أخباررئيسيمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : دعوة للتفائل فى ليلة الدعاء

الله سبحانه وتعالى رحيم بعبادة فيمنحهم اوقات فاضلة للتقرب إليه ويدعونه فيستجيب لهم ولما لا وقد قال الله فى كتابه (واذا سألك عبادى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان)

وقال أيضا عز وجل (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم )، ومن هذه الاوقات والليالى الفاضلة التى ورد فى فضلها لكثير من الآثار هى ليلة النصف من شعبان وهى الليلة التى تسبق يوم الخامس عشر من شعبان وهى تبدأ من بعد صلاة المغرب وحتى دخول صلاة فجر اليوم التالي.

ولفضلها اطلقت عليها عدة اسماء وكل اسم له دلالة منها ليلة البراءة – وليلة الدعاء وليلة القِسمة وليلة الإجابة. والليلة المباركة.و ليلة الشفاعة.ليلة الغفران والعتق من النيران وفى هذه الله تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة – بالعام الثاني من الهجرة على أرجح الآراء بعد أن صلى المسلمين قرابة الستة عشر شهراً تقريباً تجاه المسجد الأقصى .

فالدعاء فى هذه الليلة مطلوب وقد وعد الله بإجابة الدعاء ووعد الله حق فى انه سيتجيب من يدعوه لكن الله لايستجيب من أصحاب القلوب المريضة وأصحاب الاخلاق السيئة، أهل الحقد والحسد والشائعات وترويع الآمنين وأهل الشحناء لأن الحق سبحانه يريد الخير والسلام يعم الأرض ومن يسعى لإفساد الأرض والحرث والنسل فهو مطرود من رحمة الله دائما وفى هذه الليلة خاصة فمن الاحاديث النبوية التى تبين فضلها وتنذر الذين يسعون فى الارض فسادا وينشرون الحقد والكراهيية بانهم مطرودون عن رحمة الله فى هذه الليلة حتى ينوبوا ويعودا الى صف الامة منها الحديث الشريف : (إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ) وقول النبى صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)

وفى حديث أخر ( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع )

وقال الشيخ عطية صقر ” رحمه الله” رجا على سؤال في (فتاوى الأزهر: مايو 1997م) “هل ليلة النصف من شعبان لها فضل؟ والجواب: قد ورد في فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضاً منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال”.

وقال الشيخ عطية صقر بعد سرد الأحاديث: “بهذه الأحاديث وغيرها يمكن أن يقال: إن لليلة النصف من شعبان فضلاً، وليس هناك نص يمنع ذلك، فشهر شعبان له فضله روى النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال: “ذاك شهر تغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم”. )
وقال الإمام الشافعي في (الأم): “وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”) .
فما أحوجنا فى ليلة الدعاء أن نجدد التوبة إلى الله وندعوه دعاء المضطر  أن يكشف عنا الضر وأن يحفظنا وبلادنا من الأمراض وأن ينعم علينا بالصحة والسلامة والأمن.
كل عام وانتم بخير ولاتنسونا من دعائكم


الأستاذ الدكتور إبراهيم درويش رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى