الدكتور إبراهيم درويش يكتب : الأزمات تفرز الجوانب الأخلاقية فى الإنسان . .
ان أخطر ما فى الأزمات تجار الأزمات . فهى اوقات للفرز الاخلاقى والدينى والوطنى . . فهناك من يعتبر أزمة الكرونا فرصة للتوبة والأوبة ومراجعة النفس والعودة إلى الله حتى يكشف الله هذه الغمة وينظر إلى إخوانه من بنى وطنه و جنسة نظرة رحمة وشفقة.
للأسف بعض النفوس المريضة ، تستغل الأزمات وتعيش على آهات وانات الناس هؤلاء نسوا الله فانساهم الله أنفسهم.
ولذلك نذكر الناس الطيبين بالتخلق بخلق الإيثار. والابتعاد عن الشح والبخل.
فصفة الشح مذمومة وصاحبها مريض لأنه حريصٌ على ما ليسَ في يدهِ ، فإذا حصلَ عليها كانَ بهِ أشح , وبَخِلَ بإخراجه . ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
فالبخلَ سلوكُ النفسِ الشحيحة ، والعطاءُ سلوكُ النفسِ المؤاثِرة الكريمة
ما اجمل صفة العطاء التى تدل على الإنسانية والإحساس بالمسؤولية والمشاركة والرحمة وتقدير الأمور . واعلم ان العطاء درجات يبدأ بسخاء النفسِ عمّا في أيدي الناس ويتعفف عن أموال الناس ، فمبالكم بمن يستغلهم فى إقواتهم فى أيام الشدائد .
فما أحوجنا الآن إلى خلق الإيثار ، الى من ُ يُعطي الكثير ويُبقي القليل . وإذا لم تستطع ان تعطى الكثير تعطى القليل حتى توصف بالسخاء .وهذا واجب دينى ومسؤولية اجتماعية لرجال الأعمال والرياضيين والفنانين وكل من كان لهذا الوطن فضل عليه والإنسان المؤمن جواد بطبعه خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك .
ومراتب الجود متعددة -فالجود بالنفس أعلاها على الإطلاق ، والجودُ بالنفسِ أقصى غاية الجود فالجنود الذين يحرسون الحدود ومن يؤمن المواطنين ومن يتصدى لعلاج المرضى من القطاع إلطبى وهم يعلمون انهم يمكن ان يفقدوا حياتهم ومن يضحى براحته ومن يجود ُ بالعلم ويبذله لمن لا يسألُ.َ عنه. لكل المواطنين فينشر التوعية بإخطار الأمراض
وهناك الجود بالنفع بالجاه ينفى الكبر ويدل على التواضع والجود بالجاه كالشفاعة والمشي مع الرجلِ إلى ذي سُلطانٍ, و أن تشفعَ لمظلومٍ عِندَ من يأتمرُ بأمرك أو إصلاح ذات البين
أما الجودُ بنفعِ البدنِ على اختلاف أنواعِهِ بالصحة والعافية تبذلها لمن يحتاجها فلها ثواب عظيم ، وهناك الجود بالعرض والعِرضُ هو موطن المدحِ والذمِّ و الجود بالصبروالجود بالخلق والبشر والبسطة والجودُ بالخُلِقِ والبِشرِ والبسطة وأقلُّ مراتب الجود أن تترفعَ عما في أيدي الناس,وهذا الجود السلبي فإن لم يستطع ان يكون الإنسان سلبيا فى جوده على الاقل فيجب أن ينزه نفسه وماله
ولايستغل الأزمات وينتهز الكوارث لكسب دنيوي مادى او معونى بغيض سواء كان ذلك بالاحتكار أو تعطيش السوق أو نشر الشائعات وتكدير السلم العام حتى يدفع الناس للخوف والفزع وتخزين السلع وبالتالى نقص المعروض وارتفاع الأسعار
وجدير بنا ونحن نرفع أيدينا بأكف الضراعة إلى الله بأن يرحمنا ويكشف الكرب والبلاء عنا ان نتحلى بمكارم الأخلاق فى العفاف والجود والإيثار .
جمعنا الله فى بيت من بيوته قريبا وفى مستقر رحمته يوم القيامة .
الدكتور إبراهيم درويش أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بزراعة المنوفية