الدكتور حمدي المرزوقي يكتب : الحقائق الخفية في مؤتمر المحاصيل الحقلية
كلمة حق
بناء علي دعوه كريمة وجهت إلينا منذ عدة أيام تشرفنا الأثنين الموافق ١٣ مارس ٢٠٢٣م بحضور المؤتمر العلمي لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية والذي يعقد كل ثلاث سنوات تقريبا بالمعهد والذي يعد أكبر المعاهد البحثية ال ١٦ والتابعة لمركز البحوث الزراعية وأكثرها نشاطا بالبحث العلمي التطبيقي ..
ويتكون المعهد من حوالي ١٧ قسم بحثي تغطي مجالات التربية والمعاملات الزراعية في محاصيل الحبوب وهي القمح والذرة الشامية والأرز إضافة الي الذرة الرفيعة والشعير وكذلك المحاصيل البقولية وأهمها الفول البلدي والصويا والعدس ومحاصيل الأعلاف الخضراء وأيضا المحاصيل الزيتية والبصل (الذي كان يعد يوما ما المحصول التصديري الرابع بمصر) بالإضافة الي بعض الأقسام البحثية المعاونة وتشمل فسيولوجيا المحاصيل والتكثيف المحصولي وبحوث الخلية وتكنولوجيا البذور بالاضافه إلى المعمل المركزي لبحوث الحشائش والمعمل المركزي للتصميم و التحليل الإحصائي ..
إن هذا الصرح العلمي البحثي يعتبر أكبر مؤسسة بحثية تطبيقية ونموذجية في مصر وهكذا وصفه الوزير السابق الدكتور عز الدين أبو ستيت في المؤتمر السابق للمعهد .. أنه النموذج الحي والمثالي للتوسع الرأسي في التنمية الزراعية وذلك عن طريق إستنباط الأصناف والهجن عالية الإنتاجية وذات الكفاءة العالية في إستخدام المدخلات الأقل من الاسمدة والمياه و كذلك استنباط الاصناف التي تتحمل الظروف المعاكسه والتي بلغ عددها حوالي ٣٠٠ هجين وصنف حققت طفرة هائلة ومعروفه للجميع وخاصة في إنتاجية محاصيل الحبوب الإستراتيجية فعلي سبيل المثال زاد إنتاج القمح في الفترة من ١٩٨٢ الي ٢٠٠٧م من حوالي ٩ أردب /فدان الي حوالي ١٨ أردب /فدان مع تحقيق درجة من الاكتفاء الذاتي من القمح أكثر من ٥٠% إلا أننا نستورد حاليا حوالي ١٣ مليون طن سنويا معظمها من روسيا وأوكرنيا (حوالي ٨٥%) من احتياجاتنا وتلك طامة كبري لأننا نضع البيض كله في سلة واحدة وخاصة في ظروف الحرب التي تدور الآن
استنباط المزيد من الأصناف المتفوقة والمقاومة للأصداء
ونري أنه لتخفيف حدة المشكله لابد من الأهتمام باستنباط المزيد من الأصناف المتفوقة والمقاومة للأصداء من القمح بالإضافة الي التوسع في إقامة الصوامع والتي بلغت سعتها التخزنية الآن حوالي ٤ مليون طن حيث نأمل أن تصل الي ٩ أو ١٠ مليون طن كما أنه يلزم تنويع مصادر الإستيراد .
– وفي نفس الفتره من ١٩٨٢ الي ٢٠٠٧م زادت إنتاجية الفدان من الذرة الشامية من حوالي ١٣ أردب/فدان الي حوالي ٢٥ أردب/فدان ورغم ذلك فإننا نستورد سنويا حوالي ١٣ مليون طن من الذرة الصفراء وذلك لأن الذرة يستخدم في مصر الآن وعلي مدي واسع بديلا عن الاعلاف الخضراء في إنتاج السيلاج .. كما أنه أحد المكونات الرئيسيه في علائق الدواجن والحيوان بنسبه حوالي ٧٠% .. ولهذا يجب التوسع في مساحة الذرة الصفراء بالإضافة الي الأهتمام ببحوث الأعلاف الخضراء حتي يمكن سد الفجوه .
