الدكتور إبراهيم درويش يكتب : خطة مصر 20-30 للتنمية بعد كورونا ..4 محاور مهمة
لاشك أن أولويات الشعوب سوف تتغير بعد كرونا وذلك لتضرر اقتصاديات العالم بلا استثناء من جائحة فيروس كروونا مثل تفشى ظاهرة البطالة . وسوف يختلف حدة التضرر على الشعوب وفق قوة اقتصاد الدولة .
ومن فضل الله على مصر أنه فى المرحلة الماضية اهتمت القيادة المصرية بالمشروعات الكبرى واهتمامهابعمل بنية تحتية من الطرق باطوال غير مسبوقة وشق وتوسيع قناة السويس وتخطيط للمنطقة المحيطة بها وعمل مجموعة من الانفاق تحت قناة السويس لربط مصر بسيناء والقيام بمجموعة من المشروعات مثل إنشاء الصوب الزراعية والمزارع السمكية والحيوانية والصناعية وهذه المشروعات كانت تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة .
فهذه المشروعات ماكان يمكن ان تقدم عليها الدوله الآن بعد هذا الوباء .
كما كان لهذه المشروعات خففت حدة الآثار على المواطنين. ومكن الدولة من اتخاذ الإجراءات الاقتصادية. و اللوجستية التى تساهم فى تساعدة المصرين وطمأنتهم بجميع طوائفهم على قدرة الدولة على تخفيف الآثار الناجمة عن أزمة فيروس كروونا ونسأل الله ان تنتصر مصر على فيروس كرونا بتكاتف الشعب مع الحكومة وتنفيذ الاجراءات الاحترازية .
محاور مهمة :
لكن الأهم أنه من خلال المؤشرات العالمية والمصرية انه يجب ان تتغير الدولة المصرية فى المرحلة المقبلة ولعل أهم المحاور من وجهة نظرى التى ينبغى ان نركز عليها هى .
المحور الأول :
المحور الزراعى فلقد ثبت لكل ذى عقل أهمية قطاع الزراعة فى الأزمات والكوارث وأنها حائط الصد الأول للتأمين الغذائى
وكان الإمداد من مزارع القوات المسلحة وإنتاج الصوب له الدور الأكبر فى تعديل الأسعار بزيادة العرض .
فيجب ان يصبح هدفنا الأول الاكتفاء الذاتى من احتياجاتنا الغذائية والاعتماد على الموارد الذاتية
لقد اسقطت كرونا نظرية تملك الأموال واستورد من اى مكان ، فلقد شاهدنا كيف تعطلت حركة الملاحة العالمية بين عشية وضحاها وأصبحت الأموال لا قيمة لها وأصبحت الموارد الذاتية هى طوق النجاة والكل يقول نفسى نفسى. بل شاهدنا أعمال القرصنة فى المستلزمات الطبية وشاهدنا تعطل حركة الملاحة العالمية . وهذا يتطلب صياغة رؤية زراعية مصرية جيدة تحتاج من الجميع إعادة تطوير المنظومة الزراعية فى مصر والتنسيق بين مكوناتها وعلاج أوجه الخلل بها .
المحور الثانى :
هو الاهتمام بالعلماء و البحث العلمى فقد أثبتت كرونا أننا يمكن ان نستغنى الترفيه من رياضة وفن لكن لا يمكن ان نستغنى عن البحث العلمى هو الذى يقود التطوير ويصنع التقدم فى الأمم وهو الذى يعمل على إيجاد حلول للمشاكل.
فقد ان الاوان يعاد ان تتغير ثقافة التكتوك والكسب السريع والنظرية السطحية للأمور ويعاد صياغة النظرة الاجتماعية للعلماء والباحثين وذلك بتغير نظرة الدوله لهم والاهتمام بهم.
المحور الثالث:
هو الاهتمام بالقطاع إلطبى بكل مكوناته واحتياجاتة الروائية وأجهزته الطبية ، وذلك بتغيير فلسفة المنظومة الصحية من مهنة للتجارة والتربح إلى مهنة إنسانية وحق من حقوق الإنسان .
لقد اسقطت كروونا المنظومة الصحية الاستثمارية فى البلاد المتقدمة .
فقد ذكرتنا كرونا ان هناك جيش أبيض وهم القطاع إلطبى
لذلك يجب العمل على تطوير المنظومة الصحية بالكامل فالتشخيص والعلاج حق من حقوق الإنسان.
المحور الرابع:
التحول الرقمى واستخدام التكنولوجيات الجديدة فى العمل عن بعد او بما يسمى الآن فى العالم التباعد الاجتماعى بما له من فوائد متعددة فى جميع القطاعات التعليمية والصناعية والتجارية والخدمات الكترونية وغير ذلك .
فسوف تسرع وتعزز أزمة كرونا من التحول الرقمى ا ل أى كانت تسعى إليه الدوله وكان يجد معارضة شديدة
فأصبح الآن من أهم الوسائل التى نتغلب بها على الأزمات بالإضافة إلى فوائدة المتعددة التى لا مجال لذكرها الآن وأمثاله لذلك فهو يرفع من تحول الاقتصاد الغير رسمى إلى اقتصاد رسمى وهذا له مردود اقتصادى وسرعة الانجاز ومكافحة الفساد وتقليل التلوث وتيسير الأمور على المواطنين فى إنجاز جميع المعاملات بدون التعامل المباشر .
هذه الأولويات وغيرها يجب ان يعاد صياغتها إلى مجموعة أهداف وبرامج وانشطة وهذا يتطلب إعادة النظر فى خطة مصر 20-30 والتى تم صياغتها فى الظروف الطبيعية .
وأقترح ان يعاد النظرة مرة أخرى إلى هذه الخطة بعد أزمة فيروس كروونا ويتم تعديلها وفق المستجدات الجديدة وكل خطة فيها من المرونة مما يجعل من السهولة ان يتم تعديلها.
حفظ الله مصر من كل سوء
ا.د / إبراهيم حسينى درويش – استاذ ورئيس قسم المحاصيل كلية الزراعة جامعة المنوفية .