أخبارخدماتدواجنرئيسيمجتمع الزراعةمقالات

الدكتورة أمانى ابراهيم تكتب : لماذا دراسة التطورالجيني لفيروس انفلونزا الطيور ضعيف الضراوة H9N2 ؟

اصبحت فيروسات انفلونزا الطيور الضعيفة الضراوة H9N2 منتشرة حول العالم متوطنة في قطاعات الدواجن المختلفة منذ ظهورها لاول مرة في العالم عام 1966 , محدثة خسائر اقتصادية في القطعان المصابة نتيجة اصابة الجهاز التنفسي مما يقلل من انتاجية و اداء الطيور المصابة و تزيد امراضية الفيروس مع وجود اصابات بكتيرية ثانوية .
هذا النوع من فيروسات انفلونزا الطيور الضعيفة الضراوة يصيب الكثير من انواع الطيور المنزلية مثل الدجاج و الذي يمثل اكثر الانواع اصابة بالفيروس , الطيور المائية كالاوز و البط و يصيب ايضا طيور الرومي و السمان و الحمام , كما تعتبر الطيور البرية من اهم العوائل التي تؤدي الى سرعة انتشار الفيروس عبر القارات.
يعتبر السمان والحمام خزانات مهمة لفيروسات H9N2 ، حيث أنها تعمل كحلقة وصل بين الطيور المائية وأنواع الطيور الأرضية . و بالإضافة إلى السمان ، تعمل الخنازير ايضا كأوعية خلط لأنواع فرعية مختلفة من أنفلونزا الطيور والتي توفر بيئة مناسبة لإعادة تركيب وإنشاء فيروسات جديدة قد تتكيف بسهولة مع العوائل الثديية مثل الانسان.

و ينقسم فيروس انفلونزا الطيور H9N2 ضعيف الضراوة جينيا الى انساب مختلفة و يمكن تقسيمها بناءا على الدراسات الحديثة للتطور الجيني لهذا الفيروس الى:
المجموعة الاورواسيوية (Euro-asian Lineage) و تضم معظم الفيروسات المنتشرة في قارات العالم , و يمكن تقسيم هذا النسب الجيني الى :
المجموعة الكورية (Korean Lineage): و ينحدر من هذا النسب الجيني الفيروسات المعزولة من كوريا الجنوبية و الشمالية .
مجموعة Y280 Lineage : و ينحدر منه معظم سلالات فيروس ال H9N2 المنتشر في قارة اسيا
مجموعة G1 Lineage : و ينحدر منه الفيروسات المنتشرة في بعض دول قارة اسيا و اوروبا و افريقيا , و هذا النسب الجيني يقسم حسب التغييرات الجينية في كل جين من جينات الفيروس الى 4 مجموعات فرعية و هي A, B, C and D .
المجموعة الامريكية American Lineage : و يضم الفيروسات المنحدرة من الامريكتين
في مصر, تم اكتشاف اجسام مناعية في الطيور ضد هذا المرض في عام 2001دون عزل للفيروس , حتى تم عزله لاول مرة في مصر من قطيع سمان في عام 2011 , و قد صنف فيروس السلالة المصرية تحت المنشأ G1-lineage و المنتشر في الشرق الاوسط و اوروبا و اسيا و شمال افريقيا , تحت المجموعة الفرعية B. و مع التطور الجيني للفيروس في مصر , فقد انقسم جينيا الى 3 مجموعات بنسب اختلافات جينية مع نشوء مجموعة من الفيروسات المتحورة انتيجينيا.

و يعتبرفيروس انفلونزا الطيور ضعيف الضراوة H9N2 من الفيروسات التي تكمن اهميتها في تطورها , حيث ان هذه الفيروسات من الفيروسات سريعة التطور على مستوى الانتيجينات السطحية الخاصه بها (HA, NA) و التي يمكن ان تؤدي الى ظهور مجموعات مختلفة جينيا و انتيجينيا لنفس الفيروس , كما حدث في الفيروسات المصرية المعزولة من الحمام و السمان ما بين عامي 2012 و 2015 و التي كانت تتميز بتطور و اختلافات جينية على مستوى جين الهيمأجلوتينين (HA) مقارنة بالعترات المصرية المنتشره في ذلك الوقت بين مختلف قطعان الطيور , و قد تميزت هذه المجموعة من الفيروسات المحورة الى تغيير جوهري في رد فعل الفيروس تجاه الاجسام المناعية الخاصة بالسلالات المصرية الاخرى مما يعني تغير في الاماكن ذات التأثير المناعي و الانتيجيني لهذه المجموعة من الفيروسات على سطح بروتين الهيمأجلوتينين (HA)الخاص بها نتيجة التطور الجيني الذي حدث.

اعادة التركيب الجيني هي الالية الرئيسية لتطور الفيروس :

كما و ان فيروسات H9N2 تعمل كمانح جينات للانواع الاخرى من الانفلونزا و التي تؤدي الى اعادة التركيب الجيني لبعض الانواع (Reassortmrnt) مما يؤدي الى نشوء فيروسات جديدة بسلالات مختلفة . و تعتبر الية اعادة التركيب الجيني هي الالية الرئيسية لتطور الفيروس وقد تم تسجيلها على نطاق واسع في فيروسات H9N2 ، وتحدث هذه الآلية عن طريق الحصول على الجينات الداخلية التي تنتمي إلى فيروس H9N2 من الأنواع الفرعية الأخرى المتداولة مثل H1N1 و H3N2 والتي ربما يكون لها تأثير حيواني المنشأ على الإنسان كما هو الحال في الصين .
كما و يمكن ان تحدث هذه الالية بتداول الجينات بين نوعين انفلونزا الطيور H9N2 الضعيف الضراوة و H5N1 الشديد الضراوة كما حدث في حالة تم تسجيلها في قطيع بط مصاب في مصر عام2019و التي تمت اصابته بفيروس H5N2 شديد الضراوة الذي وجد ان نشوءه كان نتيجة تبادل جين ال HA الخاص بالسلالة المصرية H5 الشديدة الضراوة و جين ال NA للسلالة المصرية H9 الضعيفة الضراوة , و في اخر الدراسات الابيديميولوجية و الجزيئية التي تم طرحها ,تم تسجيل اصابات بهذا الفيروس في قطعان دجاج خلال نفس العالم.

مما سبق يتضح اهمية دراسة التطور الجيني لفيروس انفلونزا الطيور الضعيف الضراوة H9N2 و الذي بالرغم من امراضيته القليلة نسبيا الا انه من اهم الفيروسات التي تعمل على تطور و نشوء فيروسات و سلالات جديدة من الانفلونزا قد يكون لها امراضية اعلى على الطيور او قد تكون اكثر قابلية لأصابة للثدييات و خصوصا الانسان .

___________________________________________________________________________________

د. اماني عادل ابراهيم حسين -باحث بالمعمل المرجعي للرقابة على الانتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى