تصاب الإبل بالعديد من الأمراض شأنها في ذلك شأن جميع حيوانات المزرعة. ومن اهم هذه الامراض هو مرض جدرى الابل. ويعتبر من الأمراض القديمة المعروفة لدى المربين حيث يطلق عليه من قبل مرض القرحة او مرض البارده .و هو مرض فيروسى مهم إقتصاديا يصيب الإبل شديد الضراوة و سريع الانتقال و العدوى يسبب فقدان الوزن و إنخفاض إنتاج الحليب و يتميز باصابات جلدية .
التأثير الإقتصادى لمرض جدرى الجمال:
يسبب المرض خسائر اقتصادية كبيرة والتي تتمثل بارتفاع نسبة الإصابة لتصل أحيانا إلى 100% , ارتفاع نسبة الوفيات خصوصا بين صغار الإبل حيث تتراوح ما بين 5 – 25% و ذلك لأن الأعمار الكبيرة غالباً ما تكون قد تعرضت للإصابة فى الصغر و بالتالى تكتسب مناعة ضد المرض. هذا بالإضافة آلي نقصان ملحوظ في الوزن مع تدهور سريع في صحة الحيوان خصوصا في ابل السباق حيث يفقد الحيوان المصاب قابليته على السباق ولفترة طويلة الآمر الذي يجعل الحيوان غير ذي جدوى اقتصادية.
كما أن المرض يمكن أن يكون ممرضا للإنسان كما هو الحال في جدري الأبقار وجدري القرود.
وبائية المرض:
يعد المرض من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارا بين قطعان الإبل خصوصا في الشرق الأوسط مع وجود تجمعات إبل أصلية ، وتحديداً إبل الجمل ( الجمل العربي), الهند, باكستان, أفغانستان, إيران, جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا و شرق أفريقيا. يصيب المرض غالبا صغار الإبل بعمر 2-3 سنوات كما يحدث المرض أيضا خلال فترة فطام المواليد. تزداد نسبة انتشار المرض خلال الفصول الرطبة من السنة.
كيفية إنتقال مرض جدرى الجمال :
1- الإتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والحيوانات المعرضة للإصابة.
2- العدوى غير المباشرة عبر بيئة ملوثة بالفيروس مثل المعالف و المساقى التربة والأشجار وكذلك أدوات النظافه ويمكن للفيروس المسبب للمرض أن ينتَقل من خلال الحليب أو اللعاب أو الإفرازات الأنفية أو إفرازات العيون حيث يدخل الفيروس إلي الجسم من خلال الجروح التي توجد على جلد الحيوان.
3- عن طريق بعض الحشرات مثل البعوض والقراد اللذان يلعبان دور فى إنتقال العدوى.
ينتشر المرض بعد سقوط الأمطار و تكاثر البعوض على بعض تجمعات المياه الصغيرة وسط تجمعات الإبل و تزيد فرص العدوى فى فترات تقلب الجو مثل فصلى الخريف والربيع و مع إقتراب موسم الشتاء حيث نقص المراعي وشدة البرودة و لكن هذا لا يمنع من إحتمالية انتشار العدوى فى باقى الشهور و تحدث العدوى أيضاً عن طريق الإستنشاق أو من خلال سحجات الجلد. قد تحتوي القشور المجففة الناتجة عن آفات الجدري على فيروس حي لمدة 4 أشهر.
المسبب المرضي:
يحدث المرض بسبب الإصابة بفيروس جدري الجمال (اورثوبوكس الجملية) وهو من عائلة فيروسات جدرية من تحت عائلة
للفيروس علاقة مصلية وطيدة بفيروس جدري الأبقار, الإنسان, الخيول, الأرانب, والقرود بينما يظهر مختلفا عن فيروس جدري الأغنام والماعز.أعراض مرض جدرى الجمال: تتراوح فترة الحضانة من 4 إلى 15 يومًا وقد تتشابه الأعراض مع أمراض أخرى مثل الحمى القلاعية ومرض القرعة وأحياناً مع الجرب.
1- يتميز المرض بالحمى التى تصل الى 40°C وتضخم الغدد الليمفاوية والآفات الجلدية.
2- تبدأ الأعراض الجلدية بالظهور في أنسجة الجلد والأغشية المخاطية للحيوان فى الوجه و الرقبة و والجفون والأنف وأطراف الأذن وسرعان ما تنتشر فى الأرجل و باقى الجسم.
3- تكون الإصابات على شكل بقع حمراء صغيرة غير مرتفعة (الطور الوردي) ثم تتحول البقع الحمراء إلى مناطق مرتفعة عن السطح وتكون صلبة (الطور الحطاطي) ثم تتكون فقاقيع جلدية مملوئة بسائل ليمفاوي (الطور الحويصلي) . وقد تتحول هذه الحويصلات بعد فترة زمنية إلى دمامل صغيرة ممتلئ بالصديد (الطور البثري ) و تنفجر و تكون صديد نتيجة للإصابة بعدوى ثانوية بكتيرية ثم بعد عدة أيام تجف أماكن الاصابة و تكون قشور تتساقط ( الطور القشري ). وفي الحالات الشديدة قد يتورم الرأس بأكمله و تمتد الاصابة للعين و تكون احتمالية النفوق عالية فى هذة الحالات و استجابتها للعلاج ضعيفة .قد تستغرق الآفات الجلدية من 4 إلى 6 أسابيع للشفاء.
