أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتورة رحاب السيد تكتب : حمي الكيو في الحليب الخام و العمال المخالطين.. الحدوث وتحليل عوامل الخطورة

حمى كيو هي مرض بكتيري (عدوى جرثومية) تسببها نوع من البكتيريا تسمى الكوكسيلا بورنيتي Coxiella burenetii, بكتريا كروية سالبة الجرام, ، ويتراوح حجمها بين 0.2 إلى 1 ميكرومتر , و تتحمل الظروف البيئية المختلفة من درجة الحرارة المرتفعة, والتعرض للمطهرات و الجفاف والأشعة الفوق بنفسجية, نتيجة مقاومة ظروف البيئة المختلفة فالبكتريا لها القدرة علي البقاء لشهورفي بيئة الحيوان, ,وتنتشر بفعل الرياح لعدة كيلومترات, وتستطيع العيش في صوف الأغنام لمدة تترواح بين 6-12 شهرا.

حمي كيو تسمي بالإنجليزية Q fever(حمي المجازر) انتشرت في عام ١٩٣٥ ميلاديًا حمى مجهولة المصدر بين عمال مجازر ولاية كوينزلاند بأستراليا، حمى مجهولة سببت القلق والذعر بين عمال المجازر، ومن له عِلاقة مباشرة باللحوم والحيوانات دون معرفة سببها،يعتبر حمي كيو من الأمراض البكتيرية الخطيرة , عرف المرض بأسماء عدّة منها حمى الأميال التسعة، وحمي المسالخ والحمى الأسترالية،والحمي الأمريكية, وحمى كوينزلاند بأستراليا, مرض حيواني المصدر يصيب معظم حيوانات المزرعة مثل الماشية والماعز والأغنام, والحيوانات الأليفة بما في ذلك القطط والكلاب والأرانب و الطيور و خاصة طيور الزينة كالبغبغاء, و يمكن أن يصيب الإنسان أيضا بالعدوي، قد تسبب مرضًا ذا أعراض شبيهة بالزكام وقد تؤثر على الصحة والقدرة على العمل لسنوات عديدة لدى بعض الأشخاص.
تنتقل البكتيريا من الحيوانات المصابة , خاصة الماشية عبر البول والبراز، واللبن،وافرزات الحلق والفم وأيضًا السائل الأمينوسي أو المشيمة ,والاجنة المجهضة ومخلفات الولادة والسائل المنوي والإفرازات المهبلية,عندما تجف هذه المواد، يمكن أن تحمل البكتيريا مع الغبار في الهواء لتكون سببًا للعدوى, و تنتقل العدوي إلي الحيوان من استنشاق الهواء المحمل بالبكتريا او الابتلاع, و تنتقل العدوي بين الحيوانات من خلال عدة طرق بالتلامس المباشر مع سوائل اوالافرازات من الحيوان المصاب, كما سجل ايضا الانتقال الجنسي والرأسي (انتقال المرض من الأباء الي الأبناء) , قد ينتقل من خلال القراد, قد تنتقل العدوى عن طريق استخدام الأدوات والمعدات الملوثة بالعدوى.
الأعراض في الحيونات: لا تبدو الحيوانات المصابة مريضة عادة, ولكن تكمن خطورته في انتشار البكتريا الممرضة من خلال افرازات الجسم مثل اللبن والبول والبراز والأنسجة المشيمية خصوصا بعد الإجهاض, ومع ذلك في الحيونات المجترة أو الماشية الاعراض تمثلت في مشكلات تناسلية , وعقم , والتهاب المشيمة ,والإلتهاب جدار الرحم ,وإحتباس المشيمة , لذلك تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة, وحدوث إجهاض للاغنام والماعز والقطط والكلاب المصابة في المراحل المتاخرة من الحمل, أوقد تلد نسل ميت او ضعيف .
حمي كيو في ا؟لإنسان: تعد حمى كيو من أبرز الأمراض المشتركة التي تكمن خطورته في صعوبة السيطرة عليه, تعتبر الحيوانت المجترة مثل الأبقار والأغنام من أهم مصادر العدوي, تنتقل العدوي للإنسان بالاستنشاق جزيئات الغبارالملوث بالبكتريا, و لمس اللإفرازات الحيوان المصاب , وتناول الغذاء الملوث بالبكتريا مثل شرب اللبن الملوث غير المبستر وتناول منتجات الألبان الملوثة والغير مبسترة.
