فى ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..ما أجمل أن نهجر المعاصي والذنوب ..والاخلاق الرذيلة. . إلى التمسك بالطاعة و الأخلاق الكريمة .
نهجر المكر. والخداع والتدبير السيىء ..إلى فضل الله الكبير ورحمته الواسعة ونعمه التى لاتحصى ..
نهجر امراض القلوب وسوادها .
إلى طهارة القلوب ونقائها حتى نلقى الله بقلب سليم ..
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم …
وهذا يحتاج إلى جهاد كبير للنفس والإقبال على الطاعات والأهم معونة من الله عز وجل ..
لذا كان من هدى النبى هذا الدعاء : ” اللهم أســـلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك لا ملجأ ،ولا منجي منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ….
فمن يسلم نفسه لله.. ومن يفوض أمره لله .. ومن لاينقطع وجهه عن السجود لله …..يشكوا إليه حاله…. ويطلب منه سؤاله ..سيجد الله أقرب إليه من حبل الوريد ….ويستجيب دعاءه فهو القائل ( أدعونى استجب لكم )…
ومن يرتكن إلى الله..فهو يرتكن إلى ركن شديد ..فهو إله حى قيوم ..قادر على كل شىء….ولايعجزه شيئ….بيده مقاليد الأمور ….يقول للشىء كن فيكون ….
فيامن تشكوا الهم والضيق ..
يامن تشكوا غدر الصاحب والرفيق ..
يامن تشغلك تقلبات الايام .. ومكر اللئام ….
لاتحزن انت فى الدنيا …
قال الشافعي في ذمها :
وما الدنيا إلا جيفة مستحيلة
عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها
وان تجتذبها نازعتك كلابها…
فارجع الى ربك وفوض الأمر إليه كما قال مؤمن فرعون
( وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد )……..
وان بغى عليك ظالم ..واعتدى عليك معتدى ..لاتستطيع أن تدفع عنك ظلمه …أو تصد عنك اعتداؤه ..
ألجأ إلى القوى وفوض الأمر إليه وقل بإخلاص وصدق. ويقين ..حسبى الله ونعم الوكيل ..بذلك تكون رفعت مظلمتك من الأرض إلى السماء ..سينصرك ولو بعد حين .فدعوة المظلوم . ليس بينها وبين الله حجاب ..
..فهو القائل سبحانه ( ومن يتوكل على الله فهو حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها الخليل إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وقالها النبى محمد (صلي الله عليه وسلم) حين قالوا له:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل } ُ
فكان عاقبة أمرهما: أن الله عز وجل قال في حق الخليل إبراهيم عليه السـلام: { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيم }]وقال في حق النبي وأصحابه :
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم ٍ}….
فعندما يكون المؤمن فى معية ربه لايضره شرا أبدا ..لانه مهما كان مكر البشر وتخطيطهم وتدبيرهم فهى محدودة بالمقارنه بقدرة الله وتدبيره …
.ولنا فى هجرة المصطفى العبرة .. ..
فعندما إعتقدت قريش بعد هجرة جميع اصحاب رسول الله إلى يثرب وبقاء الرسول وحيدا .فى مكة .أنها تستطيع أن تدبر لقتله صلى الله عليه وسلم والقضاء على دعوته .واجتمعت سرا فى دار الندوة ..لتنفيذ مخططتهم وخلصوا إلى أن يأخذوا من قبيلة شاب جلدا يضربوه ضربة رجل واحد حتى بتفرق دمه ..
يقول تعالى فاضحا تدبيرهم إلى يوم القيامة :(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ..
ثم يقول تعالى أيضا مطمئنا نبيه ورسوله وكل مؤمن يسير على المنهج أنه حافظه :(أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون، أم يحسبون أنّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلُنا لديهم يكتبون) ..فإياك تظن أنك بعيد عن عين الله وبصره وسمعه …
ومعلوم أنه لايوجد أحد على وجه الارض بلا أعداء أو حساد. فالله الذى خلق الخلق منهم المؤمن ومنهم الكافر به .. والأنبياء لم يؤمن جميع الناس بيهم وكل نبى ورسول له قصة مع قومه …
تلك سنّة قضى الله عز وجل بها ..
وبالتالى امراض القلوب كثيرة والمكر السيئء لاينقطع .. والوقاية دائما أن تكون فى معية الله .. حتى يحيق المكر السيئ بأهله ويتحقق قول الله تعالى .. :(ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)…
ويقول القائل
لا تدبرْ لكَ أمرًا…. فأُولو التدبيرِ هَلْكَى
سلِّمِ الأمرَ تجدنا …. نحنُ أولى بكَ منكا
نعم سلم الأمر إليه ..فمهما كان تدبيرهم لك ….فالله اكبر …
(أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ..)
اللهم احفظنا من أهل السوء وأهله وارزقنا الاخلاص والصحبة الطيبة ..وحسن التوكل عليك وتسليم الأمر اليك ..
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم درويش