هذا أجمل عنوان للوضع العالمى الحالى، ولكنى أزيده دقه بأنها الحرب العالميه الأمريكيه الثالثه بأٌوكرنيا. فهى حرب ذات طابع خاص، كحرب إقتصاديه، ومخابرتيه، قبل أن تكون عسكريه. فالهدف هو الصين بالأساس، والتى تعدت الخطوط الحمراء، عندما بدأت فى تحويل تفوقها الإقتصادى، وهو من صُنع الغرب، إلى تفوق عسكرى لتكوين إمبراطوريه. فكان لابد من قضم يد الصين النوويه التى تلامس أوروبا وأمريكا وتهددهما، وهى روسيا، فكانت الحرب الأمريكيه فى أُوكرانيا، تأديباً للصين وحليفتها روسيا.
والتى ردت مٌخابرتياً بإقاله رئيس وزراء بريطانيا، بنشر أخبار تعاونه معهم من قبل، وإقتصادياً بمنع تصدير البترول و الحبوب،فتأذى العالم، وإنهارت دوله مثل سريلانكا، والتى أغرقتها الصين بديونها لتكون بدايه إمبراطوريتها، وقريباً منع روسيا الغاز عن أوربا لتموت برداً فى الشتاء القادم. فهى بالفعل حرب عالميه ، وبالأحرى “عوده لقانون الغاب”، وفلسفته.
إنه عالمنا اليوم والتى ستتهاوى فيه أنظمه ، ككقطع الشطرنج المتساقطه، بدأتها بريطانيا ببوريس جونسون ثم ليز تراس، وصاحت فيه الشعوب ضجراً لمعاناه ستشدد هذا الشتاء، وقد ظهرت بوادرها بفرنسا.
فروسيا لم تحقق النجاح الذي كانت تتوقعه من حربها في أوكرانيا، ومن الصعب عليها أن تنتصر في ساحة المعركة في ظل الظروف الراهنة، و الروس يفكرون في توسيع الحرب وقد يلجؤون إلى شن عمليات خاصة خارج أوكرانيا، بإستخدام أي أسلحة في حربها ضد أوكرانيا بما فيها الأسلحة النووية.، وسقوط اى صاروخ منه على أى عاصمه أوروبيه، حتى و إن كان بالخطأ، كفيل بإشعال حرب عالميه موجوده بالفعل تحت الرماد .. ليصح وصفها “بإنتحار الغرب” كما تنبأ بها كتاب المؤلفه هيلين كيندى.
فالمُتأمل لما حدث للعالم فى عامين فقط، يستطيع قرأه طبائع البشر، فبين وحده البشر لمواجهه خطر إبادتها من قبل كائن لامرئى، للتحول السريع لقانون الغاب، وحيث يعتدى القوى على الضعيف، ويكتفى الآخرين بالصمت، تتأرجح النفس البشريه كاشفه عن عورتها بعد جمال وحدتها.
وربما قانون الغاب، والذى إكتوى بناره الشعب الإوكرانى هذه المره، يكشف زيف الحديث عن نجاح الشعوب الناميه فى تحررها فى حقبتى الخمسينات والستينات، فما حدث هو إعاده صياغه للإحتلال الذاتى، فالعالم النامى هو مناطق إستحواذ ونفوذ لدببه وذئاب قويه يخشى كلا منها الإقتراب من مناطق نفوذ الآخر.
إنه قانون الغاب الذى سيطر عندما غابت العداله.
الدكتور أحمد خليفة الحشاش – أستاذ مشارك بجامعة إدنبرة – الولايات المتحدة الأميريكة