الدكتورة هدى قراعة تكتب: طفيل “الكريبتوسبوريديم بارفم ” فى الحليب الخام و أثره على صحه الانسان
يعد اللبن من اهم الأغذية التى تحتوي على جميع المواد الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان. حيث يعتبر أحد المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم المهم لتكوين العظام والأسنان و الحفاظ عليها ، بالاضافة الى كونه مصدر غني للبروتينات عالية الجودة لأحتوائه على كل الأحماض الأمينية الأساسية المهمه لبناء العضلات ونموها والحفاظ عليها. كما أنه يحتوى على كل من البوتاسيوم والفسفور والحديد والصوديوم وفيتامينات (أ) و(ب) و(ج).
- التعرف على الطفيل:
يسبب طفيل الكريبتوسبوريديم بارفم Cryptosporidium parvum)) مرض الكريبتوسبوريديوزيس Cryptosporidiosis)) الذى يعد من الامراض الطفيلية المشتركة بين الإنسان و الحيوان واسع الانتشار فى مختلف انحاء العالم. يعد هذا الطفيل مسببا مهما للاسهال في الإنسان و مختلف الحيوانات. حيث يؤدى الى حدوث اسهال مائي لفترة زمنية قصيرة في الاشخاص ذوي المناعة السليمه وعادة ما تختفي العدوى خلال أسبوع أو إثنين, لكنه يؤدى فى الافراد ذوي المناعة الضعيفة ونقص المناعه والرضع في البلدان النامية والعالم الثالث الى الاسهال المستمر لفترة طويلة التى تهدد حياتهم. ويمكن الوقاية منه عن طريق اتباع طرق النظافة الشخصيه. و يتم تشخيص الطفيل بالفحص الميكرسكوبى لمسحات اللبن أو البراز المصبوغه بصبغة زيل نلسن المعدلة أو باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل.
- مصادر التلوث بالطفيل:
يعد كريبتوسبوريديم بارفم من الطفيليات المهمة حيث أنه يحدث إصابة ذاتية للعائل وله قدرة وبائية عالية من خلال دورة حياته القصيرة التي يقضيها في العائل مع قابلية الاكياس البيضيه على الاصابة المباشرة التى لا تحتاج الى مدة زمنية. تتم الإصابة عن طريق لمس الفم باليد الملوثه بالفضلات أو شرب المياه أو تناول الطعام الغير مطهو والملوث بالطفيل مثل اللبن الخام ومنتجاته و ذلك لارتفاع معدل تواجد الطفيل في مزارع الألبان. حيث يبدأ المرض عند إبتلاع الاكياس البيضيه وإنتقال الطفيل إلى الأمعاء حيث يستقر في جدار الأمعاء مما يؤدى الى إنتاج المزيد من الاكياس البيضيه التى تخرج بكميات كبيرة في الفضلات كمصدر للعدوى. الاطفال اكثر عرضة للاصابة بالمرض من البالغين من عمر ٦ أشهر إلى ٣ سنوات و لان الطفيل يصيب الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة فان تأثيره المرضي أكثر شدة من الحيوانات ونسب الإصابة متباينة ففي أمريكا ١٥ % وقد تصل إلى١٠٠% في دول العالم الثالث ، كذلك ينتشر في المناطق المزدحمة كمناطق تجمع الأطفال) رياض الأطفال) وكذلك في المناطق الريفية حيث التعامل المباشر مع الحيوانات.
- أعراض الاصابه بالمرض:
عادة ما تبدأ أول أعراض مرض الكريبتوسبوريديوزيس خلال أسبوع من تاريخ الإصابة. و يعد تكاثر هذا الطفيل في أمعاء الإنسان سببا مهما لإصابتها بالألتهابات المعوية والإسهال والتقيؤ وفقدان الشهية وفقر الدم. يعتبر الإسهال من الاعراض الخطيرة و أحد الاسباب الرئيسية للوفيات بين الاطفال دون سن الخامسة من العمر. كما قد تحدث بعض من المضاعفات عند الإصابة بهذا المرض كسوء التغذية ، الجفاف، فقدان الوزن، التهابات القناة الصفراوية، الكبد و البنكرياس.
- كيفيه العلاج من المرض:
نظراً لعدم وجود علاج فعال لهذا المرض في الوقت الحاضر فانة يتم أستخدام بعض الادوية مثل ميترونيدازول التي تقلل من عدد الاكياس البيضيه ولكنها لا تقتل الطفيل بشكل نهائي.
- طرق الوقايه من المرض:
يعتبر الكريبتوسبوريديوم واحد من الطفيليات التى يصعب القضاء عليها و ذلك لمقاومتها العالية للعديد من المطهرات كما يمكنه التواجد للعديد من الشهور في درجات الحرارة المختلفة على الرغم من إمكانية تدمير الطفيل عن طريق التجميد أو الغليان. لذا يجب القيام بالإجراءات الوقائية لمنع إنتقال العدوى و ذلك عن طريق النظافة الشخصية بغسل اليدين لمدة عشرين ثانية على الأقل بالصابون والماء قبل الأكل وبعده و بعد التعامل مع الحيوانات المنزلية والأليفة وغسل الفواكه والخضروات بالمياه النظيفة جيداً قبل تناولها مع تجنب تناول الأطعمة الغير مطبوخة أو التي يشتبه في تلوثها بالطفيل.
باحث اول طفيليات / هدى محمد محمد قراعه معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية -مصر