الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : رسالة الي رئيس الوزراء.. ( كلمة حق)
لست ادري هل ابدأ رسالتي تلك بتوجيه التهاني لكم بمناسبة الي أعادة تجديد الثقة فيكم مرة أخري لتشكيل الوزارة الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحلف اليمين القانونية ..حيث ان العديد من أبناء الطبقة الشعبية البسيطة لا تري إنجازات ملحوظة للوزارة الحالية في الفترة السابقة وذلك لارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ اثر علي مستوي المعيشة ..نعم الجميع يشهد لكم بحسن الخلق والأصل الطيب الكريم وبادائكم المميز في فترة توليكم وزارة الإسكان في مرحلة سابقة ..نعم انتم مهندسا مدنيا ممتازا ومتفوقا ..أما رئاسة الوزراء في بلد بحجم مصر وخاصة في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من الناحية الاقتصادية وأعتقد ومعي البعض انه ربما ليس لكم دخل فيها ..فربما تعود الي اسباب كثيرة منها أزمة كورونا ثم الحرب الروسية الاوكرانية ثم الحرب المجزرة في غزة والحرب في الجنوب بالسودان الشقيق ..لكل منها ولاشك تأثيره الواضح علي الازمة الاقتصادية الراهنه بالبلاد ..ولهذا كانت جموع الشعب المصري البسيط ..تأمل في ان القادم لتشكيل الوزارة الجديدة ..يفضل ان يكون ذو خلفية اقتصادية وبحجم د.القيسوني او د.عاطف صدقي او د.كمال الجنزوري ..عليهم جميعا رحمة الله..حتي تتحسن الأحوال المعيشية وتعبر السفينة الي بر الأمان..ولكن رؤية القيادة السياسية والمبنية علي معلوماتها المؤكدة لاشك ..تري الكثير من الحقائق التي تغيب عنا جميعا وفضلت تجديد الثقة فيكم ..ولهذا لابد أن نرحب بهذا الاختيار ونأمل ان يكون من أجل الإصلاح والتنمية والاستقرار ان شاء الله..
وأرجو أن نتذكر جميعا تلك المقولة الخالدة ..إن البطون الخالية ..لا تعرف المعاني العالية ..كما وأرجو أن يتسع صدر سيادتكم في ابداء بعض الملاحظات علي المرحلة الحالية والمستقبلية ..ولعلها تكون من أجل الصالح العام لوطننا الغالي ..مصر..منها علي سبيل المثال ما يلي :
– وزارة الزراعة : حيث شغل منصب الوزير بها ولمدة حوالي العشرين عاما ..منذ عام ١٩٨٠ احد علماء مصر البارزين وهو د.يوسف والي ( ومهما اختلف الناس حوله ) ..ألا ان الجميع يشهد بأن الرجل بني هيكلا ضخما من القيادات والخبرات الفنية والإدارية..ويكفي الوزارة فخرا انها في عهده الطيب ..كانت تمتلك جهاز للارشاد الزراعي يضم صفوة العاملين بالوزارة علما وخلقا ..وتم تدريب الجهاز علي ايدي نخبة ممتازة من أساتذة المراكز البحثية والجامعات المصرية وعلي اعلي مستوي ..ثم بدأ الجهاز في الترهل والتسريب بعد خروج العديد من أفراده الي المعاش مع عدم استبدالهم باخرين ..مع ضعف الميزانية المقررة..
كما قام د.والي بدعم مركزي البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء ..دعما منقطع النظير ..ادبيا وماديا وفي عهده الطيب زادت انتاجية محاصيل الحبوب الاستراتيجية زيادة واضحة للغالية وانقذت البلاد من مجاعة غذائية محققة فزاد إنتاج فدان القمح من حوالي ٨ اردب فدان الي حوالي ١٨ اردب فدان والارز من ٢طن فدان الي حوالي ٤ او اكثر طن للفدان والذرة الشامية من حوالي ١٠ اردب فدان الي اكثر من ٢٥ اردب للفدان ( الفترة من ١٩٨١- ٢٠٠٠) ..وكان ذلك نتيجة استنباط العديد من الأصناف والهجن الممتازة وايضا إطلاق العديد من الحملات القومية للنهوض بالمحاصيل الحقلية ..
