البداية ..
تشكل البيئة الزراعية المصرية بتدخلاتها وتشعباتها وتعقيداتها وتحدياتها فيضان من الأفكار والموضوعات البحثية والعلمية تكفي لإنتاج آلاف مؤلفة من الأبحاث والرسائل العلمية التطبيقية ..
والكل رأى ويري ما تتعرض له الزراعات من تحديات وتقلبات مناخية شديدة وصعبة وكان لها ما لها على أرزاق الناس وزرعهم وتعبهم وشقاهم …
وفى وقت الأزمات تكون القيادة فقط “للعلماء والعارفين” فهم من يفكون الاشتباك ويرشدون الناس في متاهات الظروف …
أين الآلاف المؤلفة من حاملي أعلى الدرجات العلمية ؟؟ أين أصحاب التخصصات العلمية البيولوجيا والميكروبيولوجيا والفسيولوجيا والمورفولجيا والهيستولوجيا والفينولوجيا والباثولوجيا والفيرولوجيا والسيتولوجيا والايكولوجيا والانتومولوجيا والتكتولوجيا … الخ لوجيا ؟؟ .. لماذا لم يسمع الناس لنا حساً أو يرو منا شاره ؟؟ لماذا جلسنا في مقاعد المتفرجين ؟؟
لماذا لم يسمع الناس منا الا شكوى لنقص مرتب او صخب فيما لا يفيد ؟ ..
لماذا هذا الموات والمسكنة لماذا هذه الحالة الغريبة العجيبة ؟
لقد تركنا الساحة “خالية” تماما للمرجفين والمتفلسفين على حساب أرزاق الناس وعلى زرعهم ورأس مالهم .. من سماسرة وتجار …
كانت ” وما زالت” فرصة لإثبات الذات وصوت فى الفراغ ليقول نحن هنا … لكننا لم نكن هنا أو حتى هناك .. صمتاً كصمت القبور …
في وقت الأزمات تصنع الثروات … ثروة العلم واثبات الذات وخدمة العباد …
وفى وقت الأزمات يجب أن يتقدم المخلصين الصادقين المجتهدين فقط … وعلى الآخرين التزام الصمت وللأبد ..
كفاية كلام كفاية تنظير فإن لم يكن لك أثر فلتصمت …
هذا هو فلاح “الغلة” صاحب اليد البيضاء التي تشع نوراً وتنبت خيراً .. هذا الفلاح ينتج لنا من فدانه من الغلة ما يسد به رمق آلاف مؤلفة من الناس …
ها هو الفلاح يمد يده المنهكة المتعبه للجميع .. هل من مستجيب !!
(( بحسبة بسيطة: مزارع القمح يمكث 155 يوماً بجوار حقله من الزراعة وحتى الحصاد في انتظار بضع آلاف من الجنيهات كصافي ربح تعبه وشقاه – صافي ربح الفدان بعد خصم التكاليف والايجار وخلافه حوالى 5000 جنيه .. يعني مرتب تعبه وشقاه في الشهر 1000 جنيه … يعني واحد على عشرة من مرتب بعض المنظرين .. والذين طوال مسيرتهم لم يرى الناس منهم شارة أو علامة او لم يساهموا حتى برغيف خبز واحد !! )) …
النهاية …
مليون تحية لصاحب اليد البيضاء والقلب النقي تاج الرأس ..الفــلاح
رأس هذه الأرض وشوشة زرع البلد الأخضر … ابن الطمى وأخو الفجر وأبو الزروع جميعها
محمد علي فهيم