القراد الصلب هو أحد أخطر مفصليات الأرجل الماصة لدم الإنسان والحيوان وهو واسع الإنتشار فى جميع أنحاء العالم. يتواجد القراد على جسم الحيوان فى الأماكن ذات الجلد الرقيق والتى يصعب وصول الحيوان لها كالأذن وتحت الذيل وحول الضرع.
تكمن خطورة القراد فى الخسائر الإقتصادية الكبيرة التى تنجم بفعل تغذيته على دم الحيوان كتلف الجلد وتعرض الحيوان للأنيميا الشديدة، ذلك أن أنثى القراد الواحدة تمتص من ٥, – ٢ ملليلتر من دم الحيوان يومياً. كذلك يتسبب القراد فى إحداث ثقوب بالجلد عند موضع تعلقه ممايترتب عليه تلوثها بالمسببات المرضية (البكتيرية) المنتشرة على الجلد والبيئة المحيطة بالحيوان ويؤدى ذلك إلى إصابة موضعية صديدية للجلد (دمامل).
يتسبب القراد فى نقص إنتاجية الحيوان من اللحوم والألبان، بالإضافة لذلك فالقراد ذاته قادر على نقل العديد من مسببات الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية للحيوانات والطيور والإنسان أثناء تغذيته على الدم.
أهمها فى مصر مايلى: ۱۱جنسا و ٦٥٠ نوعاً Hard Tick Family Ixodidaeتضم عائلة القراد الصلب
قراد الأبقار والجاموس. Rhipicephalus (Boophilus) annulatus –
قراد الجاموس.Hyalomma anatolicum –
قراد الجمال. Hyalomma dromedarii –
قراد الكلاب.Rhipicephalus sanguineus –
يعتبر القراد الصلب أكثر كائن يستطيع الحياة بدون غذاء متحملاً كافة التغيرات المناخية الصعبة لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى عدة شهور، يتعلق بالحيوان لفترات طويلة، ويمتص دم الحيوان ثم تتركه الأنثى لوضع البويضات فى شقوق الحظائر وتحت سطح التربة فى المراعى،بعد فقس البيض تتعرف اليرقات الناتجة على العائل المناسب وتتعلق بجلده لإكمال دورة حياتها فتنسلخ لعذارى ثم لقراد بالغ.
تعرف المكافحة البيولوجية أو الحيوية للقراد بأنها طريقة تعتمد على إستخدام الأعداء الطبيعية (الأعداء الحيوية) للقراد كالطفيليات (Parasites) والممرضات (البكتيريا و الفطريات و الفيروسات) الممرضة لأنسجة القراد وكذلك مستخلصات النباتات الطبية والمفترسات (Predators) التى تعمل على عدم إكتمال دورة حياة القراد مما يؤدى للحد من الأضرار الإقتصادية الناتجة من العدوى بالقراد.
تعد المبيدات الحشرية من أكثر الوسائل الشائعة الإستخدام للقضاء على القراد الصلب ، ولكن أصبحت المكافحة البيولوجية للقراد جاذبة لكثير من دول العالم لأسباب عديدة منها:
– التأثير السلبى لمتبقيات المبيدات الحشرية التى تلوث الهواء والماء والتربة محدثة مخاطر صحية كبيرة للإنسان والحيوان والطيور والأسماك.
-سرعة فساد المنتجات الغذائية بسبب متبقيات المبيدات.
-التكلفة المالية الكبيرة لإستخدام المبيدات الحشرية.
-صعوبة تطبيق المبيدات الحشرية وإحتياجها لأيدى عاملة كثيرة.
– مقاومة القراد للمبيدات الحشرية بسبب الإستخدام الجائر لها.
-الإنبعاثات الضارة من المبيدات الحشرية التى تضر بالتوازن الطبيعى بين الكائنات الحية.
-المبيدات الحشرية يمتد تأثيرها لمناطق محدودة بعكس المكافحة الحيوية التى تنتشر فيها الأعداء الطبيعية من مكان إطلاقها لمسافات بعيدة.