وبعد رحيل الرجل أصبحت الزراعة ..ينظر إليها علي انها مهنة من لا مهنة له ..حتي ان منصب الوزير أسند الي رجال من غير المتخصصين ..بل البعيدين تماما عن المجال الزراعي ..ياسيدي الكريم ان الزراعة هي ( علم الحياة) لقد اطلق الرئيس السادات عليها اسم ( وزارة الأمن الغذائي ) ..ويتردد الآن اسماء غير متخصصة لتولي حقيبة الزراعة ..فهل تستمر المأساة …!!!
-وزارة الصناعة ..لقد بني الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قاعدة صناعية ضخمة في مصر تشمل اكثر من الف مصنع بالجهود الذاتية ..وأهمها كانت مصانع الغزل والنسيج المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية ..استوعبت تلك المصانع الالاف من الأيدي العاملة المعطلة مما حقق الأمن والأمان والاستقرار ..حيث قضي علي البطالة وحقق حياة شريفة للبسطاء وتم تصدير الفائض الي الخارج ..وحاليا معظم ان لم تكن كل تلك المصانع معطلة ويتم التخلص منها بالبيع بثمن بخس ..وهذا أيضا ما يجري في قلعة صناعة الحديد والصلب بحلوان ..واين مصانع طلعت حرب بالمحلة الكبري ومصانع كفر الدوار ..البلاد في حاجة الي وزير شاب وطني مخلص مثل الدكتور عزيز صدقي – ابو الصناعة في مصر …
كما أننا ولاشك نرحب بالقطاع
الخاص الوطني المحب لبلده ..والمسدد للضرائب ومستحقات الدولة…
– وزارة التخطيط والمالية: اعتقد ومعي الكثير لا نكاد نشعر بدور وزارة التخطيط القومي ..وايضا لا نشعر بدور وزارة المالية الا في خصم الضرائب..اعتقد ان الأمر أكبر وأوسع من هذا …بكثير
– وزارة الاعلام القومي والثقافة: اتحدي اي مواطن في مصر ..إن يذكر اسم وزير الثقافة الحالي مع العلم بأن نشر الثقافة والوعي القومي هما السبيل لبناء الإنسان المعاصر والمثقف وايضا الواعي ..وتلك من أبرز تكليفات السيد الرئيس ..بناء الإنسان المعاصر …
– وزارة البحث العلمي : اما ان الوقت ان تضم جميع المراكز البحثية والتي تخضع لاشراف بعض الوزارات ولا تلقي العناية الكافية ..إن تضم الي وزارة البحث العلمي علي ان تكون تحت إشراف رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية ..حتي تلقي الرعاية المادية والادبية اللازمة ..إن البحث العلمي هو قاطرة الأمة نحو مستقبل افضل ومن اجل تحقيق التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار .
– وزارة الكهرباء والطاقة : كثر الكلام مؤخرا عن المشكلة المتكررة لانقطاع التيار الكهربائي ..مع تحريك اسعار المواد البترولية..ولهذا وجب ان تكون هناك حلول جذرية لها ..انها مشاكل جماهيرية حيوية للغاية..
– وزارة التموين : ألا تحتاج وزارة التموين الي أعادة فلسفة العمل بها ..بعد أن تكررت أزمة الأرز والسكر ..تلك السلعتين التي تهم الجماهير ..مع العلم بأنه يوجد اكتفاء ذاتي منهما…!!!
مع خالص تحياتي وتقديري لكم
واسلمي يامصر انا لك الفدا
د.حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق