تنوع التركيب المحصولى بالشكل العشوائى الذى نعيشه منذ الغاء الدوره الزراعيه بدعوى تحرير الزراعه بأن نترك للفلاح حريه اختيار مايزرع ويسوق وهو ماضاعف اعباء وزاره الموارد المائيه والرى لأستيفاء احتياجات مائيه متنوعه لمحاصيل مختلفه الانواع والمساحات القزميه !! هناك من يزرع قيراط باذنجان وآخر فدان قمح و ثالث عنب فى نفس الحوض الذى يستقبل مياه رى من مصدر واحد لا تملك بواباته ذكاءا اصطناعيا يؤهلها لتوزيع المياه ” بحاسه الشم ” التى تميز بين رائحه غيط القمح والتفاح او البرتقال !!
.استيقظت صباح اليوم على تليفون جارى المزارع بالنوباريه وحوله جمهور من الجيران يتحدثون جميعا كالعاده بصوت عال وفى توقيت واحد بحيث لا تفهم شيئا سوى ان هناك غضبا جماعيا لتأخر مناوبه الرى عن موعدها المعتاد ما افقد بعضهم الصواب خوفا على مزروعاتهم الاشبه فى تنوعها بما نطلق عليه ” سمك لبن تمر هندى ” وبالأخص فى ظل تزامن تأخر وصول المياه مع ارتفاع شديد فى درجه الحراره !!!.
اعتدت فى تلك المواقف سرعه اتهام المزارعين لمهندس الرى المسئول عن الزمام وتطاول بعضهم للأسف عليه كما يحدث مع اطباء استقبال الطوارئ بالمستشفيات فى هذ الزمن الردئ !! الذى شهد سابقه فى عصر آخر موقع مهندس الرى الوظيفى المرموق المنافس لحكمدار الشرطه !!.
اتصلت دون سابق معرفه بمهندس الرى للأستفسار فوجدته نموذجا مشرفا لمدرسه الرى المصريه العريقه حينما شرح لى الموقف بأن الفتره الحاليه تعرف فى نظام توزيع الحصص المائيه بكونها ” فتره اقل الأحتياجات ” لتزامنها مع وقف رى حوالى 3 مليون فدان قمح تمهيدا للحصاد وغيرها من المحاصيل الشتويه التى تقل احتياجاتها المائيه خلال تلك الفتره . نظرا لتنوع المحاصيل يتم اطلاق كميات ملائمه لسد احتياجات المحاصيل الاخرى ولكن بنظام ميكانيكى يقلل سرعه سريان المياه وبالأخص فى الترع والمساقى المتهالكه نتيجه التسرب الارضى وهو مايستلزم الاستمرار فى صيانه المجارى المائيه لزياده سرعه سريان المياه وتقليل الفاقد منها .
لكننى ارى اننا فى حاجه الان الى خريطه جديده للتراكيب المحصوليه وبالأخص فى الاراضى الجديده بحيث نستعيد بها امجاد الزراعه فى عصورها السابقه قبل تفتييت الملكيه والحيازات وغيرها من الاسباب والسياسات التى فقدنا معها مناطق الانتاج المتخصصه حينما عرفت الاسماعيليه بجوده انتاجها من المانجو والشمام وعرفت اشمون بجوده القطن وعرفت الصعيد بالرمان المنفلوطى والى آخره من مناطق متخصصه فى انتاج محاصيل تتمتع بمزايا نسبيه بها عن غيرها مما ييسر ايضا تقدير الاحتياجات المائيه لها وتوفيرها فى التوقيتات المناسبه .
اصابتنى واقعه اليوم بالقلق من استثمار بعض المتربصين بالأستقرار فى القرى لها مما يستوجب اعاده النظر فى التراكيب المحصوليه لتتوافق مع واقعنا الحالى والمستقبلى