4- لاحقاً قد تمتد الآفات الجلدية إلي الأعضاء التناسلية والغدد الثديية بشكل معمم، وقد تغطي آفات الجدري الجسم بأكمله.
5- قد تمتد هذة الإصابات فى الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسى و الهضمى فتسبب أعراض تنفسية من كحة و إفرازات مخاطية أنفية و قد تصاحب الأعراض أحيانا إسهالات.
6- غزارة الدموع مع وجود إفرازات أنفية و فميه مخاطية.
7- الخمول و التوقف فجأة عن الأكل والاجترار نتيجة لارتفاع درجة حرارته و الإصابات داخل الأغشية المخاطية للفم التى تكون على شكل تقرحات.
8- ظهور حبيبات صغيرة على الشفتين والرأس ، وما بين الأرجل الخلفية وتحت الرقبة والصدر والبطن ثم تنتشر في باقي أجزاء الجسم ويمكن تحسسها تحت الوبر ثم تتحول هذه الحبيبات إلى بثور تحوي سائلا بداخلها.
9- الابل اللاقح (الحوامل) قد تصاب بالاجهاض او تلد حوار ضعيف قد يموت فى سن مبكر.
خصائص فيروس جدري الإبل :
فيروس الجدري حساس للمطهرات عموما مثل اليود ويمكنها قتله في فترة بسيطة .
بالإضافة إلي أن عملية الغلي لمدة10 دقائقِ على الأقل تساعد على قتل الفيروس.
يستطيع الفيروس العيش في خارج جسم الحيوانات على التراب وغيرها لمدة قد تصل إلى 4 شهور .
يتأثر الفيروس بسرعة بالحرارة وأشعة الشمس المباشرة, الأحماض والقلويات الضعيفة والكحول والأيودين وبرمنغنات البوتاسيوم.
التشخيص:
ان مرض جدري الإبل من الأمراض المعروفة جيدا لدى مربي الإبل حيث أن من السهل تشخيصه حقليا وذلك اعتمادا على الأعراض السريرية. كما ان أفضل طريقة معملية لتشخيص جدري الجمل هي عن طريق الفحص المجهري الإلكتروني لعينات الجلد من الحيوانات المصابة، كما يمكن أيضا عزل الفيروس من القشور بواسطة الحقن في الغشاء السقائي المشيماتي ( Chorioallantoic membrane ) لأجنة بيض الدجاج. كما تتوفر اختبارات مصلية مثل اختبار الآلية, تثبيت المتمم, معادلة الفيروس, تثبيت التلازن الدموي والانتشار في هلامية الأكار بالإضافة إلى تفاعل البلملرة المتسلسل للتعرف بسرعة وفعالية على فيروس جدري الجمال
العلاج:
لا يوجد هناك علاج خاص لمرض جدري الإبل لذا يبقى الهدف الأساسي من العلاج هو منع حدوث مضاعفات ثانوية وللتقليل من شدة المرض و يشتمل :
1- عزل الابل المصابة فى اماكن بعيدة و لا يتم دمجها مع الابل حتى بعد الشفاء التام الا بعد مرور فترة كافية ليس اقل من شهرين.
2- استخدام المضادات الحيوية مثل خليط من البنسلين+الستربتومايسين.
3- حقن الحيوان بخافضات الحرارة, ومضادات الهستامين وفيتامين سيC واستخدام الادوية التى ترفع المناعة .
4- تقديم الأعلاف الخضراء والأطعمة سهلة الهضم.
5- استخدام محلول اليود المخفف أو محلول برمنجنات البوتاسيوم المخفف في غسل المنطقة المصابة لقتل الميكروبات الموجودة على سطح الجلد ومنع تلوث الجروح الناتجة عنها.
6- استخدام المحاليل الوريدية مثل الاملاح الفسيولوجية المتعادلة (Normal Saline) و المغذيات الوريدية مثل الدكستروز 5% و ذلك للتغلب على الامتناع عن الاكل مع استخدام فيتامينات ب1 و ب مركب و ذلك لتعويض أى نقص محتمل قد ينتج نتيجة ضعف الهضم الميكروبى فى الكرش.
7- تطهير الحظائر بالمطهرات وخاصة في حالة الحظائر المغلقة وتعريض المراح للشمس في حالة الحظائر المكشوفة.
الوقاية من مرض جدرى الإبل:
للوقاية من مرض جدرى الإبل يكون بالتحصين الدورى و يكون للصغار من سن 4 – 6 شهور بالحقن بالمصل من النوع (الحى المضعف) او (الميت) تحت الجلد و تكرر فى بعض انواع التحصينات بجرعة تنشيطية بعد اسبوعين ثم يكرر بشكل سنوى.
يكون التحصين قبل شهر سبتمبر اى الفترة التى ينشط فيها المرض و هو موسم الشتاء حتى تستطيع الابل رفع مناعتها ضد هذا المرض .
فى حالة ظهور إصابات بمرض جدرى الإبل فى فلا مجال لتحصين الابل السليمة و هذا خطء وارد الحدوث حيث ان استخدام تحصين (حى مضعف ) قد يسارع ظهور المرض اذا ما كانت الابل فى فترة الحضانة بالمرض. و التحصين (الميت) يحتاج الى فترة كى يكون مناعة ضد المرض لذلك فيكون التحصين حينئذ عديم الجدوى.
د. سوزان صلاح محمد شرف الدين باحث – قسم الفيرولوجى
معهد بحوث الصحة الحيوانية – شبين الكوم – مركز البحوث الزراعية – مصر
