الدكتور وائل غيث يكتب : إدارة عمليات النمو الخضري و التزهير والعقد لأشجار الزيتون
إدارة عمليات النمو الخضري و التزهير والعقد لاشجار الزيتون تحت ظروف أراضي الإستصلاح والأراضي الصحراوية
** اولا مرحلة النمو الخضري
تبدأ دورة النمو الربيعي وانطلاق البراعم الخضرية الجديدة من منتصف شهر فبراير واوائل مارس وتستمر في النمو النشط بالتزامن مع مراحل بداية التزهير منتصف وأواخر مارس ثم تنخفض المعدلات تدريجيا مع الدخول في مرحلة العقد وبداية تكون الثمار ولأن هذه النموات الخضرية الجديدة هي ذخيرتنا المدخرة للموسم القادم وهي الافرع الحاملة لمحصولنا الموعود بإذن الله فلابد لنا ان نحرص علي العناية بها وبتكوينها وزيادة نموها بكل الاشكال الممكنة
كما يجب ان يكون التركيز الاكبر والاهم بالنسبة لنا هنا علي عمليات التغذية و التسميد مع العناية بشكل خاص بعنصري النيتروجين والفسفور في المقام الاول وذلك لتدعيم عمليات تكوين الخلايا والانسجة التي تبنى هذه النموات ثم يأتي في المقام الثاني بعد ذلك الحفاظ علي هذه النموات من الآفات الحشرية وديدان البراعم وغيرها بعد تكوينها ولتعظيم تكوين هذه النموات الخضرية يجب التفاعل مع عمليات التسميد من منظورين هامين جدا
المنظور الأول هو التكلفة الحدية لهذه المواد المستخدمة في البرنامج الغذائي والعائد الاقتصادي من استخدامها والاعتبار الثاني هو طبيعة إراضي الاستصلاح المصرية والأراضي الصحراوية وهى الحاضنة الكبرى لزراعات الزيتون في مصر بمقوماتها ومشاكلها المعروفة .
لذا فلابد لهذه البرامج السمادية ان تلائم ظروف قلوية الارض المصرية الشهيرة ولهذا نجد ان معظم الباحثين والاستشاريين الزراعين اتفقوا على التركيز علي استخدام الأسمدة ذات التأثير الحامضي لمعادلة التأثير القلوي للأراضي المصرية مما يشجع اكثر عمليات امتصاص الغالب الاعم من العناصر الغذائية المطلوبة للعمليات الفسيولوجية داخل النبات ويأتي في مقدمة هذه الأسمدة لأسباب اقتصادية مهمة سماد سلفات النشادر ويضاف بمعدل ١٠ كجم للفدان عبر السمادة مره اسبوعيا اول ثلاث اسابيع في الشهر ليتبع بعد ذلك بجرعه من سماد نترات الكالسيوم بنفس المعدل وذلك لتدعيم الخلايا المتكونة والحصول علي نموات قوية اكثر سماكة وصلابة ومقاومة للآفات وللعوامل الجوية المعاكسة (مثل: عاصفة التنين الكبير التي ضربت المنطقة بأكملها مؤخرا) ويمكن أيضا استعمال حامض النيتريك 60% بديلا لسلفات النشادر بمعدل 250 سم مكعب لكل متر مكعب ماء ري.
كما ينصح ايضا بإستعمال حامض الفوسفوريك 85% بمعدل ٣٠٠ سم مكعب لكل متر مكعب ماء ري في برنامج التسميد الأسبوعي المقترح كمصدر للفوسفور
وينصح الخبراء دائما بأن الاسمدة المستخدمة حقنا مع ماء الرى يجب ان تتميز بالخصائص التالية
• سهولة الذوبان في الماء وعدم السماح بحدوث ترسيبات داخل الشبكات وانسداد النقاطات.
• الا تكون ذات تأثيرات قلوية ترفع PH التربة أكثر مما تعانيه هي في الاساس
** ثانيا مرحلة الـتـزهـير والعقد
ولمقتضايات المرحلة لابد هنا أن ترفع كميات السماد البوتاسي وتقلل كميات السماد النيتروجيني بشكل واضح ويظل الامداد بالسماد الفوسفاتي عند نفس المستوى السابق ويصلح في هذه المرحلة سماد مركب مونو بوتاسيوم فوسفات وهذا يرجع لأهمية الفوسفور في المراحل الاولى من تكوين الثمار وهي مراحل انقسام الخلايا وصولا الي مـرحـلـة تمام نـضـج الـثمـار كونه مسئول عن العمليات الحيوية وبناء الطاقة
ليبرز دور البوتاسيوم ويتعاظم في المراحل التي تلي مراحل انقسام الخلايا مثل مراحل امتلاء الخلايا ومرحلة اكتمال نمو الثمار وتشكيل خصائص جودتها حيث أن البوتاسيوم هو المسئول عن نقل الكربوهيدرات المتكونة في الاوراق الى الثمار وينصح هنا بتطبيق معدل 6 كجم للفدان من هذا النوع السمادي مرة واحدة أسبوعيا خلال هذه المرحلة.
اما في حالة الرغبة في استخدام سماد نترات البوتاسيوم وهو الاختيار الأول والأفضل في هذا المقام لسهوله ذوبانة في مياه الري وسهوله تطبيقيه من خلال السمادة فينصح هنا بإضافة 10 كجم للفدان مره واحدة أسبوعيا خلال مرحلة التزهير والعقد لتلبية احتياجات النبات من البوتاسيوم
ثم يأتي بعده في التفضيل سماد سلفات البوتاسيوم مع التأكيد على ضرورة معاملتها بالنقع لمدة يومين قبل تطبيقها مع ترشيحها واستخدام السماد الرائق حقنا في السمادة وترك الجزء الصلب بعد فصله للاستخدام كإضافات ارضية فيما بعد ويكفي للاستعمال من هذا النوع استعمال 2 شيكارة زنة الواحدة ٢٥ كجم للفدان مرتين على الاقل خلال مرحلة التزهير والعقد مع المحافظة هنا أيضا على استخدام حامض الفوسفوريك بنفس المعدلات المذكورة سلفا مرة واحدة اسبوعيا
وقد يلجا المزارع الي اضافة السماد البوتاسي رشا علي الاوراق وهو ما يعرف بال Foliar Application وذلك هروبا من مشاكل تثبيت العناصر في التربة ذات ال PH المرتفع ويمكن هنا استعمال مركبات مثل نترات البوتاسيوم او سترات البوتاسيوم بمعدل 2-3 كجم /600 لتر مرة أسبوعيا خلال مرحلة التزهير وينصح أيضا بإضافة 2 كجم من الفولفيك اسيد لتعظيم الاستفادة من هذه العملية
اما بخصوص العناصر الأخرى المهمة الباقية (الماغنسيوم – الحديد – الزنك – المنجنيز – البورون – الموليبدنم ) وهى لا تقل أهمية عن باقي العناصر الاخرى في جميع مراحل النمو لاسيما مرحلة التزهير والعقد ولكن الاحتياج لها يكون بكميات صغيرة فيمكن هنا اعداد مخلوط عناصر يضم المجموعة السابقة بالاعتماد على مركبات مخلبية للعناصر مثل الحديد والمنجنيز والزنك بمساهمات 300 جم للحديد و150 جم لكل من الزنك والمنجنيز بالإضافة الى150 جم من سلفات الماغنسيوم كما يضاف أيضا 150 جم من البوراكس و 150 جم من مولبيدات الأمونيوم وتخلط خلطا جيدا وتكفى هذه المقادير لتجهيز موتور رش 600 لتر والذى يكفى بدورة لمساحة فدان وينصح هنا أيضا بإضافة 300 جم يوريا لتسهيل عملية امتصاص هذه العناصر عند رش الاشجار
** ملحوظة مهمة جدا يجب الاهتمام والتركيز الشديد علي الرش بالعناصر الصغرى لاسيما عنصري الزنك والبورون في هذه المرحلة المهمة مرتين على الاقل (الأولى فترة بداية ظهور النورات الزهرية وقبيل تفتحها والثانية عند تفتح 50% من الازهار) لتحسين عمليات التزهير والعقد بشكل كبير
** مكافحة الآفات الحشرية التي تهاجم البراعم والنموات الخضرية والنورات في دورة النمو الربيعي
لابد من اتباع اسلوب يعتمد علي مراقبة هذه البراعم بشكل يومي منتظم وعند ظهور اول اعراض لهذه الآفات علي النموات الغضة الشهية المرغوبة يجب ان يكون الرش بأحد الزيوت المعدنية الصيفية او الزيوت النباتية طالما لم نصل لمرحلة بداية تفتح الازهار اما اذا وصلنا لهذه المرحلة فيمكن استعمال احد مركبات الكلوروبيرفوس 48% بمعدل 1سم / لتر ماء
او مركب ايمامكتين بنزوات 5.7 % بمعدل 250 جم / 600 لتر ماء وفي حالات الزراعة العضوية النظيفة تستخدم مركبات مانعه الانسلاخ مثل مركب النومولت 15% بمعدل 0.5سم / لتر