-إستدامة المكافحة الحيوية نظراً لتكاثر أعدادها طبيعياً.
تضم عناصر المكافحة البيولوجية مايلى:
Pathogens ١-الممرضات
تشمل ممرضات القراد الصلب كائنات حية واسعة الإنتشار فى الطبيعة، صديقة للبيئة وتربى معملياً بأعداد كبيرة وتستخدم فى صورة رشاشات sprays أو محببات granules أو معفرات dusts أو مساحيق قابلة للبلل wettable powders.
تضم الممرضات الحيوية للقراد حوالى٩٦ منتج تجارى منها مايقرب من٣٣ منتج يعتمد على البكتيريا و٣٦على الفطريات.
Bacteria١-أ. البكتيريا
البكتيريا المستخدمة فى المكافحة الحيوية للقراد هى من النوع المكون للأبواغ ، وتنتمى غالبيتها للجنس باسيلس وأشهرها تجارياً النوع باسيلس سيرنجنسيز (sisneigniruht sullicaB) التى تمتلك القدرة على إفراز سم داخلى (nixotodne) يخترق المعى الأوسط (midgut) للقراد.
وقد تم تجربة ثلاثة منتجات تجارية لثلاثة أنواع من الباسيلس على قراد الجمال (iirademord ammolayH) وهى
- thuringiensis (B. t. kurstaki, B. t. israelensis and B. t. thuringiensis)
ووجد أن B. t. kurstaki كان الأكثر تأثيراً بتركيز ۱٢٠٠- ٢٣٤٤مجم/مللى. تم تجربة أنواع أخرى من البكتريا الممرضة كالبروتيس ميرابيليزProteus mirabilis على قراد الديرماسينتور Dermacentor andersoniوالسيديسيا Cedecea lapagei (Entero- bacteriaceae)على قراد الأبقار Boophilus microplusووصلت نسبة الموت فى القراد ل١٠٠٪.
١.ب-الفطريات
تم عزل أكثر من١٠ أنواع من الفطريات الممرضة للقراد ولكن يعد فطرى الميتارزيم أناسيبولىMetharizium anisopliae والبوفيرياBeauveria bassiana هما الأشهر تجارياً والأقوى تأثيرا على القراد الصلب. تستطيع هذه الفطريات إختراق الغطاء الخارجى وتنمو بداخل الأنسجة الداخلية للقراد مسببة موته. وبالرغم من أن التجارب الحقلية والمعملية أثبتت قدرة هذه الفطريات فى مكافحة كل أطوار القراد الصلب (بويضات- يرقات- عذارى – أطوار بالغة) ولكن بعض الدول لاتفضل الفطريات فى المكافحة الحيوية للأسباب الأتية:
-بطء تأثيرها الذى قد يصل لعشرة أيام.
-تحتاج الفطريات درجات عالية من الرطوبة النسبية للتبرعم وتكوين الأبواغ.
-تأثر الفطريات بالأشعة الفوق بنفسجية.
-بعض هذه الفطريات يؤثرعلى حشرات أخرى فى البيئة مما يعيق إستخدامها حقلياً.
-منتجات هذه الفطريات تتلف بعد مرور فترات قصيرة.
تم تجربة منتجات فطرى الميتارزيم أناسيبولىMetharizium anisopliae والبوفيرياBeauveria bassiana على القراد معملياً وحقلياً وأظهرت تأثير ممرض فى أنسجة القراد؛ ولكن معظم هذه التجارب أثبتت أن بعض عزلات فطر الميتارزيم أناسيبولى كانت أشد ضراوة على القراد من فطر البوفيريا.
١.ج-الفيروسات
إستخدمت حديثاً بعض الفيروسات فى مقاومة القراد بنجاح ومنها البكيلوفيروس Baculoviruses (BV)، وهو فيروس ثنائى الحمض النووى double- stranded DNA، تتشابه طريقة عمل الفيروسات الممرضة مع البكتيريا الممرضة فى أنها تخترق المعى الأوسط للقراد ومنه لأنسجة القراد المختلفة مسببة تلفها وموت القراد.
