الدكتورة أمل عبد الستار تكتب : التهاب الضرع الاسباب -الوقاية والعلاج
مرض التهاب الضرع من أخطر المشاكل المرضية والاقتصادية التي تواجه مربي الحيوانات في مزارع الماشية بل وأكثرها شيوعا حيث إنها قد تؤدي الى خسائر اقتصاديه فادحة وذلك لأنه في بعض الاحيان قد يؤدى الى نفوق الأبقار في الحالات شديده الالتهاب (فوق الحاد) أو يحدث خسائر كبيرة في المزارع في حالة تم استبعاد الابقار المصابة من القطيع . بالاضافة الي انه يسبب انخفاضا في ادرار اللبن وخاصه في الابقار التي تكون تحت نظام علاجي وتحول فيها الالتهاب الى حالات مزمنة.
انواع التهاب الضرع :
يمكن تصنيف التهاب الضرع الي :
التهاب الضرع الظاهري أو غير الظاهري
التهاب الضرع فوق الحاد أو الحاد أو تحت الحاد وأخيرا قد يصبح التهاب الضرع مزمنا. التهاب الضرع المعدي أوالبيئي.
طرق انتقال العدوى
1- اتصال الضرع المتكرر مع الة الحلب ، اليدين أو الادوات الملوثة.
2- طريق الفم إلى الضرع اثناء إطعام العجول علي الحليب الذي يؤدي الى التهاب الضرع بسبب البكتيريا المتواجدة في تجويف الفم للعجل الرضيع والتي تنتقل البكتيريا إلى نسيج الضرع.
3-أرضية الحظائرتعد مصدراًهاماً للتعرض للميكروبات المرضية بسبب احتكاكها المباشر والمستمر بحلمات الضرع حيث ان بعض البكتيريا تنمو بسرعه وبأعداد هائلة في خلال 24 ساعة على الفرشة الأرضية، ويعتمد العدد البكتيري في الفرشة الأرضية على مستوى رطوبة الفرشة ودرجه حرارتها والتخمرات بها ويختلف ذلك بين موسمي الشتاء والصيف. وجدير بالذكر أن الفرشة الجافه جيده التهوية يقل بها العدد البكتيري بينما الفرشة الرطبة ذات الحرارة المرتفعة تزيد من تعرض الحلمات للبكتيريا المحيطة بهما وهذا يعنى أن الحيوانات الموجودة باستمرار داخل حظائر مغلقه تكون أكثر عرضه للإصابة خاصه خلال الصيف الحار الرطب.
4-يمكن ان يحدث الالتهاب في فترات الجفاف (عدم ادرار اللبن) نتيجة وجود انواع من الميكروبات كالمكورات السبحيه والتي توجد في الفم والجهازالتناسلي وعلى جلد الحيوان وكذلك ميكروبات الايشيريشيا والكليبسيلا والانتيروباكتيروالتي تتواجد في البراز والفرشة ويمكن ان يحدث الالتهاب بعد الولادة مباشرة. أيضا هناك انواع من الاكتينوميسيز توجد في الجلد والأغشية المخاطية وتسبب ما يسمى التهاب الضرع الصيفي وخاصه اثناء فترات الجفاف.
البكتيريا المسببة لالتهاب الضرع :
من اهمها ستاف اورياس، ستاف ابيديرمس، ستاف اجلاكتيتا، ستربتوكوكس اجالاكتيا، الايكولاي، الكلبيسيلا، الانتروباكتر، السودومانس، البروسيلا،الميكوبلازما والباستريلا وغيرها من الميكروبات.
تأثير التهاب الضرع على مكونات اللبن:
يسبب التهاب الضرع انخفاض نسبة البوتاسيوم وزيادة في معدل اللاكتوفيرين كما يؤدي إلى انخفاض نسبة الكازين، وهو البروتين الرئيسي في الحليب. وبما أن معظم الكالسيوم في اللبن مرتبط بالكازين ، فإن اضطراب تخليق الكازين يساهم في خفض الكالسيوم في الحليب. ويزداد تدهورمكونات بروتين الحليب بسوء المعالجة والتخزين. كما ان حليب الأبقار المصاب بالتهاب الضرع يزيد فيه عدد الخلايا الجسدية ومن المثبت علميا أنه كلما زادت عدد الخلايا الجسدية كلما انخفضت جودة الحليب.
