الدكتورة مرفت صدقى تكتب : المرأة الريفية تتحدى كورونا
المرأة الريفية هى صمام الأمان للقطاع الزراعى على مر العصور والأن صمام الأمان لإستدامة الأسرة الريفية فى ظل شبح كوفيد 19 أو ما يسمى بفيرس كورونا، حينما نتحدث عن الأدوار المتعددة لإستمرار الحياة ومنها الدورالإنتاجى بالحقل وبالمنزل والدور التسويقى وتربية وتنشئة الأبناء نتحدث عن قرة عين الوطن المرأة الريفية.
وتفرض الأوضاع الحالية فى ظل شبح كورونا أدواراً جديدة على الساحة أختصت بالمرأة الريفية للحفاظ على ديمومة الأسرة حيث ظهرت سمات القوة والشجاعة والتحدى التى تمتاز بها.
حينما يقل الدخل نظراً للظروف التى تمر بها غالبية الدول تلجاء المرأة الريفية إلى الصناعات المنزلية حيث تقوم بمحاولة توفير الغذاء لأبنائها بما هو متاح حفاظاً على الدور التغذوى التى تقوم بة، وما يميزها فى هذا الدور عن غيرها من النساء هو نقل المعرفة التراثية الغذائية من أجدادنا للحفاظ على صحة الأبناء حيث الرجوع إلى الأغذية و المشروبات التى تعتمد على الكثيرمن النباتات الطبية فقد صدقت مقولة أن الريفيات بنك تراثى للمعارف على مر العصور.
وعندما تجتهد المرأة الريفية التى تعمل بالأجر اليومى فى الحقل على الرغم من خطر الأصابة؛ ولكنها لا تمتلك قوت يومها لهذا تذهب للعمل فهى الجندى المجهول الذى يقوم الأن بحصاد العديد من الخضروات وتعبئتها ونقلها من الحقل إلى عربات التسويق حتى تأتى إلى المستهلك لكى تستمر حياتنا اليومية.
وحينما تكافح المرأة الريفية لمحاول التغلب على الأمية عدوها الاول والأخطر لمحاولة متابعة أبنائها تعليمياً فى ظل التعليم الاليكترونى الذى فرضتة الظروف الحالية وظهر لها دون سابق إنذار.
نعم هى إمرأة أمية ولكنها تمتلك من الإصرار على نجاح أبنائها الكثير فتقوم ببث روح الطموح والتشجيع والمثابرة كقوة دافعية حتى يستطيع أبنائها الإستمرار فى الحصول على العلم بعد غياب الإتصال المباشر بين الطالب والمدرس من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة.
وعن مفهوم تقليل الهدر الغذائى نتحدث الأن عن المرأة الريفية مصنع الأنتاج المنزلى أو نطلق عليها ما يسمى بوحدة إنتاجية متكاملة بالمنزل، حيث العادات الإستهلاكية الجيدة التى أصبحت المرأة الريفية تتبعها من خلال إعادة إستخدام الوجبات الغذائية المتبقية لإنتاج وجبات جديدة الأن، ومن ثم فهى تلعب دوراً هاماً فى تحقيق الأمن الغذائى بسبب تأثيرها على أنواع الأغذية والكميات والموارد اللازمة لزراعتها.
فالدور التقليدى لها فى تحقيق الأمن الغذائى كان من خلال المساهمة الواضحة المعالم فى العمليات الزراعية المختلفة للانتاج الزراعى، والأن أصبحت محركاً لكافة المتغيرات التى تصب فى بوتقة تحقيق الأمن الغذائى إستهلاكاً وإنتاجاً.
وعن تأنيث الفقر تظهر معالمة بوضوح صارخ فى ظل الوضع الحالى من أكثر الصور التى توضح إى الفئات تضرراً بخفض الدخول ومستوى المعيشة هى المرأة التى تحاول جاهدة الخروج من براثن الفقر بتعدد الأدوار الملقاة على عاتقها لمحاولة التكيف المعيشى مع الظروف الحالية
وبنهاية الأمر أكررالإستثمار فيما يخص تمكين النساء لة مردود إقتصادى وإجتماعى وبيئى لة مردود على كافة الجوانب فهى خط الدفاع الأول للحفاظ على ديمومة الأسرة والمجتمع.
المرأة الريفية كانت ومازالت وستظل قرة عين الوطن
أ.د. مرفت صدقى عبد الوهاب – أستاذ دكتور بقسم المرأة الريفية معهد الأرشاد – مركز البحوث الزراعية – مصر