١.د-النيماتودا
النيماتودا الممرضة للقراد تنتمى لعائلتى هيتيروهابديتيدى و ستينيرنيماتيدى Heterorhabditidae and Steinernematidae. تعيش يرقات الطور الثالث من هذه النيماتودا حرة فى التربة الرطبة وتخترق القرادعن طريق فتحة الشرج أو الفتحة التناسلية وتفرز بكتيريا symbioticلها تأثير قاتل على القراد فى خلال ٢٤ل٧٢ ساعة ثم تتكاثر النيماتودا وتزيد فى العدد وتنطلق فى الطبيعة لمهاجمة عائل آخر. بالرغم من التأثير الممرض لهذه النيماتودا على إناث القراد البالغ ولكن وجد أنها ليس لها تأثير على الأطوار الأخرى من القراد (بويضات – يرقات – عذارى) وكذلك تتلف منتجاتها بسرعة وتحتاج لتربة رطبة بإستمرار.
١.ه-البروتوزوا
هى كائنات وحيدة الخلية من رتبة الميكروسبورديا Microsporidia جنس النوسيما Nosema sp. وتم تجربتها معمليا وحقليا على القراد الصلب ولكن ليست بنفس كفاءة الممرضات الأخرى. بمجرد تناول القراد للميكروسبورديا فإنها تفرز أبواغاspores تهاجم المعى الأوسط للقراد ومنه لأنسجة الجسم المختلفة وتتكاثر وتزيد فى العدد مسببة موت القراد.
٢- المتطفلات الطبيعية parasitoids
المتطفلات هى كائنات تضع بويضاتها على يرقات القراد ثم تخترق اليرقات الناتجة وتنمو بداخلها مسببة موتها وتترك المتطفلات القراد كعذارى أو حشرات بالغة. من أشهرها الدبابير wasps وبعض أنواع الخنافس .Lady beetles (Coccinellidae) وتعتبر المتطفلات وسيلة جيدة فى المقاومة الحيوية للقراد لأنها متخصصة فى إصابة عوائلها فقط و تجيد المتطفلات البحث عن عوائلها حتى على مسافات كبيرة كما تقلل من أعداد الأجيال القادمة من القراد المصاب.
٣-مستخلصات النباتات الطبية
وهى مستخلصات طبيعية أو نواتج هضم ثانية لبعض النباتات الطبية ذات قدرة عالية على مكافحة القراد الصلب. تختلف هذه المركبات عن بعضها حسب نوع النبات والجزء من النبات المستخلصة منه المادة الفعالة لكل منها. يتم إستخلاص مركبات هذه النباتات بإستخدام مذيبات عضوية. فى الوقت الحاضر يستخدم عدد بسيط من المستخلصات النباتية معظمها من نبات النيم لمكافحة القراد.
تدخل هذه المركبات للقراد بطرق عدة: منها الإمتصاص بواسطة الغلاف الخارجى للقراد أو بالإستنشاق عن طريق الفتحات التنفسية أو يتم تغذية القراد عليها، تصل هذه المركبات للجهاز العصبى والفتحات التنفسية للقراد مسببة إنغلاقها وإختناق القراد. بعض هذه المركبات يؤثر على هرمونات النمو juvenile hormones وبالتالى يحدث خلل فى العمليات الحيوية للقراد كالتزاوج ووضع البيض فى يرقات وعذارى القراد.
٤-الفيرمونات
هى مواد كيميائية تفرز بواسطة القراد وتستقبلها أفراده لتسهل كثير من العمليات الحيوية المختلفة كالتواصل والتزاوج والإنتباه لوجود أعداء. تم إنتاج أنواع صناعية من الفيرمونات الجنسية للقراد لها القدرة على منع التزاوج وبالتالى عدم إنتاج أفراد أو أجيال جديدة تهاجم حيوانات المزرعة وبالتباعية تقلل من الأضرار الإقتصادية الناجمة.
د/علياء عبدالرحمن عبدالله
باحث بقسم الطفيليات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية- مصر
