الدكتورة مروة عبد المجيد تكتب : مرض الماريك فى الدجاج.. الأعراض وطرق الوقاية والعلاج
تاريخ المرض:
تم اكتشاف مرض الماريك لأول مرة عام 1907 على يد طبيب بيطرى مجرى يدعى جوزيف ماريك، وذلك بعدما اكتشف إصابة عدد من الدجاج بشلل فى الساقين وعند الفحص وجد سماكة عصب الورك أكثر من المعتاد وتم توصيف المرض حينها على أنه (الإلتهاب العصبى المتعدد أو مايعرف ب polynuritis). فى عام 1960 تم تسمية المرض بإسم الطبيب المجرى ليصبح مرض الماريك (Marek’s disease) وهو من أكثر الأمراض المعدية انتشاراَ فى الدجاج على مستوى العالم مسبباَ خسائر اقتصادية فادحة وإنخفاض المستوى المناعى للقطيع. تم إنتاج اللقاحات الخاصة بالمرض عام 1970 وبعد حوالى عشر سنوات ظهرت سلالات أشد ضراوة و خاصة فى أمريكا و أوروبا.
مسبب المرض:
يسببه فيروس الهيربس ألفا، والذى يصب الدواجن خاصة و الطيور بشكل عام وشديد الإرتباط بالخلايا وله خصائص ليمفاوية من الهيربس جاما.
العائل المصاب:
يعتبر المرض أكثر شيوعاَ فى الدجاج وخصوصا الأعمار الصغيرة ابتداء من 6 أسابيع و حتى 24 أسبوع، من الممكن إصابة طائر السمان بشكل طبيعي، كما يمكن إصابة الديوك الرومية تجريبيًا. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن حالات تفشي سريرية حادة لمرض ماريك في قطعان الديوك الرومية التجارية في فرنسا وإسرائيل وألمانيا ، مع معدل وفيات بسبب الأورام يصل إلى 40%-80% بين 8 و17 أسبوعًا من العمر، و التى تمت تربيتها مع قطعان الديك الرومي المصابة بالقرب من الدجاج اللاحم. يصاب الرومى أيضًا بشكل شائع بفيروس الهربس الرومي (HVT)، وهو سلالة ضارة مرتبطة بفيروس مرض ماريك والذي يستخدم عادةً كلقاح لمرض ماريك في الدجاج. ويبدو أن الطيور والثدييات الأخرى مقاومة للمرض أو العدوى.
طريقة إنتقال العدوى:
يعتبرالمرض شديد العدوى وينتقل بسهولة بين الدجاج بطريق مباشر وغير مباشر، خاصة الأعمار الأولى حيث ان جهازها المناعى لم يتطور كلياَ. ينضج الفيروس إلى شكل معدي بالكامل ومغلف في بصيلات الريش، ومن ثم يتم إطلاقه في البيئة. وقد يبقى على قيد الحياة لعدة أشهر في فضلات أو غبار حظائر الدواجن. بمجرد دخول الفيروس إلى قطيع الدجاج، بغض النظر عن حالة التطعيم، تنتشر العدوى بسرعة من طائر إلى آخر. يظل الدجاج المصاب حاملاً للفيروس لفترات طويلة ويعمل كمصدر للفيروسات المعدية. يمكن الحد من انتشار الفيروس المعدي، ولكن لا يمكن منعه، عن طريق التطعيم المسبق. على عكس السلالات الفتاكة من فيروس مرض ماريك، وهي شديدة العدوى، فإن فيروس الهربس الرومي لا ينتقل بسهولة بين الدجاج (على الرغم من أنه ينتقل بسهولة بين الديوك الرومية، عائلها الطبيعي). تختلف سلالات فيروس مرض ماريك المستضعفة بشكل كبير في قابليتها للانتقال بين الدجاج؛ لا يتم نقل الأكثر استضعافا ولا ينتقل فيروس مرض ماريك عموديًا.
مراحل العدوى:
تبدأ عدوى فيروس مرض ماريك (MDV) باستنشاق الغبار المعدي. تنقل الخلايا البالعة وحيدة النواة الفيروس إلى الأعضاء اللمفاوية، مثل الطحال والغدة الصعترية وجراب فابريشيا، حيث يتكاثر الفيروس في الخلايا الليمفاوية. تنقل خلايا T المصابة الفيروس إلى ظهارة الجلد وبصيلات الريش (FFE)، حيث يتم إنشاء فيروس MDV الخالي من الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لفيروس MDV تحويل خلايا T المصابة بالعدوى الكامنة، مما يؤدي إلى الأورام اللمفاوية القاتلة.
فترة الحضانة:
يتميز المرض بفترة حضانة طويلة من 3 إلى 4 أسابيع و قد تمتد إلى عدة شهور، قد تتميز الاصابة الحادة بظهور الأعراض خلال 96 ساعة و يتعافى الطائر من الإصابة خلال 6 أيام و تصبح الإصابة خاملة.
الصفة التشريحية و اعراض المرض:
• ضعف عام للقطيع وإنخفاض الأوزان، هزال شديد وظهور وفيات مبكرة.
• انخفاض انتاج البيض.
• الشكل العصبى من المرض يتميز بظهور شلل فى الأرجل و الأجنحة (جانب واحد فى الأغلب).
• تغير لون قزحية العين للون الرمادى وتظهر مثل عين السمكة و قد يتطور الأمر للعمى.
• ضمور عضلات الفخذ مع وجود إسهال مائى مصفر ذو رائحة كريهة.
• اضطرابات معوية ومن الممكن حدوث إسهال مائى مصفر.
• الشكل الجلدى من المرض يتميز بتورمات حول جريبات الريش.
• اضطرابات تنفسية.
• تظهر الصفة التشريحية سماكة فى عصب احد الفذين او كليهما مع اختفاء التقسيمات العرضية للعصب.
• تضخم الكبد والطحال و احيانا المبيضين وظهور نتوءات على سطحهم.
تشخيص المرض:
• يعتمد التشخيص فى الأساس على الأعراض والصفة التشريحية و من ثم تأكيد التشخيص باختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (pcr) و الفحص الهيستوباثولوجى للأنسجة و التى تظهر تكاثر للخلاليا السرطانية بشكل ملحوظ و بأحجام متباينة فى الكبد و الطحال و المبايض المصابة و الأعصاب (صورة 1).
الوقاية والعلاج:
• تطبيق معايير الأمان الحيوى فى المزرعة هو الحل الأمثل لحماية الطيور من العدوى.
• تهوية و تطهير العنابر بالفورمالين 3% و الصودا الكاوية 1% بين دورات التربية للقضاء على الفيروس.
• التحكم فى درجات الحرارة و الرطوبة حتى لاتصاب الطيور بنزلات البرد.
• اختيار سلالات طيور مقاومة للأمراض.
• التحصين ضد المرض ،الفيروسات القريبة من فيروس مرض ماريك حميدة، ولهذا يمكن استخدامها كلقاح للوقاية من مرض ماريك. على سبيل المثال، لا يسبب فيروس هربس الديك الرومي أي مرض واضح لدى الديك الرومي، وهو مستخدم على هذا الأساس كلقاح للوقاية من مرض ماريك، يتم تحصين الكتاكيت عمر يوم بمجرد الفقس.
الدكتورة مروة على عبد المجيد
باحث بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الانتاج الداجنى – معهد بحوث الصحة – مركز البحوث الزراعية – مصر