أخبارخدماتزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيل

الدكتور أيمن عبد العال يكتب : أزمة القمح والرغيف المخلوط

مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة اسعار القمح العالمية بنسبة كبيرة وصلت إلى ٣٦ % في سعر طن القمح مع الاغلاق الحادث في اسواق تصدير الغلال في هاتين البلدين وهي السوق الاساسية لواردات القمح المصرية حيث تستورد مصر مايزيد عن ٨ مليون طن من روسيا ومايزيد عن ٢ مليون طن من اوكرانيا

وهنا يصبح البحث عن بدائل للاستيراد من بلاد اخري هو الحل العاجل وقد اتخذت الدولة المصرية هذا الاجراء وكان اخرها اعتماد الهند مصدر جديد للاستيراد أما عن الحلول الاخرى ومدي جدواها

نتحدث الان وقد كانت الأفكار المطروحة من العديد من المفكرين وعلماء البحث العلمي في القطاع الزراعي هو خلط دقيق القمح مع دقيق محاصيل اخري لإنتاج رغيف الخبز المخلوط من بدائل القمح مثل الشعير والذرة الشامية البيضاء والبطاطا وفي كل هذه الحالات لا تزيد نسبة الخلط لسد الفجوة عن ٢٠% من وزن الرغيف فضلا عن تاثير ذلك علي مواصفات الرغيف الناتج

كما قد تؤدي اضافة البطاطا الي انتاج رغيف لايتناسب مع ظروف مرضي السكرى بالاضافة الي تعرض الرغيف للاحتراق نتيجة زيادة نسبة السكريات في العجين وزيادة في تكلفة انتاج هذا الرغيف الذي يتم انتاجه ليلبي رغبة جميع المواطنين في الحصول علي رغيف الخبز دون استثناء

كما أن هذه المحاصيل تنافس مساحة القمح في الدورة الشتوية والتي وصلت حاليا الي ٣.٧مليون فدان والتي يجب ان تزرع هذه المساحة بمحصول الذرة الشامية بعد حصاد القمح

وبالرغم من ان الذرة الشامية محصول صيفي إلا أنه يمثل فجوة كبيرة في صناعة أعلاف الدواجن والثروة الحيوانية ولا يوجد فيه فائض لصناعة الخبز رغم ضعف مواصفات الرغيف الناتج من خلط دقيق الذرة الشامية مع دقيق القمح لذلك تكون كل هذه البدائل مطروحة ولكنها لا تساهم في حل هذه المشكلة إلا بالقليل وفي حالة ما تقتضيه الضرورة كما في الازمات اوالحروب لا قدر الله

وفي هذه الحالة تكون الذرة الشامية البيضاء هي المنافس الاول في هذه البدائل لكونها محصول صيفي لا ينافس القمح في الدورة الشتوية كذلك ارتفاع تصافي الطحين الذي يصل الي ٩٧%

وللخروج من هذا الجدال القائم فإن نسبة ٢٠% من هذه البدائل ليست هي الحل الوحيد في سد الفجوة في نقص القمح نظرا لمحدودية المساحات وندرة المياه ولكن زيادة المساحات المنزرعة من القمح بالأراضي الجديدة وهو ما يعرف بالتوسع الافقي واستخدام الميكنة وطرق الري الحديث وهو ماتقوم به الدولة الان ومن الاهتمامات الاساسية لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من المشروعات القومية بالدلتا الجديدة وسيناء وتوشكي وشرق العوينات

كذلك زيادة استنباط الاصناف العالية في المحصول والمقاومة للامراض وخاصة الاصداء وهو مايعرف بالتوسع الراسى وهو ما يعكف عليه السادة الباحثون بمركز البحوث الزراعية للوصول لنسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد للمساهمة فى سد هذه الفجوة …

واخيرا حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى