أكد الدكتور محمد على فهيم خبير المناخ الزراعى والأستاذ بالمعمل المركزى للمناخ الزراعى ان سوسة النخيل وبعد أكثر من 20 عاماً من دخولها غير المبارك مصر وانتشارها فى كل مكان توجد بها نخيل حتى النخيل “المجهل” المبعثر على جسور الترع وبين القرى .. لتبني لنفسها رصيد “متجدد” من الحشرات المدرعة لكي تنتقل من مكان لآخر ..
وأوضح الدكتور فهيم ضمن ” رسائل الدكتور فهيم” الدورية التى تنشرها بوابة الزراعة لتوعية المزارعين بمخاطر الأمراض والتغيرات المناخية المختلفة انه حتى الآن لا يوجد برنامج وطنى فعال ضد هذا “السرطان” وكل المحاولات المبذولة ما زالت محلية التأثير …
وأضاف : مصر تتجه الآن للتوسع فى زراعة النخيل “عالى القيمة” فى مناطق جديدة – أغلبها خارج مناطق زراعة النخيل التقليدي .. وهنا مكمن الخطر ان يتم التوسع فى الزراعة دون وضع حد لهذه الآفة …
وواصل الدكتور” فهيم” قائلا فى رسالته للمزارعين : –
واستغلالاً لظروف الانخفاض فى درجات الحرارة والقيام باعمال صيانة النخيل المصاب والقيام بأعمال مكافحة اطوار سوسة النخيل فى توقيتات انخفاض نشاطها الموسمي ..
يجب الانتباه تماما من مزارعين النخيل ان الحشرة الآن فى مصر فى دورتها البيولوجيه “الايجابية” … وان لهذه الحشرة توقيتات تكون الظروف فيها مناسبة تماما لانتشارها وتكاثرها وزيادة نشاطها وهما:
– الخريف في نهاية سبتمبر واكتوبر ومنتصف نوفمبر (وهو موعد جني البلح وتقليم النخيل)
– نهاية الربيع (ابريل ومايو واول يونيو).
كما نحذر ان الظروف المناخية هذا الربيع وبدايات الصيف مناسبة تماماً لزيادة تعدادها وانتشارها فى زراعات وبساتين النخيل وخصوصا فى اراضي الدلتا وعلى الصنف السيوي (نصف الجاف) بالتحديد.
وان الحشرات الكاملة لهذه الآفة تنجذب بشدة لرائحة الجروح الناتجة عن قطع السوباطات (العراجين) اثناء الجني وكذلك اثناء التقليم وازالة الجرايد والكرانيف.
وما يزيد من خطورة الآفة ان المزارعين يقومون بتقليم النخيل عقب الجني مباشرة وهذا يمثل خطورة كبيرة لزيادة الظروف التي تؤدي الى زيادة نشاط وانتشار وتكاثر الحشرات الكاملة.
ما هي الاجراءات المطلوبة:
على مستوى المزارع:
– القيام بعمل التقليم خلال هذا الشهر (يناير 2020) قدر الامكان وهذا يخفض نسبة الاصابة بأكثر من 60%.
– تطهير الجروح الناتجة عن جني البلح او التقليم بالكبريت المخلوط بالملاثيون واجراء رشة “هامة” بالمبيدات الحشرية المناسبة عقب التقليم مباشرة (للاسف لا يعتاد مزارعي النخيل على اجراء هذه الرشات).
– علاج الفسائل والخلفات والنخيل الصغير المصاب بالحشرة باستخدام طرق الحقن المناسبة واستخدام المبيدات الفعالة (كلورزوان – لمبادا – اكتاكرون – سيديال لام) وبالنسبة للنخيل الكبير يفضل استخدام اقراص فوسفيد الالمومنيوم وتوضع فى الفتحات ثم تغلق الفتحات بالطين.
– فى الاصابات الشديدة والتي ادت الى موت النخلة او الفسيلة فلابد من التعامل بحرص مع هذه الحالة لان الشجرة فى هذه الحالة عبارة عن “مفرخ” كبير جدا للحشرات ويجب التخلص منها داخل هذه الشجرة وذلك برش النخلة رشاً مكثفاً ثم تقطيع النخلة واضافة الجير الحي والعمل على دفن النخلة تماماً.
على #المستوى_المؤسسي (الوطنى):
– لابد من الانتهاء من تنفيذ دراسة مخاطر الآفة فى اسرع وقت ممكن على مستوى القطر المصري يشمل الاتجاهين الجغرافي والزمنى ودراسة ديناميكية انتشار الاصابة زمنياً ومكانياً وعلاقتها بالمناخ الحالى والمناخ المتوقع خلال السنوات القادمة وخاصة فى مناطق التوسع فى زراعات النخيل للاصناف الأجنبية.
– دراسة الجدوى المناخية ومصفوفة تداخلات المناخ / الافة / النخيل وتحديد مناطق الضعف” واعداد خطة استراتيجية للادارة المتكاملة للآفة على مرحلتين وهما:
1- مرحلة تنفيذ استراتيجية القضاء على سوسة النخيل فى مناطق التركيز التقليدية تشمل وضع جدول زمني محدد للتخلص من الاصابة عبر الحصول على خرائط توزيع النخيل بقاعدة بيانات مرقمة ومكودة للاحواض والمناطق والاصناف وكذلك التخلص من كل أشجار النخيل غير الاقتصادية فى مناطق التركيز وتدويرمخلفات النخيل فى كثير من الصناعات.
2- مرحلة منع دخول الآفة فى المناطق الجديدة عبر اجراءات حجر زراعي داخلى صارم وبآليات قوية تعتمد على العلم وليس امر آخر …حيث تعتبر إجراءات الحجر الزراعي ضرورة حتمية في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، فقد ثبت أن انتشار هذه الآفة من مكان لآخر داخل بلد معين أو من بلد معين إلى بلد آخر قد حدث بسبب غياب إجراءات الحجر الزراعي، ولذلك يجب إصدار القوانين والتشريعات وتفعيلها للعمل بقوانين الحجر الزراعي داخل نفس المحافظة أو بين محافظة وأخرى داخل نفس البلد وكذلك بين كل دولة وأخرى يتم نقل فسائل النخيل بينهما لمنع انتشار السوسة.
دكتور محمد علي فهيم