– كما أنه في نفس الفترة ١٩٨٢ الي ٢٠٠٧م زادت إنتاجية محصول الأرز من حوالي ٢ طن /فدان الي حوالي ٤ طن/فدان .. ورغم إننا قد حققنا الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الهام ونملك فائض للتصدير إلا أن مافيا السوق السوداء تحاول توجيه السوق لمصلحتها وتلك أمور تخرج عن نطاق العمل البحثي أو الشئون الزراعية .
– ولقد أثير في المؤتمر المشار إلية الي ما تعاني منه الأراضي المصرية في الفترات الأخيرة من إرتفاع الملوحة وقلة الخصوبة قمنا بالتوضيح في حينه أن تلك الظاهرة قد ترجع الي عدة أسباب منها تهالك شبكة الصرف الحقلي والتي يجب تجديدها وصيانتها بالإضافة الي تفعيل دور جهاز تحسين الأراضي بوزارة الزراعة وهو الهيئة المنوط بها تحليل التربة المصرية وتحديد الكميات المناسبة لها من الجبس الزراعي ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف ومشاركة معهد بحوث والأراضي والمياه .
تحقيق النهضة الزراعية
– ونري أيضا لتحقيق النهضة الزراعية الأهتمام ببحوث الفول البلدي وفول الصويا والعدس مع التوسع في المساحات المنزرعة منها لتوفير القدر المناسب من تلك المحاصيل الحيوية و الهامة للشعب المصري .. كما ينبغي الأهتمام ببحوث المحاصيل الزيتية والتي أصبحت تشكل أحد المشاكل اليومية للشعب المصري وذلك نظرا للأرتفاع المبالغ في سعرها حيث إننا نستورد سنويا من الزيوت النباتية حوالي ٩٨% من إحتياجتنا .
– إن قطاع الإرشاد الزراعي يعاني في الفترات الأخيرة من عجز شديد في عناصره البشرية والتي تقلصت في السنوات الأخيرة بسبب خروج الكثير من تلك العناصر المدربة من العمل الميداني لبلوغها سن التقاعد القانوني دون تعيين بدلا منها ولهذا نري أنه يمكن الاستعانه بتعيين أوائل الخرجين من كليات الزراعة المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية حيث ان جهاز الإرشاد الزراعي هو حلقة الوصل بين الباحث والفلاح مع ضرورة الأهتمام بدعم ميزانية الإرشاد الزراعي حتي يستطيع القيام بمهامه علي الوجه الأكمل
– أن القطاع الزراعي والذي يساهم بنسبه تبلغ حوالي ٢٠% من جملة الدخل القومي المصري ويعمل به حوالي ٢٥-٣٠% من القوي العامله المصرية يشكل إحدي القطاعات الهامة جدا بالدولة والمنوط بها تحقيق الأمن الغذائي..ولهذا فإننا نري أنه من العوامل الأساسية لنجاح قطاع الزراعة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وخاصة في تلك الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد ومصر العظيمة تمتلك الكثير من العناصر والكفاءات التي تسطيع قيادة السفينه الي بر الأمان.
– لابد من القيادات العليا والمسؤولة بالدولة الاستفادة من خبرات علماء وباحثي مركز بحوث الصحراء في تحديد الخريطة الصنفية للأراضي في مصر والتي تبلغ نسبة الصحراء بها حوالي ٩٥% وذلك لتحديد المناسب من تلك الأراضي للاستصلاح ونري أيضا ضرورة الاستفادة من خبراء وباحثي معهد بحوث الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية بالإضافة الي المركز القومي لبحوث المياه بوزارة الري المصرية .
-كم نتمني اختيار احد السادة وكلاء المعهد للعمل مديرا لذات المعهد بعد بلوغ السيد مدير المعهد الحالي لسن التقاعد القانوني قريبًا وذلك لتجديد الدماء و إثراء العمل البحثي و الإداري بالمعهد.
– أري أنه كان يجب التجهيز للمؤتمر (إعلاميا)
.. حتي يخرج بالصوره المشرفه واللائقة بالمعهد والتي اعتدنا عليها منذ سنوات وكان يجب أيضا دعوة السادة مديري المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية والسادة رؤساء المراكز البحثية القريبة الصلة بنا مع السادة الأساتذة من الجامعات وكليات الزراعة المختلفة.
واسلمي يامصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
دكتور حمدي المرزوقي