يوسف والى أول من أدخل زراعة البن فى مصر .. القصة بدأت بشتلات “عربى ” و “روبستا” هدية من اليمن
شتلات البن من الصنف العربى و الصنف الروبستا
كتبت : نهال حسونة
منذ أكثر من 35 عام قدمت دولة اليمن هدية لمصر خلال تولى الدكتور يوسف والى منصب وزير الزراعة ، وكانت عبارة عن شتلات البن من الصنف العربى و الصنف الروبستا وهما من اهم الأصناف العالمية التجارية بغرض اجراء الأبحاث عليها .. و قد وزعت شتلات البن على عدة محطات وقد زرعت حينئذ تحت ظلال الأشجار المتوفرة وقتها وهى أشجار المانجو لحمايتها من اشعة الشمس لعدم وجود صوب حينئذ … ونتيجة عدم كفاية المعلومات عن الاحتياجات الفنية الزراعية اللازمة للتعامل مع الشتلات ووجود قصور باجراء البحوث فقد تم فقد الكثير من هذه الشتلات وما تبقى منها هي موجودة بمحطة بحوث بساتين القناطر الخيرية حوالى 4 قراريط (33شجرة معمرة).
وبحسب الدكتورة نهاد مصطفى رئيس البحوث بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية فإن أشجار البن من الأشجار الفاكهة الاستوائية المعمرة مستديمة الخضرة تحتاج لنموها الى درجة حرارة معتدلة الى مرتفعة نسبيا و رطوبة جوية نسبية مرتفعة صيفا، و مناخ خالى من الصقيع شتاءاً، كما تجود زراعتها في الاراضى الطمية الى الرملية الخفيفة ، تزرع تحت ظلال الأشجارالعالية مثل الافوكادو او المانجو او النخيل او الخشبية او تحت سيران بشرط وجود الرى الضبابى وذلك للحماية من اشعة الشمس المباشرة التي تؤدى الى جفاف واحتراق الأوراق و بالتالى انتاج ثمار غير ذات جودة ، كما ان لابد من الانتظام و الاعتدال في الرى .
التزهيرفى البن الازهار تكون في مجاميع في آباط الأوراق على الافرع الجانبية و التلقيح ذاتى كما في البن صنف العربى او خلطى كما في الصنف الروبستا والثمار تحتوى بداخلها على بذرتين ، وتستغرق نمو الثمارحتى الحصاد من 7 – 11 شهرعلى حسب الصنف و كذلك الظروف المناخية وتحصد الثمار عند تمام تلونها باللون الأحمر الزاهى و نبات البن ينتج من بداية السنة الخامسة من الزراعة بالأرض المستديمة و مسافات الزراعة ما بين 2.5*3 او 3*3م و يأخذ الفدان ما بين 250 : 300 شتلة .
ونتيجة لتطور تكنولوجيا البحث العلمى و تكنولوجيا الانترنت وتبادل المعرفة و المعلومات وكذلك العامل الهام والرئيسى التغيرات المناخية المصرية الملاحظ من ارتفاع درجة الحرارة مع الرطوبة الجوية النسبية وهذا يلائم نمو وتزهير وعقد ثمار اغلب الفواكه الاستوائية مثل الدراجون فروت و الباشون فروت و الجاك فروت و الليتشى واللونجان والبن .
قسم الفاكهة الاستوائية بمعهد البساتين أجرى ابحاثه للتاكد من نجاح زراعة البن فى مصر
ووفقا للدكتورة “مصطفى ” فإنه لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع أسعار البن عالميا حيث وصل سعر الطن من 4200 : 5500 دولار لاسباب مناخية كما حدث في البرازيل او سياسيا وتستورد مصر منه قرابة 70 ألف طن سنويا ، الأمر الذى أدى الى بدء مركز البحوث الزراعية متماثلا في معهد بحوث البساتين – قسم الفاكهة الاستوائية باجراء كآفة الأبحاث التي تؤدى لنجاح تجربة الزراعة للبن تحت الأجواء المصرية للحد من تقليل تكلفة الاستيراد جزئيا .
و بالفعل- والكلام للدكتور نهاد مصطفى – تم البدء في اجراء البحوث العلمية منذ 2007 م بهدف انشاء قاعدة معلومات عن جميع الاحتياجات لجميع العمليات الفنية الزراعية لنبات البن لتمام النجاح من اول الاكثار ثم الزراعة في الأرض المستديمة حتى الاثمار و الحصاد.
ولقد تم التوصل من خلال الأبحاث التي أجريت وتم نشرها :
التوصل الى انسب معدل تسميد NPKلاشجار البن
انسب طريقة تقليم لأشجار البن
وضع برتوكول الاكثار الخضرى بواسطة تكنيك زراعة الانسجة
تم عمل نشرة عن البن للثقافة الزراعية – وزارة الزراعة لسنة2015م
وحاليا يتم استكمال اجراء الأبحاث لبعض العمليات الفنية الزراعية التي تم البدء فيها من 2023م و حتى الآن :
الاكثارالجنسى بالبذرة باستخدام مختلف المعاملات لتقصير فترة الانبات التي تستغرق في الظروف الطبيعية من 50 : 70 يوم بهدف توفير الوقت وسرعة توفير الشتلات لنشرها على المزارعيين و المستثمرين .
الأكثار الخضرى بالعقل بهدف المحافظة على تطابق الصنف و كذلك تقصير العمر الانتاجى .
زيادة الإنتاجية والجودة لاشجار البن حيث وصلت إنتاجية الشجر الى من 7-9كجم /شجرة عند استخدام بعض المعاملات تحت ظروف الزراعة المكشوفة بدون الزراعة تحت ظلال الأشجار وكذلك تقييم نسبة الكافيين والحموضة ما بين المعاملات.
استخدام الرش ببعض المركبات التي تحد من التأثير الضار للتغيرات المناخية تحت الزراعة المكشوفة بدون ظلال الأشجار.
دراسة مقارنة ما بين زراعة الأشجار فى الأرض المستديمة تحت نظامى التغطية والزراعة المكشوفة.
سيتم متابعة معدلات الإنتاج ونسب الكافيين في البن بكل منطقة للوقوف على أفضل المناطق الملائمة لزراعته في الجمهورية لانتاج القهوة المصرية بجودة مرتفعة .
وقد لوحظ من خلال النتائج المبدئية المبشرة لنجاح تجربة زراعة البن ان الإنتاجية وصلت الى متوسط من 7-9كجم /شجرة للأشجار المعمرة عند اتباع جميع العمليات الفنية الزراعية بمحطة بحوث بساتين القناطر الخيرية كذلك لوحظ ان للتغيرات المناخية حيث الارتفاع في درجة الحرارة مع المعاملات لها تأثير ملحوظ على الأشجار المزروعة حيث حدث تبكير في التزهير و الحصاد.
أوضحت الدكتورة نهاد مصطفى انه جارى حاليا تجهيز زراعة شتلات من المحصول للموسم القادم نظرا لوجود اقبالا خلال الفترة الأخيرة على زراعة البن من جانب المزارعين بشكل تجريبى في حقولهم للوقوف على جدواه الاقتصادية حيث نجد هناك تجارب خاصة صغيرة ناجحة فى أماكن متفرقة نجحت بها نمو و اثمار نبات البن كما في ادكو البحيرة و الإسماعيلية و القليوبية و أسيوط و المنيا .