لأول مرة من 155 سنة.. توقف مصنع أبوقرقاص عن إنتاج السكر.. وبرلمانى يتقدم بطلب احاطة
كتبت : نهال حسونة
على الرغم من مرور أكثر من 155عانا على تشغيل وإنشاء مصنع سكر أبو قرقاص بمحافظة المنيا ولعبه دورا مهما فى إنتاج وتوفير السكر محليا.. الا ان الظروف والمتغيرات التى يشهدها السوق حاليا كانت لها كلمة أخرى.. حيث انتهت إلى توقف هذا المصنع التاريخى عن إنتاج السكر من القصب.
وهذا ما كشف عنه اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، تفاصيل توقف مصنع أبوقرقاص عن إنتاج السكر لأول مرة من 155 سنة.
وقال البديوي، فى تصريحات تلفزيونية إن زراعة القصب في مصر انخفضت بشكل كبير للغاية.
وأوضح أن محافظة المنيا كانت تنتج 950 ألف طن من القصب، وكان المصنع يستقبل منها 750 ألف طن إلى 2020، ولكن في العام الماضي استقبل المصنع 90 ألف طن، ما أدى إلى خسائر بنحو 112 مليون جنيه.
وأشار إلى أن إدارة الشركة اجتمعت مع المزارعين لبحث زيادة وارداتهم إلى المصنع، ولكن انخفضت كمية القصب المورد للمصنع في 2023 إلى 10 آلاف طن فقط، وهي كمية تكفي للعمل لمدة 5 أيام فقط.
وأضاف أنه بناءً على هذا الأمر، اتخذت الشركة قرارًا بعدم عمل المصنع في القصب هذا العام، ورفعت كمية البنجر إلى مليون طن، وحولت توريدات القصب إلى مصنع جرجا، مع تحمل مصانع سكر أبوقرقاص تكاليف النقل بالكامل.
وأوضح البديوي أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، إذ أصبح 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار «العوادي» الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.
3.5 مليار جنيه خسائر شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية
ولفت العضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، أن الشركة خسرت العام الماضي في السكر 3.5 مليار جنيه، بينما حققت مكاسب خارج السكر بنحو مليار و350 مليون جنيه.
وفى سياق متصل كشف الدكتور أيمن حسنى مدير معهد المحاصيل السكرية التابع لوزارة الزراعة عن الأسباب الحقيقة التي لم تمكن القائمين على المصنع من التعاقد عن الكميات المطلوبة، قائلاً: إن السبب الأول يعود إلى عدم رغبة مزارعي القصب في توريد محصولهم إلى المصنع؛ لأن توريد المزارع للمصنع سوف يكون الطن بـ1500 جنيه، وبحسبة بسيطة إذا قُلنا إن المزارع يمتلك 30 طنًّا في 1500 جنيه، فيقدر بـ55 ألف جنيه، بينما إذا باعه للموردين سيصل إلى 70 ألف جنيه؛ وبالتالي لا يوجد حافز للمزارعين للتوريد إلى المصنع
ولفت إلى إن المساحات المنزرعة بالقصب في المنيا ما زالت كما هي، موضحًا أن السبب الثاني يتمثل في رغبة المزارعين في تحويل القصب إلى عسل محلي؛ حيث يحقق مكاسب أعلى من البيع للمصنع
وأضاف مدير معهد المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة أن موردي القصب يشترون من المزارعين، ويقومون بتشوين القصب للعصارات بالقاهرة؛ حيث قرب المنيا من القاهرة عن محافظات قنا وسوهاج وأسوان؛ وبالتالي توجد أنماط استهلاكية أخرى أفضل من التوريد لمصنع أبو قرقاص
وأشار الدكتور حسنى إلى أن إجمالي التعاقد مع المصنع يقترب من 3 آلاف إلى 4 آلاف فدان فقط، بينما يحتاج المصنع مبدئيًّا إلى 15 ألف فدان لتشغيل الغلايات الخاصة بالمصنع
طلب احاطة امام البرلمان حول أزمة توقف مصنع ابو قرقاص للسكر
وقدمت النائية أمال عبد الحميد عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب طلب احاطة إلى الحكومة ممثلة فى وزارتى التموين والزراعة بشأن توقف مصنع أبو قرقاص بمحافظة المنيا عن إنتاج السكر لأول مرة منذ إنشائه عام 1869
وأوضح طلب الإحاطة، أن مصنع أبو قرقاص كان يستقبل 750 ألف طن حتى عام 2020، ولكن في العام الماضي استقبل فقط 900 ألف طن، حيث تكبد خسائر وصلت إلى 112 مليون جنيه، مما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرار بوقف العمل به.
وشدد طلب الإحاطة على انه من المفترض أن نولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي من منتجاتها الغذائية كأحد أركان الأمن الغذائي المصري، تأتي المحاصيل السكرية في مقدمة تلك المجموعات السلعية المهمة خاصة محصولي قصب وبنجر السكر