اثبتت التجارب والدراسات العلمية فوائد كبيرة لاستخدام الاسبرين فى الزراعة وزيادة الانتاجية ، حيث تم أكتشاف التاثير العلاجى للاسبرين فى تثبيت حيوية ووقف نمو المسببات المرضيه للنباتات من أفات وفطريات عديده بسبب وجود حمض السالسيلك الذى يقلل انتاج الاثيلين داخل خلايا النباتات الذى بدوره يؤجل شخوخه النباتات ، هذا الى جانب تحفيز المقاومه الطبيعيه للنباتات مما يجعله بديل أمنا للمبيدات الكيماويه بالاضافه بانه غير غالى الثمن ومتوفر .
الدكتور محمد أبو رداحة الخبير الزراعى النباتات أكد على أن الاسبرين ينتج كميات ضئيلة من حامض الساليسيليك (الصفصاف) وهو يعد احد الهرمونات هذه الكمية البسيط تساعد النباتات على مواجهة الظروف الصعبة عندما تتعرض للاصابة بالحشرات او الجفاف او نقص التغذية…. وذلك بتقوية جهاز المناعة للنباتات وباضافة الاسبرين وبكميات معينة ستزيد من هذه المناعة..من خلال التاثير الايجابي على التسريع في نمو النبات مع الزيادة في الانتاج ….
ان حامض الصفصاف أو حامض ساليسيليك يستخلص طبيعيا من بعض النباتات كالصفصاف الأبيض وإكليلية الجبل ويمكن صنعه كذلك في المختبر ويستخدم في مجال الصيدلة كدواء لصداع الرأس ومسكن للآلام ومضاد للالتهابات ومخفض لدرجة الحرارة و هو المركب الرئيسي للأسبيرين.
حامض السالسيليك (Salicylic acid)
وأضاف الدكتور محمد أبو رداحة قائلا : يعتبر حامض السالسيليك (SA) Salicylic acid وتركيبه الكيميائي C6H4(OH)COOH (C7H6O3) من الهرمونات النباتية التي تدخل في تنظيم العديد من العمليات الفسيولوجية في النبات ، وهو حامض عضوي ذات طبيعة فينولية يصنع من الحامض الاميني phenylalanine على شكل بلورات ذات لون شاحب يستخدم كهرمون نباتي ويشتق من عمليات الأيض لمركب الــ Salicin وهو يشبه كيميائيا الأسبرين (Acetyl salicylic acid).
واوضح الدكتور أبو رداحة أنه قد أتضح أن حامض السالسيليك يوفر حماية للنبات ضد أنواع الشد البيئي مثل الشد الملحي والشد الجفافي والشد الحراري والشد الناتج من المعادن الثقيلة ، كما أنه يلعب دور مهم في تنظيم امتصاص الأيونات والتوازن الهرموني وحركة الثغور ، إضافة لدوره في الإسراع في تكوين صبغات الكلوروفيل والكاروتين وتسريع عملية التركيب الضوئي وزيادة نشاط بعض الأنزيمات المهمة والتي تنعكس إيجابا في سير العمليات الفسيولوجية في النبات.
دراسة فى المركز القومى للبحوث :
وفى سياق متصل كشفت دراسة بالمركز القومي للبحوث أن الأسبرين حمض الاسيتيل ساليسيك له قدرة عالية على تثبيط نمو العديد من الفطريات والبكتريا المسببة للأمراض النباتية وذلك تحت ظروف المعمل كبديل عن استخدام الكيماويات الزراعية التى تؤثر سلبيا على جودة المنتجات الزراعية بالإضافة الى تأثيرها على صحة الإنسان .
وتوصلت الدكتورة نهال سامى الموجي الباحثة بالمركز القومي للبحوث الى مقاومة مرض عفن الجذور فى نباتات الترمس تحت ظروف العدوى الصناعية بفطريات الريزوكتونيا والاسكليروشيم والفيوزاريوم وذلك باستخدام الأسبرين كمعاملة للتربة او البذور قبل الزراعة .. بالإضافة إلى علاج مرض عفن القمة النامية فى نخيل الزينة من نوع برتشارديا المتسبب عن بكتيريا سيدوموناس أيضا عن طريق استخدام الأسبرين رشا على النخيل وذلك بصورة منفردة أو مع إضافة المضاد الحيوي الاستربتوميسين .
وأكدت الدكتورة نهال الموجي التأثير المباشر لحمض الاسيتيل ساليسيلك على حيوية ونمو المسببات المرضية المختلفة وكذا تأثيره على النباتات المعاملة حيث يمتص ويعمل على تنشيط وتحفيز إنتاج آليات المقاومة وهو ما يعرف بالمقاومة المستحثة .
ولفتت إلى ان المسببات المرضية المذكورة غير متخصصة حيث يمكنها إصابة العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة الشتوية منها والصيفية .. موضحة انه يمكن استخدام هذه الطريقة في مكافحة العديد من الأمراض النباتية التي تصيب المجموع الجذرى أو المجموع الخضري نظرا لان هذه الطريقة تعتبر أمنه على صحة الإنسان والبيئة وتتميز بسهولة التطبيق وقلة التكاليف مقارنة بالمبيدات الكيماوية المستخدمة لهذا الغرض .