أهم الأعراض في حالة التهاب الضرع:
ربما تكون أعراض الالتهاب معتدلة بل يمكن ان تمر دون ادراكها او ان ينتج عنها علامات مرضيه واضحة، اما اذا تمت ملاحظتها.
1- اول تغيير ملحوظ في اللبن خلال التهاب الضرع الحاد هو زيادة بروتينات الدم يعقبه انتقال مكثف لكرات الدم البيضاء عديده الانويه الى الغده البنية وقد يصاحب هذه التغيرات ارتفاع حرارة الضرع والم واحمراربالاضافة الى انتفاخات وارتشاح , وافرازات مائية غير عاديه تحتوي علي تجبنات وخلايا دم حمراء تبعاً لمدي شدة لحالة الالتهاب
2- وجود جلطات دموية ياللبن وافرازات بنية كما يتغيرقوام الحليب فيصبح غير متجانس وكذلك لونه الى الاصفر او الاحمر
3- نقص كمية الحليب المنتجة وربما توقفها
.
طرق التشخيص والوقاية الدورية
1-ينصح بإجراء اختبارحقلي بسيط وسهل شهرياً داخل المزرعة وهو اختبار(عد الخلايا البيضاء)في اللبن وذلك لاكتشاف بداية المرض للوقاية منه،
2-استخدام الطرق الكيميائية في التشخيص كقياس تركيز ايونات الصوديوم والكلوريد في اللبن، وكذلك مقدار التوصيل الكهربي لسائل اللبن، وقياس نسبة الألبيومين في اللبن، واختبارتوقف انزيم التربسين حيث أن زيادة تركيزه في اللبن تعتبردلاله على الإصابة بالتهاب الضرع
3-العزل الميكروبي لمسببات الالتهاب وذلك بأخذ عينات من اللبن بطريقه خاصه لعزل وتصنيف هذه المسببات البكتيرية معمليا ثم اجراء اختبارات الحساسية ضد المضادات الحيوية الاكثراستخدامها لعلاج التهاب الضرع.
4- الفحص الإكلينيكي لضرع الابقار واختبار اللبن باستخدام ما يسمى (اختبار كاليفورنيا) لاكتشاف الحالات الغير ظاهره إكلينيكيا.
5-فحص ماكينات الحلب جيداً للتأكد من عملها ومدي نظافتها والاهتمام بها وفحصها دوريا.
6-تطبيق الشروط والطرق الصحية التي تتبع اثناء سيرعمليات الحلب، وكذلك معاينه تصميم المزرعة والمحلب ومدى ملاءمتهما للشروط الصحية.
7-استبعاد الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج من القطيع.
طرق العلاج:
1- تحديد المسبب المرضى
2- اجراء اختبارات الحساسية لاختيارالمضادات الحيوية المناسبة ، حيث يتم العلاج بحقن المحلول او المستحضر المحتوى على المضاد الحيوي بالتركيز المناسب، الى داخل حلمات الضرع بطرق خاصه. وتكون الطريقة كالاتي: يتم تنظيف الحلمة جيدا من الافرازات المصاحبة للالتهاب وذلك باستخدام الكحول الإيثيلي (70٪) ثم ادخال الإبرة (الحقنة) بإحكام على مدخل قناة الحلمة مع تدليك خفيف للضرع من أجل توزيع أفضل للدواء في حركات من الأسفل إلى الأعلى مع مراعاة ان يكون الدواء المحقون في درجة 35 درجة مئوية
3- ارشاد المربي للاهتمام بنظافة البيئة المحيطة بالحيوان والحرص علي جفاف الارضيات وبخاصة مكان الالرقود لتجنت دخول مزيد من الميكروبات الى الضرع وتفاقم الحالة
4- التنبية علي المربيين بعدم استخدام الادوية وخاصة المضادات الحيوية دون اشراف طبي بيطرى لان ذلك قد يسب ضررا للحالة نتيجة التاخر في العلاج وتحول الالتهاب الي التهاب مزمن لا يمكن علاجه
.
د.أمل محمد عبدالستار خليفة
باحث أول بكتريولوجى – بمعهد بحوث الصحة الحيوانية-كفرالشيخ – مركز البحوث الزراعية – مصر