أخباررئيسيمقالات

الدكتورة أميمة رمضان تكتب : خطر الإصابة بديدان الفاشيولا فى الحيوان والإنسان   

تعتبر ديدان الفاشيولا احد الديدان الكبدية ومن أهم الطفيليات التى تصيب الأبقار ,الجاموس ,الماعز,الأغنام والفصيله الخيليه والجمال وهذه الديدان تسبب خسائر اقتصادية كبيره لمشاريع الثروة الحيوانيه.هذه الديدان يمكن أن تصيب الإنسان أيضا.

يوجد نوعان من هذه الديدان هما الفاشيولا هيباتيكا( الكبدية العادية) والفاشيولا جيجانتيكا (الدودة الكبدية العملاقه)

توجد الدودة الناضجه فى القنوات المراريه أما الدودة الغير ناضجه فتوجد فى أنسجة الكبد والديدان الناضجه ديدان كبيره فى الحجم نوعا ما بالمقارنة بالديدان المفلطحه الاخرى

دورة حياة ديدان الفاشيولا:

1:مرحلة نمو بعيدة عن الحيوان حيث تخرج بويضات مجهرية لا ترى بالعين لهذه الديدان مع براز الحيوان المصاب فى المياة العذبه حيث ينمو الجنين بداخلها ويخرج منها طور يخترق قوقع يسمى الليمنيا يعيش فى هذه المياة العذبه.ينمو هذا الطور داخل قوقع الليمنيا وينتج عن هذا النمو خروج طور له ذيل يسبح فى الماء يسمى السركاريا التى تفقد ذيلها وتلتصق على أوراق الأعشاب والنباتات المختلفه حيث تتحوصل عليها لتكون الطور المعدى الذى يصيب الحيوان أو الانسان عند تناول هذه الأعشاب أو النباتات أو الخضروات المختلفة المصابة .يظل هذا الطور المعدى قادر على إحداث العدوى لمدة تصل إلى 6 أسابيع أو اكثر فى الظروف الجوية المناسبة.

2:طور ينمو داخل أنسجة الكبد وينتج عنه انزيمات تؤدى إلى تلف الكبد ويتغذى على الخلايا مما يؤدى الى تكوين ممرات داخل انسجة الكبد حيث يعيش  وينمو داخلها لمدة تصل من شهرين إلى ثلاثة أشهر وفى هذه المرحله لا تظهر أعراض مرضيه  على الحيوان غالبا إلا نقص فى معدلات النمو وهى تعتبر أخطر مراحل دورة حياة الطفيل .

3:طور بالغ ويكون داخل القنوات المراريه ويبنتج عنه تليف وضيق أو انسداد فى القنوات المرارية مع حدوث خلل فى إفراز العصارة المراريه التى تحتوى على انزيمات تساعد على هضم وامتصاص الغذاء علاوة على انها تتغذى على الجدار الداخلى لهذه القنوات وتكون غالبا مصحوبة بأعراض ظاهره على الحيوان.

الدودة الناضجه تضخ عدد كبير من البويضات يخرج مع العصارة المراريه إلى الامعاء ثم الى خارج الجسم مع البراز لتتكرر دورة حياة الطفيل .

الأعراض

1:أعراض الإصابة الحادة

تحدث الإصابه الحادة بديدان الفاشيولا عادة فى الأعمار الصغيرة للأغنام والماعز وهى عبارة عن نفوق مفاجىء دون سابق أعراض وفى بعض الحالات يسبق النفوق ظهور أعراض فقر دم وفقدان شهيه مع خمول واضح . ينتج هذا الشكل المرضى من ابتلاع أعداد كبيره من الطور المعدى المتحوصل مرة واحده حيث يتبع ذلك هجرة اعداد كبيره من الديدان الغير ناضجه إلى أنسجة الكبد فيؤدى إلى تهتكها مع حدوث نزيف داخلى ونفوق مفاجىء للحيوان.

