قرن الفلفل الحريف يقي من الجلطات!!! الصعيد مستودع المعرفة!!!
كعادته أمتعنا الصديق العزيز الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الجليل رئيس المكتب الزراعي في السفارة المصرية بواشنطن ومدير الأكاديمية العربية للمياه ورئيس المفوضين الأفارقة في إتفاقيات التصحر التابعة للأمم المتحدة ورئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق بخفة الدم المعهودة بما دار في زيارته الأخيرة لمكتبة الأستاذ الدكتور/ مصطفي جوده، أستاذ هندسه المواد ورئيس الجامعه البريطانية الاسبق ورئيس جامعه العاصمه الحالي وأثني علي سيادته كونه صعيدي قناوى يعتز بجذوره التي لم تنجح عشرون سنه قضاها دارسا وأستاذاً بارقي جامعات الولايات المتحدة الأمريكية في المساس بشعيره واحده من تلك الجذور التي سوف يوثقها في كتابه وشيك الصدور بعنوان ” من قنا إلي سان فرانسيسكو”!!!
ولم ينسي الدكتور، عبد الجليل أن يضع بعض البهارات علي أحداث الزيارة بتصريحه بأن الدكتور/ مصطفي قد أتحفه صباح يوم الزيارة ككل صباح بمعلومه صعيديه تراثيه تستند لمراجع طبيه بريطانيه عن سر تعاطيه قرن فلفل حريف مع الوجبات ذاكراً بأن الفلفل الشطه يمنع الجلطه!!! وأن مفعوله أفضل من الأسبرين!!! معتبراً إياها أنها نصيحه من عالم صعيدي مثقف يملك أعظم مكتبه من نوادر الكتب ..وقد تفاعلنا مع هذه المشاركة في موقعها لسببين أنها من صديق ودود له عندي كل تقدير وإحترام ومعزة هو الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الجليل وأنها تدور حول حديث كان الأستاذ الدكتور/ مصطفي جوده بكل ثقله الأكاديمي والثقافي طرف فيه .. وقد أثني صديقنا العزيز الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الجليل علي تعقيبنا وطلب مني أن أنشره علي صفحتي لتعم فائدة ما جاء به من معارف رغبة منه في توسعة نطاق الفائدة فاستجبنا فوراً لطلب سيادته فأمثال الدكتور/ عبد الجليل لا يمكن أن يرفض له طلباً!!!
والآتي تعقيبنا:
“ثمار نبات الفلفل المعروف علمياً بالـ Capsicum annum والتابع للعائلة الباذنجانية (Fam: Solanaceae) يحتوي علي مادة الـ Capsaicin التي تحمي من الجلطات بطريقة غير مباشرة ذلك لأنها ترفع من معدل التفاعلات الأيضية بالجسم (Metabolism) خاصة الدورة اللولبية المعروفة بالـ B-Oxidation والتي يتم فيها حرق الأحماض الدهنية وبالتالي تقليل تخزين الدهون فيمنع السمنة (Obesity) كما أنها تخفض من تدفقات الإنسولين (Insulin spikes) لدي مرضي السكر خاصة من النوع الثاني (Type II) مما يحمي طبقة الخلايا الطلائية (Endothelia) المبطنة للأوعية الدموية والتي تؤدي هشاشتها وتحطمها إلي حدوث الجلطات .
وعليه فهو يمنع الجلطات بآلية تختلف تماماً عن آلية منع الـ Acetyl salicylate المعروف لدينا بالـ Aspirin والذي يقوم بمنع تكون الجلطات بتثبيطه لإنزيم الـ Cyclooxygenase-1 الموجود في الصفائح الدموية (Blood platelets) وبكرات الدم ذات الأنوية العملاقة (Megakaryocytes) مما يؤدي إلي منع تكون العامل المسمي بالـ thromboxane A2 والمعروف إختصاراً بالـ TXA2 والذي يؤدي إلي إنقباض الأوعية الدموية وتجمع الصفائح الدموية التي تمثل الخطوة الأولي في تكون الجلطات.
غير أن النتيجة واحدة كما أشار الدكتور/ مصطفي وهي تقليل فرص تكون الجلطات!!! ولكن حتي لا يتصور البعض أن تناول قرن فلفل حار يمكن أن يكون بديلاً لتناول الأسبرين الموصوف لبعض المرضي للحفاظ علي سيولة الدم وتقليل إحتمالات تكون الجلطات وجب التنويه بأن هذا لن يكون عمل منصوح به ولمن يطيق يمكن الجمع بين الأسبرين وقرن فلفل الدكتور/ مصطفي أطال الله في عمره!!!
والجدير بالذكر أن مادة الـ Capsaicin في قرن فلفل الدكتور/ مصطفي والتي تتواجد في كل أنسجة الثمرة خاصة المشيمة (Placenta) وهي النسيج المتصل به البذور داخل الثمرة والتي يلقيها معظم غير العارفين لا تحمي فقط من تكون الجلطات بل أثبتت البحوث أنها تقي أيضاً من السرطانات خاصة سرطان البروستاتا في الرجال وسرطان الثدي (Mammary cancer) في النساء وكذا من إلتهابات المعدة الناتجة عن البكتيريا Helicobacter pylori المسببة لقرحة المعدة (Peptic ulcer) كما وجد أنه يعالج الصدفية (Psoriasis)!!!
ماقاله الأستاذ الدكتور/ مصطفي عن الفلفل يدخل ضمن إطار مايعرف بالطب التقليدي (Traditional medicine) أو ما نسميه نحن أحياناً بالطب الشعبي (Folk medicine) وهو مجموعة المعارف التقليدية التي تجمعت عبر الأجيال داخل المجتمع المعين قبل عصر الطب الحديث القائم علي إتباع المنهج العلمي للبحث (Scientific medicine)، وهو طب معترف به من منظمة الصحة العالمية (WHO) ولولاه ما بقت مجتمعات كاملة علي قيد الحياة حتي يومنا هذا!!!
والجدير بالذكر مادام قد جاء ذكر الصعيد والصعايدة أن قدماء المصريين الذين بنوا ملكهم في صعيد مصر كانوا أول من سجل مرض شلل الأطفال (Poliomyelitis) في رسوماتهم المنحوته علي الجدران من أكثر من 4000 عام قبل أن يكتشف العالمان Dmitri Ivanovsky و Martinus Beijerinck الفيروسات أصلاً من أقل من 130 عام فقط وهو المرض الذي تضمر فيه عضلات أحد الرجلين (Muscular atrophy) مع قصرها عن الرجل الأخري في وقت لم يكن الفيرس ولا حتي باقي المسببات المرضية الأخري قد عرفت!!!
الصعيد مستودع المعرفة! تحياتي للجميع الصديق العزيز الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الجليل الذي أتاح لنا الإستمتاع بحواره مع الأستاذ الفاضل الدكتور/ مصطفي جوده وما جاد به من مخزون جوده من خبرة السنين!!!
الأستاذ الدكتور/ السيد السيد وجيه
أستاذ الفيرولوجي والبيوتكنولوجي،
ورئيس قسم أمراض النبات سابقاً – كلية الزراعة – جامعة الإسكندرية،
دكتوراة (PhD) في الفيرولوجي من الكلية الإمبراطورية
(كلية العلوم والطب) جامعة لندن،
درجة عضوية الكلية الملكية للعلوم (DIC) بلندن،
دبلومة التعليم (Education) جامعة كمبريدح-بريطانيا.
و”رئيس تحرير” (Editor-in-Chief) المجلة الدولية للفيرولوجي
(International Journal of Virology)
بالولايات المتحدة.