التوكل على الله
-
أخبار
الدكتور إبراهيم درويش يكتب : التوكل على الله .. عمل بالجوارح وصدق اعتقاد بالقلب
التَّوَكُّل عَمِلَ بِالْجَوَارِحِ وَصَدَق اعْتِقَاد بِالْقَلْبِ بِأَنْ كُلَّ الْأُمُورِ تُجْرَى بِإِرَادَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وبحكمته . وَيُبَرْهِن عَلَى ذَلِكَ الْقَوْلِ الْمَشْهُورِ لِلنَّبِىّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أعقلها وتوكل) . وَصَحِيح أَنَّ الْحَذَرَ لايمنع قَدْر لَكِنْ مِنْ خَلْقِ الْكَوْنُ بِقَانُون السَّبَبِيَّة هُوَ مِنْ يَأْمُرُك بِالْأَخْذ بِالْأَسْبَاب فِى كُلِّ مَنَّاح الْحَيَاة . وَلَا يَنْفَعِل الْكَوْن لَك ويعطيك إلَّا إذَا تَفَاعَلْت مَعَه بقانونه . فَالْأَرْض لَن تُعْطَى لَك الزَّرْعُ إِلا إذَا حَرَثْتهَا وَوَضَعَت فِيهَا الْحَبّ . وَلَن تَحْصُلُ عَلَى مَا فِى بَطْنِ الْأَرْضِ مِنْ كُنُوزِ ا لَا إذَا عُمِلَتْ عَلَى إخْرَاجِهَا وَلَن يَأْتِى الْبَحْر بِخِيَرَة إلَّا إذَا أُلْقِيَت شُبَّاك الصَّيْدِ فِيهِ . وَلَنْ تَكُونَ لَكَ كَلِمَة مَسْمُوعَةٍ إلَّا إذَا كُنْت تَمْلِك أَسْبَابِهَا وَلَعَلَّ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى (وأعدوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةِ ) وَمَفْهُوم الْقُوَّة وَاسِعٌ وَشَامِلٌ أَىّ الْقُوَّة بِكُلّ أَنْوَاعِهَا . مِمَّا سَبَقَ يَعْنِى أَنَّنَا مَأْمُورُون بِالْعَمَل وَعَدَم الْكَسَل والتواكل . . . . فِى كُلِّ جَوَانِب الْحَيَاة . لِأَنّ الَّذِى خَلَقَ الْكَوْنُ هُوَ خَالِقُ الْأَسْبَاب وَأَمَرَنَا بِالْأَخْذ بِهَا . وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ يَكُونَ قَدْ خَالَفَ الْأَمْر الإلهى . حَتَّى فِى الإجْرَاءات الاحترازية لِتَجَنُّب الْوُقُوع فِى المعاصى وَارْتِكَاب الْمُحَرَّمَات كَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخُمُورِ وَالْمُخَدَّرَات فَقَد منعنااللَّهُ أَنْ نقترب مِنْ أَمَاكِنِهَا حِفَاظًا عَلَيْنَا . أَو بالابْتِعَاد عَن الْأَمْرَاض وَأَمَاكِن انْتِشَار الأوبئة مِثْل الطَّاعُون وَغَيْرِهَا مِنْ الْأَمْرَاضِ الفتاكة كَمَرَض فَيْرُوس كورونا الْآن يَأْمُرُنَا رَبَّنَا بالابْتِعَاد عَنْ كُلِّ ما يَقْرَبْنَا مِنْهَا بِقَوْلِهِ (ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة) وَيَقُول النَّبِىّ صَلَّى إلَه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِى نَفْهَمُ مِنْهُ سَلَامِه الإجْرَاءات التحذيرية وَإِن الْوِقَايَة خَيْرٌ مِنْ الْعِلَاج يَقُولُ فِى مَعْنَى الْحَدِيثِ ( مَنْ حَامَ حَوْلَ الْحَمَأ يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ ) . وَعِنْدَمَا نهرب وتبتعد عَنْ كُلِّ الْمُهْلِكَات أَيًّا كَانَ نَوْعِهَا إيَّاكَ أَنْ تَظُنَّ إِنَّك تَهَرَّبَ مِنَ قَدْرِ اللَّهُ بَلْ نَحْنُ نهرب مِنْ قَدْرِ إلَى قَدْرِ اللَّهُ الَّذِى أَمَرَنَا بالحِيطَة وَالابْتِعَادِ عَنْ كُلِّ مايهلكنا بِالْأَخْذ بِالْأَسْبَاب . لَكِن هُنَاك مُلَاحَظَة مُهِمَّةٌ…
أكمل القراءة »