على الرغم من أنها بكتيريا قليلة الانتشار إلا أن احتمالية الإصابة بالمرض مرتفعة إذ إن الإصابة بخلية واحدة من البكتيريا كاف للإصابة بالمرض, تسبب مرضًا له أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا وتزول بسرعة مع العلاج بالمضادات الحيوية, وقد تكون شديدة وقد تسبب مشكلات صحية خطيرة لدي بعض البشر, خاصة الشخص الذي يعاني من ضعف الجهاز المناعي اومرض مزمن في الكلي أو خلل بصمامات القلب أو في الأوعية الدموية, أو في الحمل, يمكن للعدوى الرجوع مرة أخرى بعد سنوات و أن يلحق الضرر بالرئتين يسبب التهاب رئوي(Pneumonia) وبالقلب يسبب التهاب الشغاف (Endocarditis) والكبد يسبب التهاب الكبد والدماغ يسبب التهاب السحايا (Meningitis), والعدوي أثناء الحمل قد تتسبب في الإجهاض أو الولادة المبكرة أو انخفض وزن الرضيع عند الولادة. تتراوح مدة الحضانة بين 2-4 أسابيع منذ تعرض الإنسان للعدوي بالبكتريا , و يندر انتقال المرض من شخص لآخر أو انتشاره بواسطة الرذاذ المتطاير أثناء التنفس.
توجد عدة عوامل تزيد من خطر التعرض للإصابة, وتشير بعض الدراسات أن ئروة الإصابة في أثناء شهر أبريل ومايو وتشمل المهن الشديدة الخطورة الأكثر عرضة للإصابة بحمي كيو, الذين يفرض عليهم عملهم تماسًا مباشر مع الحيوانات ومنتجاتها كالطبيب البيطري والمزارعين و عمال المزارع والمجازرو القائمون علي معالجة اللحوم ومربي الماشية و الباحثين, بالإضافة لذلك مجرد التواجد بالقرب من مزارع للماشية يعرضك للإصابة. إذ تستطيع البكتيريا المسببة للعدوى أن تنتقل إلى مسافات بعيدة في الهواء, يعد الرجال أكثر عرضة للأصابة بحمي كيو.
تشخيص المرض:
• يتم ذلك بتجمع عينات مختلفة من سوائل وإفرازات الحيوانات أو الأجنة المُجهضة لعزل البكتيريا الكوكسيلا بورنيتي .Coxiella burenetii
• إجراء إختبار الاجسام المضادة ,تستخدم تقنية تفاعل انزيم البوليميراز المتسلسل polymerase chain reaction (PCR)
العلاج :
• يعتمد العلاج على شدة الأعراض عادة ما تكون المضادات الحيوية فعالة, أفضل المضادات الحيوية في علاج حمي كيو التتراسيكلين أو الدوكسوسيكلين.
الوقاية من حمي كيو:
• ينبغي تطهير والتعقيم بصورة منتظمة في المزارع, إجراء الاختبارات (للبكتيريا) علي الحيوانات (الأغنام والأبقار والماعز).
• اتباع نظام الامن الحيوي داخل المزارع, والتخلص الأمن من مخلفات الولادة والأجنة المجهضة عن طريق الحرق.
• عزل الحيوانات المصابة أو التي تعرضت للإجهاض عن القطيع.
• حماية المزارع من القراد .
• فصل الحيوانت العشار عن القطيع.
للوقاية من العدوي للانسان:
• التاكد أن الحليب الذي تستهلكه مبستر (الحليب المبستر عند درجة حرارة 63 درجة مئوية لمدة نصف ساعة أوعند 72 درجة مئوية مدة 15 دقيقة).
• يجب طهي اللحوم جيدا.
• يجب علي الأشخاص التي تتعامل بشكل مباشر مع الحيوانات أو منتجاتها غسل وتعقيم اليدين جيدًا بعد أي تعامل مع الحيوانات.
• يجب توخي الحذر وعند تعامل الاشخاص التي تعاني من مشاكل في القلب أو خلل في جهاز المناعة اوالنساء الحوامل و عند إجراء الأبحاث العلمية علي الحيوانات لتجنب انتقال العدوي إليهم.
اللقاح:
• هو الطريقة الأكثرأمان و فعالية لوقاية الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون في بيئات عالية الخطورة أو يزورونها, تم تطوير لقاح ضد حمى كيو في بعض الدول ولكن غير منتشرة في معظم الدول، نجح اللِّقاح في أستراليا لوقاية الأشخاص من الإصابة.


1- باحث أول / رحاب السيد داود عراقي
– قسم البكتيريولوجي – معهد بحوث الصحة الحيوانية فرع دمياط-مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى