سألني، ماذا يمثل المنصب بالنسبة لك؟ فقلت هو ابتلاء ابتلينا به، هم بالليل ومشقة بالنهار. ثم عاود، وماذا لو قيل لك اليوم شكرا لجهودك ؟ فقلت وماذا في ذلك؟ ، قد قيلت لكل من تولوا قبلي وستقال لكل من سيتولوا بعدي، وقد سمعتها في مناصب كثيرة شغلتها سابقا وسأسمعها في أماكن أخري إذا قدر الله لي ذلك، هكذا الحياة، كل يؤدي فيها دورا كبر أم صغر طال أم قصر، وليس الأمر بطول مكوثك بالمكان أو قصره ولكن بأثر إيجابي تتركه،
ثم قال عذرا آخر سؤال، فقلت تفضل، فقال ألا تخشي مؤامرات من حولك الذين يريدون الإيقاع بك وإزاحتك والمتطلعون لمكانك؟ فقلت، لا يخشى علي المنصب إلا من سعي إليه، وما له سعيت ولكن به كلفت، وأما الخوف من مؤامرات المتآمرين، فيقيني بربي أنه لن يكون في ملك الله إلا ما أراده الله، وكما قال الإمام الشعراوي رحمه الله، إن أقصي ما يستطيع البشر فعله هو تنفيذ إرادة الله فيك. ولذا به”أي بربك” فأنس. المناصب تجيئ وتذهب ويبقي الأثر، لذا فلربك فارغب،
طبتم وطاب صباحكم
ا د جمال عبدربه
عميد زراعة الأزهر بالقاهرة