2: أعراض الإصابة المزمنه

تحدث الإصابة المزمنه لديدان الفاشيولا فى الأغنام,الأبقار,الجاموس,الخيول,الابل. يظهر على الحيوان إصفرار فى الأغشية المخاطية ويحدث اسهال وأحيانا إمساك فى بعض الحيوانات ونقص فى الشهية مع هزال واضح .يحدث جفاف وتقصف للصوف أوالشعروسقوطه وينتج عن ذلك وجود مساحات خالية  على جسم الحيوان. يحدث أيضا استسقاء يؤدى إلى ظهور ورم أسفل الذقن بين الفكين كما يمكن أن يحدث ورم فى الأرجل.

التشخيص:

يعتمد تشخيص الإصابة بالفاشيولا على :
1- الأعراض الإكلينيكية كما تم ذكرها  .
2- اكتشـاف بويضــات الفاشـيولا فـى الحيوانـات المصــابة وذلـك بفحــص عينـة مـن البـراز بالمجهر الضوئي باختبار يسمى إختبار الترسيب.
3- الكشف عن الديدان البالغة فى القنوات المرارية عند إجراء الصفه التشريحية أو بعد الذبح.

يلاحظ فى كثيرمن الأحيان عدم وجود بويضات الفاشيولا بالفحص المجهرى برغم وجـود الإصـابة ويرجع ذلك الى ما تسببه الديدان من تغيرات باثولوجية فى القنـوات المراريـة والـذى يـؤدى إلـى إنسـدادها. كمـا أن ديـدان الفاشـيولا لا تضـع البويضـات بصـفة دوريـة ومنتظمـة أو فـى حالـة العـدوى المبكرة أثناء فترة الحضانة.

4-الكشف عن وجود أجسام مناعية للطفيل بإستخدام الإختبارات السيرولوجية المختلفة.

طرق المكافحة والوقاية:

1-الفحص الدورى للحيوانات وعلاج المصاب منها بالأدوية المناسبة.

2-العلاج الجماعى للحيوانات بصفة دورية ومنتظمة.

3-عدم رعى الحيوانات بالقرب من حواف الترع والمصارف المائية واستخدام مياه نظيفة للشرب.
4-مكافحة العائل الوسيط وهو قواقع الليمنيا باستخدام المواد الكيميائية الاّمنة .

5-إستحدام الطرق البيولوجية لمكافحة القواقع مثل زراعة بعض النباتات مثل نبات الدمسيسة على حواف المجارى المائية والتى لا تسبب تلوث للبيئة المحيطة.

6_تطهير المجارى المائية من الحشائش الضارة التى تكون بيئة صالحة لنمو الطور المعدى عليها.

الإصابة بالديدان الكبدية فى الإنسان.

يصاب الإنسان بنفس الطريقة التى يصاب بها الحيوان وذلك نتيجة تناول الخضروات مثل الخس والجرجير الملتصق عليها الطور المعدى الذى يصل إلى الكبد ويكتمل نموه داخله ويسبب تليفة .فى بعض الاحيان لا تكتمل دورة حياة الطفيل قبل ان يصل الكبد ويسير مع تيار الدم ليصل إلى أى عضو من أعضاء الجسم مثل الرئه أو القلب أو المخ أو الطحال أو حتى العضلات ولا تنمو بداخلها الى الطور البالغ بل تبقي بداخلها كيرقة مسببه أوراما واّلاّم شديدة.

تعتمد الوقاية من الإصابة فى الانسان على المكافحة والوقاية أولا فى الحيوان والتوعية والتثقيف الصحى المستمر للانسان .عدم غسل الخضروات فى الترع والمصارف المائية.الفحص الدورى للإنسان فى المناطق المعرضة للاصابة وعلاج المصاب .نقع الخضروات فى محلول الخل او الليمون بتركيز 1% لمدة 10 دقائق ثم غسلة جيدا  بالماء الجارى النظيف.


د/أميمة رمضان عبد الفتاح صابر  – ماجستير العلوم الطبيه والبيطريه 2018 – قسم طفيليات الحيوان – مساعد باحث –  معهد بحوث الصحه الحيوانيه المعمل \معمل الفيوم    – مركز البحوث الزراعية – مصر

 

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى