أخبارمجتمع الزراعة

الدكتور أحمد زكى أبو كنيز يكتب : فى عيدكم القومى …يا أهل أسوان كل عام و أنتم بخير

كعادتنا سنوياً فى الخامس عشر من يناير نحتفل شعبياً و رسمياً بعيدنا القومى , تعود بنا الذاكرة 52 عاماً مضت الى اليوم الذى بدأ فيه تشغيل السد العالى التليد حيث تبدأ الاحتفالات بإيقاد شعلة رمز الصداقة بالسد العالي، ثم وضع إكليل من الزهو على النصب التذكاري للشهداء ثم فى إحدى القاعات بمدينة أسوان الساحرة يتم الاحتفال الرسمى بتكريم عدد من بناة السد, و على اليتوازى إحتفلا شعبياً فلكلورياً سواء على جسم السد أو بجوار رمز الصداقة أو فى أى مكان آخر فى مدينة أسوان.

و نتذكر رمزية ذلك اليوم حيث بدء تشغيل السد العالى كعيد قومى لمحافظة أسوان لنتذكر هدفاً قوميا تجمع حوله جميع المصريون لتحقيقه عند وقوف الدول المعادية ضدنا فكانت بمثابة تحد من الدول الاستعمارية لارادة الامة قابله من الجانب الاخر تحد شعبى رسمى مصرى لتخرج لنا ملحمة وطنية مصرية تجلت فيها إرادة قدرة الشعب ضد الامبريالية العالمية المتأمرة.
استمرت هذه الملحمة منذ المشروع فى تنفيذه مرورا بوضع حجر الأساس فى اليوم التاسع من الشهر الاول من عام 1960م وبعدها 11 سنة تم إنجاز هذا العمل الذي صنف على إنه أفضل عمل نهرى في القرن العشرين. هو عمل هندسى ضخم روض النهر الهادر و خزن الماء الهادر للاستفادة بها طوال العام فى كافة مناحى الحياة فى مصر , بل و تعداها الى الجزء الشمالى من السودان و ايضاً للسد العالى جملة من المزايا هى:
• حجز مياه الفيضان السنوى القادمة من الجنوب و المستمرة من يوليو وحتى اكتوبر من أن تغمر مساحات شاسعة فى أنحاء مصر و أن تجرف الحقول وتنشر الخوف المرض وتسبب الاضرار المادية و البشرية .
• تنظيم ادارة المياه المخزنة فى بحيرة السد واطلاقها طبقا لاحتياجات الزراعة والملاحة و الكهرباء والاستخدامات الصناعية والمنزلية
• حمى السد شعب مصر و شمال السودان من دورات الجفاف التى تضرب المنطقة كل فترة زمنية نتيجة انخفاض معدلات سقوط الامطار على الهضبة الاثيوبية.
• مصدر طاقة كهرومائية تصنف طاقة نظيفة مستدامة لا تسبب انبعاثات كربونية.
• حجز التماسيح النيلية المفترسة فحمى المصرين فى الوادى و الدلتا من هجماتها الضاريه.
• مكن مصر من تنفيذ مشروع استصلاح مئات الالاف من الافدنة فى مشروع توشكى مما يساهم فى دفع اجندة استصلاح الاراضى المصرية.
و من فوائد السد العالي توليد طاقة كهربية مائية تجاوزت 2100 ميجاوات ساهمت فى توصيل الكهرباء الى القرى و المدن المصرية كما تمنكا من تشييد مصنعى كيما و المونيوم نجع حمادى و السبائك الحديدية بادفو وعدد من المصانع الاخرى. و بفضله تم توصيل مياه الشرب النظيفة و النقية الى كافة المنازل و المرافق فى مصر وذلك بعد التوسع في انشاء محطات مياه الشرب النقية.
و ليس هذا فحسب فهناك مزايا اخرى للسد فقبل إنشاء السد كانت هناك كمية مياه تقدر بحوالى 22 مليار متر مكعب تهدر سنوياً فى مياه البحر الابيض المتوسط خلال موسم الفيضان وما بعده , هذهه الكمية حجزها السد العالي فى البحيرة وتم توزيعها بين مصر والسودان فارتفعت حصة السودان من 4,5 الي 18,5 مليار م3 سنويا وارتفعت حصة مصر من 48,5 الي 55,5 مليار م3 سنويا.
دشن خلفه أكبر بحيرة صناعية في العالم حتى الان وهي بحيرة السد والتي تمتد بطول 500 كم متر منها 150 كم داخل الاراضي السودانية ونحو 350 كم في الأراضي المصرية وهذا ادى خلق العديد من فرص العمل للصيادين في مصر والسودان للاستفادة بـالثروة السمكية .

أتاح السد العالى للحكومة المصرية تنظيم الرى و تمكن المزارعون من زراعة أراضيهم طوال العام لمرتين أوثلاثة مرات شتوى وصيفي ونيلي بدلا من مرة واحدة قبيل السد العالي كما ساهم فى زيادة مساحة الاراضى الزراعية المصرية و دعم اجندة استصلاح الاراضى الصحراوية و تحسين التركيب المحصولى المصرى.
مكن مصر من زراعة الارز حيث ذلك لم يكن ممكناً فيما قبل بناء السد, نظراً لقدوم الفيضان اثناء موسم زراعة الارز . وبعد تشغيل السد بسنوات قليلة تمكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الارز وفائض للتصدير.
ساعد فى انتظام تشغيل الملاحة النهرية طوال العام بما سمح بادخال الفنادق العائمه, كما تم تنشيط والتوسع فى النقل النهرى الذى ظل مستحوذا كل قسم كبير من النقل الداخلى لفترات طويلة ولايزال مستمراً حتى الان.
مرة اخرى كل عام و اهلنا فى اسوان بخير كل عام وانتم مساهمون فى تنمية و رفعة و رقى وطننا العزيز مصر.

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى