السيسى : مبادرة “حياة كريمة” تتكلف 40 مليار دولار لتطوير الريف المصري
مصر أنفقت 400 مليار دولار لتطوير البنية التحتية خلال 7 سنوات
السيسي خلال جلسة حوارية بمؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول (إيجبس 2022):
– المواطن تجاوب مع خطط الإصلاح الاقتصادي وتحمل تبعاتها عندما لمس جدية الدولة في تنفيذها
-الدول الأفريقية ليست مستعدة حتى الآن لجذب استثمارات الطاقة الجديدة بسبب الصراعات وعدم الاستقرار
– ينبغي ألّا تدفع إفريقيا ثمن الآثار الناجمة عن الاستعمار واستغلال مواردها مرة أخرى
– إفريقيا أضحت أقل قارات العالم تقدما وأكثرها في الجهل والفقر ومحدودية الدخل
– تطوير البنية التحتية في إفريقيا يحتاج إلى استثمارات ضخمة ودعم من الدول الغنية
– البشرية قادرة على تجاوز تداعيات تغيّر المناخ
-إفريقيا سوق كبير ولكنه ليس غنيا لأن قدراتها كدول متواضعة
-لم نتوقف لحظة عن العمل فمصر قبل الجائحة هي نفسها بعد الجائحة
-مصر من الدول القليلة التي حققت نموا اقتصاديا خلال جائحة كورونا
-الشركات المشاركة في إيجبس 2022 يجب أن تكون صوت أفريقيا من الآن دون انتظار كوب 27
– أفريقيا بحاجة لبنية أساسية واستثمارات لتطوير الطاقة المتجددة بشكل أكبر وأوسع
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر أنفقت حوالي 400 مليار دولار لتطوير مشروعات البنية التحتية خلال السنوات السبع الماضية ، مشيرا إلى أن مبادرة “حياة كريمة” التي تستهدف تطوير الأوضاع المعيشية للريف المصري تتكلف حوالي 40 مليار دولار .
وقال الرئيس السيسي ، في مداخلة خلال جلسة حوارية على هامش مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول (إيجبس 2022 ) اليوم الاثنين إن المواطن المصري لم يكن يتجاوب مع خطط الإصلاح الاقتصادي في الماضي ولكنه تجاوب الآن عندما لمس جدية من الدولة في تنفيذ تلك الإصلاحات، تحمل تبعات اقتصادية صعبة”، مبديا ترحيبه بالحضور من الوزراء والشركاء والشركات على وجودهم والذي يشكل دفعة قوية للموضوعات التي سيتم تناولها خلال المؤتمر.
وشدد الرئيس السيسي أن قارة أفريقيا كانت متأخرة عن التقدم الإنساني لأسباب تاريخية، مشيرا إلى أنه لا يجب أن تدفع الدول الأفريقية ثمن الآثار التي نجمت عن الاستعمار واستغلال مواردها مرة أخرى.
وقال السيسي “إن أفريقيا أضحت أقل قارات العالم تقدما وأكثرها في محدودية الدخل والفقر والجهل بشكل ضخم “، لافتا إلى أن نصف سكان القارة بدون طاقة ، كما قالت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي أن نصف سكان القارة ليس لديهم طاقة وأن نحو 400 ألف يموتون جراء استخدام الخشب والمواد الأولية في الإشعال، متسائلا : هل تستطيع الدول الأفريقية أن تتعامل مع متطلبات الطاقة الجديدة والمتجددة؟
وأضاف أن الدول الأفريقية ليست مستعدة حتى الآن لجذب استثمارات الطاقة الجديدة بسبب الصراعات وعدم الاستقرار ، مشيرا إلى أن تطوير البنية التحتية في أفريقيا يحتاج إلى استثمارات ضخمة.
وأوضح أنه لكي تتحول مصر لمركز أو محطة للطاقة كان لزاما أن تكون شبكة الكهرباء والنقل والتحكم والإنتاج الخاصة بها قادرة على استيعاب النقل لدول مثل ليبيا والسودان والأردن والسعودية وإسرائيل، متسائلا : هل تتوفر مثل تلك الشبكات في دول القارة الأفريقية؟
وقال الرئيس السيسي إن الاستثمار خلال فترة جائحة كورونا تراجع بشكل ملحوظ في العالم أجمع وهو ما أثر بشكل سلبي على الإنتاج على المستوى العالمي، موجها حديثه لشركات البترول والغاز أن يمكن مع عودة الحياة إلى طبيعتها يمكن زيادة الاستثمارات .
وأبدى الرئيس السيسي تطلعه بأن يخرج مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 27” المقرر عقده في شرم الشيخ نهاية العام الجاري بقرارات موضوعية ومتوازنة وعادلة حتى لا يتحمل الأفارقة نتائج الظروف التي مروا بها مرة أخرى.
وتساءل الرئيس عبد الفتاح السيسي عما إذا كانت أكثر من 50 دولة أفريقية جاهزة لتنفيذ التزامات الانتقال إلى استخدام الطاقة المتجددة خلال الثلاثين عاما القادمة في ظل حالة عدم الاستقرار وتنامي الإرهاب والتطرف ومحدودية القدرات الاقتصادية لبلدانها ؟
وأوضح الرئيس السيسي أنه لأسباب أخلاقية واقتصادية وإنسانية يجب إعطاء إفريقيا فترة انتقالية أطول ودعم قدراتها لتكون ثاني أكثر سوق بعد قارة آسيا حيث سيزيد إلى مليار ونصف خلال الأعوام الـ 20 أو الـ 30 القادمين لتصبح ثاني أكبر قارات العالم سكانا بعد آسيا وحتى يتثنى لها أن تصبح سوقا غنيا يستطيع شراء منتجات دول العالم الصناعية.
وأضاف أن إفريقيا سوق كبير ولكنه ليس غنيا لأن قدراتها كدول متواضعة، داعيا الدول الغنية إلى دعم القارة الإفريقية للنهوض وعدم إعاقة تقدمها واستغلال مواردها التي كانت سببا في غني الدول الاستعمارية خلال الستين أو السبعين عاما الماضية.
ودعا الرئيس السيسي الدول الغنية إلى مساعدة الدول الفقيرة، مشيرا إلى “أننا في مصر وفي ظل جائحة كورونا لم نرى فيها نهاية العالم لأن قدرات الإنسان العلمية قادرة على التغلب على أية صعوبات بفضل الله وبالتالي كانت مصر من الدول القليلة التي حققت نموا اقتصاديا ولم تتوقف مع الأخذ بكافة الإجراءات الاحترازية المطلوبة، وتعاملنا مع الجائحة بالمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، ولم نتوقف لحظة عن العمل، ولا يوجد لدينا اختلاف “فمصر قبل الجائحة هي نفسها بعد الجائحة”.
وفيما يتعلق بتداعيات تغير المناخ، أكد الرئيس السيسي ثقته في أن البشرية قادرة على تجاوز هذه التداعيات ، داعيا الأجيال القادمة إلى عدم الانزعاج في مواجهة هذه التحديات .
كما دعا الرئيس السيسي، الشركات المشاركة في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول (إيجبس 2022 ) إلى أن تكون صوت أفريقيا من الآن ولا تنتظر حتى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 27” المقرر عقده في شرم الشيخ نوفمبر القادم ، لمراعاة حاجة أفريقيا لبنية أساسية وأموال من ثرواتها الموجودة لتنتقل من خلالها من الوضع الحالي إلى استخدام الطاقة المتجددة بشكل أكبر وأوسع.
وفي ختام مداخلته، رحب الرئيس السيسي بالضيوف المشاركين في المؤتمر، متمنيا لهم قضاء وقت طيب في مصر، كما رحب بمذيع شبكة “سي إن إن” الأمريكية الذي أدار الجلسة الحوارية ودعاه إلى النزول إلى الشارع والحديث مع المواطنين ليرى الموقف في مصر على الطبيعة وإبرازه للعالم بكل موضوعية.