن الحِصص اليومية من الطعام، ومن أبرز تلك المضادات : فوق أكسيد الديسموتيز، جلوتاثيون بيروكسيداز،جلوتاثيون ريداكتيز، والكاتاليز.
جدير بالذكر أنه لكي تقوم هذه الإنزيمات بوظيفتها على أكمل وجه، فإنها تحتاج إلى عوامل مساعدة مثل الحديد، والنحاس، والسيلينيوم، والمغنيسيوم، والزنك.
2- الفيتامينات مضادة التأكسد:
لا ينتج الجسم هذه الفيتامينات طبيعيًا لذلك ينبغي الحصول عليها من مصادرها الخارجية سواء من الطعام أو من المكملات الغذائية، وتشمل:
فيتامين أ: حيث أنه يقوي المناعة، ويحسن صحة العيون، ويرمم الأنسجة، ويحسن مستويات الكوليسترول.
فيتامين ج: حيث أنه يساهم في تصنيع الكولاجين، ويحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، ويعزز امتصاص الحديد، ويقوي المناعة.
فيتامين E والسيلينيوم: حيث أنه يحسن من حالة الجلد والبشرة والأوعية الدموية، ويحمي أغشية الجسم.
حمض الفوليك :وهو مهم جدًا للاناث في سن الإنجاب لمنع حدوث مرض خلل الأنبوبة العصبية (مرض يمنع التطور الطبيعي لمراحل تكون الجنين)، ويحافظ على سلامة القلب.
3– المركبات النباتية مضادة التأكسد:
هي مركبات موجودة طبيعيا في معظم الخضروات والفواكه الطازجة، وتستخدمها النباتات لتحمي نفسها من الشوارد الحرة، يمكن للإنسان أن يستفيد من خصائصها عندما يتناولها، وتشمل :
الكاروتينات: ومن أهمها مركب البيتا كاروتين، وهو عبارة عن صبغة تعطي اللون البرتقالي حيث تتواجد في الجزر والبطاطا الحلوة والقرع.
الفلافونويدات: وهي مجموعة من المركبات الموجودة في عدد ضخم من الفواكه والخضروات، ومن أهمها مركبات الأنثوسيانيدينات.
الأنثوسيانيدينات: هي مركبات تحمل اللون الأحمر إلى الأزرق، توجد بكثرة في التوت البري، الفراولة، الكرز الأحمر وغيرها، وتعتبر من مضادات التأكسد الضعيفة بسبب ضعف استقرارها وامتصاصها في الجسم، ولكن لها دور مهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية خصوصا تصلب الشرايين، وتعمل كمضاد للسرطانات والالتهابات.
كبريتيدات الأليل : وتوجد بشكل أساسي في الثوم والبصل. بالإضافة لكونها مضادات تأكسد فإنها تحافظ على صحة العظام، لديها نشاط ضد الخلايا السرطانية، تحفز المناعة، تخفض سكر الدم، كما لديها خصائص المضادات الحيوية، وغيرها.
عديدات الفينول: توجد في العديد من الأطعمة مثل الكاكاو والشاي الأخضر والمكسرات، وهي من مضادات التأكسد القوية. تساعد على خفض الكوليسترول والسكر في الدم، وتعزز صحة القناة الهضمية، كما أنها تعمل على منع زيادة الوزن وتخفيف الالتهابات.
فوائد مضادات الأكسدة:
مضادات للالتهابات: حيث أنها تمنع أكسدة الدهون، أي أخذ الإلكترون من قبل الجذر الحر من الدهون للاستقرار الكيميائي حيث تؤدي أكسدة الدهون لحدوث العديد من الالتهابات، كما تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
زيادة المناعة: حيث تعطل الشوارد الحرة، وتحمي من بعض أنواع السرطانات، وتدعم المناعة في الأشخاص المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الأيدز).
مكافحة أعراض الشيخوخة: تؤخر مضادات الأكسدة ظهور علامات الشيخوخة ومن الممكن أن تساعد الأشخاص الذين فقدوا شيئًا من الذاكرة على استرجاعها.
النباتات الأعلى قيمةً بمضادات الأكسدة هي على الترتيب: الكاكاو، وتوت غوجي، والتوت الأزرق، وجوز البقان، والخرشوف، والتوت بكافة أنواعه، والفاصوليا، والطماطم، والخوخ، والشمام، والذرة
د/فاطمه فتحي محمد – باحث كمياء حيويه بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه فرع شبين الكوم – مركز البحوث الزراعية – مصر