أخبارزراعة عربية وعالميةمقالاتمياه ورى

الدكتور صلاح يوسف يكتب : سد النهضة.. حوار دائر

الكثيرون متوترون بخصوص سد النهضة بعد زيادة قلقهم.. و الكثيرون يتصورون احداثا ومواقف ونتائج.. ثم يبنون على تصوراتهم استنتاجات وتصورات أخرى فى سلسلة لا نهائية..

ملخص الأمر..

حينما يكون أمر ما يمس الامن القومى المصري فهذا معناه إن هناك أناس كل عملهم واهتماماتهم فى الدنيا هو الحفاظ على الامن القومى المصري..

للأسف البعض يتناول الأمر على أسس نقد لا نهائى للسيد الرئيس، والبعض يتناول الأمر على ثقة لا محدودة فى السيد الرئيس..

الموضوع ليس كذلك

مصر دولة كبيرة حقا.. ودائما بها أجهزة ومؤسسات مسؤولة معنية بالأمن القومى مشغولة ليل نهار به.. هذه الأجهزة والمؤسسات ليست أسماءا ولكنها واجبات ومهام.. حينما تحدث الجميع عن تيران وصنافير قال السيد الرئيس بالحرف تقريبا ردا على منتقدى أمر الجزيرتين.. ألا يوجد بالمخابرات والقوات المسلحة رجل واحد آمين يعترض.. قاصدا بذلك أن سيادته لا يمكن أن يتصرف أو يتخذ قرارا يمس الامن القومى لأن المخابرات والقوات المسلحة بهما رجال امناء على مصلحة الوطن..

التقدير السياسي والقرارات السياسية تبنى على معلومات دقيقة للغاية ورسم خريطة التعامل مع الواقع والمستقبل يبنى على قواعد دقيقة.. بالتأكيد لا يمكن الافصاح عنها.. ولذلك المجتمع المدنى يرى ما يراه وينتقد ما يشاء ويرفض ما يشاء.. وهذا حقه بل واجبه.. ولكن فى النهاية الامور تتعلق بالأمن القومى الذى لن يسمح أحد من تلك الأجهزة المعنية بالأمن القومى بتعريضه للخطر..

أحيانا الحكومات لا ترغب فى العمل تحت ضغط عام، بالرغم من أن طبيعة العمل السياسي هى تناول الامور و قيادة المجتمع فى ظل الضغوط العامة والخاصة، وايضا بعض الجهات تتخذ مواقف سلبية أو متطرفة نوعا فقط لرفع الضغوط عن الحكومات، ومن الجانب الاخر فإن عامة الناس يتحدثون فى كل شئ.. وهذا حقهم.. دون معرفة دقيقة بالأمور أو دون معرفة دقيقة حتى بما تتخذه الحكومات من قرارات تتعلق بالحاضر والمستقبل، فقط الجميع يتعامل مع الصورة المرأية المشوهة تماما من قبل الإعلاميين المؤيديين قبل المعارضين، وكلاهما غير منضبط سياسيا ولا مهنيا.

يعز على جدا أن مصر الدولة الحقيقية كأقدم دولة فى التاريخ مازال الكثيرون يديرونها بسطحية لا تتناسب مع تاريخ هذا البلد..

اذن موضوع سد النهضة وما شابه من الموضوعات المتعلقة بالأمن القومى المصري هى دائما بين أيدى أمينة.. هذه الايادى هو ضمن مؤسسات الدولة التى تعمل بعيدا عن معظم العيون والاذان فى الخارج وفى الداخل.. ولا يظن أحد أبدا أن هؤلاء الرجال يهدرون بأى درجة أمن الوطن، ومن خلال قراءتى للمشهد أستطيع أن أجزم بأنهم يبذلون كل الجهد لحل كل المشاكل السياسية الاقليمية المتعلقة بنا فى إطار تحقيق الهدف بأدنى أو بدون اى خسائر أيا كان نوعها.. أنا لدى قناعة كاملة بذلك وأكاد أرى ما يفعلون استنتاجا وليس بيانات أو معلومات ، ولا يحق لى أن أتحدث عن هذا سواء كانت المعلومات متوفرة أو لا لأن أمور الامن القومى الحقيقية لا يتم تناولها على وسائل الاعلام ولا صفحات التواصل الاجتماعى، وما فقط يتم للترويج له هو لتمرير قرارات لصالح البلد وليس لصالح فرد أو أفراد أو حتى حكومات..

نهاية.. فإن الامن القومى المصري دائما هو مسؤولية محددة يقوم بها أجهزة ومؤسسات وطنية قادرة على حفظ أمن البلد وسلامة أراضيه.

فليطمئن الجميع.. وأنا من المطمئنين.. وهذا رأيي الشخصى وقناعتى.





مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى