الدكتور عبد العليم سعد يكتب : دودة الحشد الخريفية
تعتبر دودة الحشد الخريفية ويطلق عليها الحشرة الجياشة أو الدودة الحربية أو دودة ورق الذرة Spodoptera frugiperda آفة حشرية من أخطر الآفات التي تسببت في تدمير محصول الذرة لعام 2021، كما أنها يمكن أن تلتهم 80 محصولاً آخر في أيام معدودة من بينها الأرز والقطن وقصب السكر والذرة الشامية و الرفيعة والقطن وكذلك لمحاصيل الخضر وغيرها من المحاصيل المهمة اقتصاديا وتسبب ضرر بالغ بها.
الموطن الأصلي لهذه الحشرة هو المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية في القارة الأمريكية. ويعتبر الطور اليرقي للحشرة هو الطور الضار. وتقوم الحشرة بالتكاثر بمعدل عدة أجيال في السنة الواحدة وتستطيع الحشرات الكاملة (الفراشات) الطيران لمسافات طويلة تصل إلى 100 كم في الليلة الواحدة. وسوف نلقي الي سيادتكم بعض الحقائق الهامة عن دودة الحشد الخريفية:
• دودة الحشد الخريفية هي آفة حشرية مهاجرة مقيمة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في الأمريكتين ، في عام2016 وصلت إلى أفريقيا وانتشرت في أكثر من 40 دولة جنوب الصحراء الكبرى. يمكن أن تتكاثر الآفة بأعداد كبيرة ، وتسبب أضرارًا بالغة لأكثر من 100 نوع من النبات ، ويمكن أن تطير إلى 100 كم في الليلة ، ويمكن أن تضع ما يصل إلى 1000 بيضة في حياتها ، مما يزيد من صعوبة القضاء عليها اذا ما تكاثرت وانتشرت.
• (دودة الحشد الخريفية) وما سببته من دمار كبير في اكثر من 44 دولة افريقية عند دخولها في نهاية 2016 و2017 ونؤكد بضرورة الانتباه واخذ الحذر والتأكيد على المنافذ الحدودية وتشديد الحجر الزراعي للتصدي للحشرة رغم انها تمكنت وبسرعة من عبور حدود اثيوبيا لتصل الى السودان مسببة اضرار كبيرة على الذرة الشامية وتنقلت بالمزارع محدثة ضررا كبيرا الى ان وصلت الى شمال السودان في جنوب مدينة دنقلا.
• ان انتشار الحشرة السريع جدا في افريقيا والذي قدرته منظمة الأغذية والزراعة الفاو بمساحة 22 مليون كيلومتر مربع بعد دخولها لأول مرة عام 2016 الى نيجيريا، يعطي إشارة لكل دول المنطقة بان الخطر قادم وعلى الأبواب وعلى الجميع الاستعداد للطوارىء.
• ان سرعة الانتشار هذه تعطي اشارة لنا بالقطاع الزراعي في جمهورية مصر العربية بسرعة نشر الوعي الارشادي عند المزارعين والفنيين المرشدين وغيرهم لاكتشاف الحشرة قبل وصولها او عند دخولها مباشرة لحصرها في بؤرة بيئية محدودة والانقضاض عليها بكل الوسائل المتاحة لان هجرتها الى مصر يعني الفتك بالقطن والذرة الشامية والبيضاء والقصب السكري ومحاصيل اخرى متوفرة بكثرة في المزارع المصرية علما ان للحشرة 186 نوعا Species من العوائل النباتية التي تنتمي الى 42 فصيلة Family.
• استجابة الفاو لدودة الحشد الخريفية حتى الآن:
– اتخذت الفاو تدابير فورية بمجرد اكتشاف وجود دودة الحشد الخريفية في أفريقيا، وتشمل هذه التدابير: جمع الخبراء لتبادل المعلومات والخبرات بشأن الإدارة المستدامة لدودة الحشد الخريفية، وتطوير أدوات لبناء وسائل أفضل للتحذير والرصد والاستجابة (مثل كتيبات المزارعين، تطبيقات الهاتف الجوال، والمنصات الإلكترونية، وخريطة خطر دودة الحشد الخريفية)، ومساعدة الدول في التخفيف من حدة أضرار الآفة، ووضع سياسات وخطط عمل، وتدريب المرشدين الزراعيين والمزارعين.
– وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أطلقت الفاو برنامجاً لمدة 5 سنوات لمكافحة دودة الحشد الخريفية بقيمة 87 مليون دولار أمريكي. وهناك عدد من الدول التي تدعم استجابة الفاو لدودة الحشد الخريفية ومن بينها بلجيكا وايرلندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
– ويتم تنفيذ أكثر من 30 مشروعاً تدعمه الفاو لمحاربة هذه الآفة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية. ومن ضمن هذه المشاريع، تدريب20,000 مزارع ومرشد زراعي ميداني في مدارس المزارعين الحقلية على التعرف على الإصابة بدودة الحشد الخريفية والإبلاغ عنها واستخدام المكافحة الميكانيكية، مثل القضاء على الآفة يدوياً، واستخدام المبيدات الحيوية (نبات النيم والتبغ) والأعداء الطبيعيين (النمل) للقضاء على الآفة.
– وتوفر الفاو أيضاً المشورة الفنية وتلك الخاصة بالسياسات حول إدارة مبيدات الآفات، وتشارك في رصد استخدام المبيدات الكيماوية.
– وتحذر الفاو من الاستخدام الكثيف لمبيدات الآفات، الذي قد يضر بالإنسان والبيئة المحيطة على المدى الطويل. وتوصي المنظمة باستخدام المبيدات الحيوية، بما في ذلك المبيدات التي تعتمد على أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تم اختبارها وتطويرها وتسجيلها واستخدامها بنجاح في الأمريكيتين، الموطن الأصلي للآفة.
– وتنسجم هذه التدابير مع الإدارة المستدامة طويلة الأجل لدودة الحشد الخريفية، إذ لا يمكن إبادة هذه الآفة نهائياً، ويجب على المزارعين في افريقيا تعلم كيفية التعامل معها دون الإضرار بصحتهم وبيئتهم.وطورت الفاو أيضاً إطار عمل للشراكات بحيث تتمكن المؤسسات التي تنضم لمكافحة دودة الحشد الخريفية من اتباع المبادئ التوجيهية بشأن الإدارة المستدامة للآفات عند تطوير برامجها ومشاريعها.
• من هنا نؤكد على ضرورة زيادة الوعي لدى المزارعين حول هذا الموضوع هو أمر بالغ الاهمية، لا بد من تنظيم ندوات للمزارعين ، وورش عمل يشارك فيها كل المعنيين بالقطاع الزراعي من وزارة الزراعة والخبراء الزراعيون ، الأكاديميين والمؤسسات والجمعيات الاهلية والقطاع الخاص ، والمنظمات الدولية المعنية بتطوير الزراعة ، لوضع الحلول الممكنة لمكافحة تهديدات دودة الحشد الخريفية ، إذا ما تم الإبلاغ عنها في دولة ما ، بالإضافة إلى تدريب الكادر البشري على مراقبة الآفة ، وتعريفهم بإدارة المكافحة للآفة ، ونقل خبرة البلدان التي انتشرت فيها الآفة.
الاستاذ الدكتور/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
رئيس قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر
مدير وحدة مكافحة الآفات بكلية الزراعة
abdelalem2011@gmail.com