فى أواخر التسعينات كنت مديرا لتحرير المساء وكان رئيس التحرير الصحفى الكبير
والصديق العزيز الأستاذ محمد فودة شفاه الله وعافاه من مرضه .. وكان صديقا مقربا جدا للدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم رحمة الله عليه ..
وقتها كتبت مقالا بعنوان متى يستقيل الوزير ونشرته دون أن اعرضه على رئيس التحرير فقد كانت مراجعة المقالات كلها من اختصاصى انا مدير التحرير .. كان مقالى موجها للدكتور بهاء الدين عددت فيه اكثر من عشر أخطاء ارتكبها .. واختتمت المقال قائلا ” فى أوروبا واليابان والدول المتقدمة إذا ارتكب الوزير خطأ واحدا من هذه الأخطاء يستقيل فورا وأحيانا ينتحر ونحن بالطبع ضد الانتحار .. فمتى يستقيل الوزير ؟! ”
وبعد ساعات من خروج الجريدة للسوق هاتفنى الأستاذ فودة وأخبرنى أن الوزير ثائر جدا و”مش حيسكت” .. ولامه بشدة لأنه لم يمنع نشر المقال فكان رد الرجل المحترم على الوزير حسبما قاله لى : ” ياسيادة الوزير الاستاذ مؤمن هو مدير التحرير يعنى الرجل الثانى فى الجريدة ولانستطيع انا او أنت أن نفعل له شيئا إلا بالقانون .. إذا كان قد كذب فى شيء أو افترى عليك شيئا غير صحيح ارفع عليه قضية وسأقف معك فيها ضده ”
طبعا غضب الوزير ولم يقتنع بالرد ولكن الأستاذ فودة وضع قاعدة ذهبية للتعامل مع الوزير ليوقفه عند حده
ومن ساعتها لم يفتح الوزير هذه الصفحة ثانية .
رحم الله أيام الصحافة والصحفيين