أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمقالاتمياه ورى

الدكتور نصر علام يكتب : أثيوبيا والسودان وأزمة سد النهضة (2)

نجحت أثيوبيا لدرجة كبيرة فى الهيمنة على دول القرن الأفريقى خلال العقود القليلة الماضية، وذلك فى ظل تراجع مصرى ملحوظ ودعم غربى كبير حتى أصبحت أثيوبيا الدولة الحبيسة تسعى لإمتلاك إسطول بحرى كبير للتوسع الإستراتيجى فى المنطقة،

حتى أن القوى الدولية والعربية الذين لهم قواعد عسكرية فى المنطقة لها علاقات متينة مع أثيوبيا كشرط لاستقرار هذه القواعد ومنهم دول الخليج ودولة تركيا.

وأصبح لأثيوبيا قوات عسكرية فى معظم دول القرن الأفريقى بما فيها السودان تحت مسميات مختلفة منها قوات حفظ السلام وقوات مكافحة الإرهاب وغيرها من المسميات المقبولة دوليا.

ورئيس الوزراء الحالى لم يتم انتخابه من قبل الشعب بل من قبل الحزب الحاكم والبرلمان والدعم الغربى الكبير، أما الإنتخابات فهى مؤجلة الى حين (فى ظل تواطؤ الغرب ومنظمات حقوق الإنسان الدولية الملاكى). أثيوبيا دولة متعدية على جميع المستويات مع جيرانها من إحتلال عسكرى فى الصومال، وإستيلاء على أراضى الجيران فى السودان وإريتريا، وهيمنة على الموارد المائية المشتركة مثل نهر “أومو” مع كينيا ونهرى شبيلى وجوبا مع الصومال.

وأثيوبيا دولة لا تحترم قواعد القانون الدولى فى إنشاءات السدود من إخطار مسبق للدول المشاركة كما حدث مع سد تاكيزى المشترك مع إريتريا والسودان ومصر والسد الجارى حاليا بناءه على السوباط والمشترك مع جنوب السودان والسودان ومصر، والسدود الصغيرة المتعددة على النيل الأزرق وكذلك سد النهضة.

وقواعد الإستخدام العادل للإنهار المشتركة التى تتغنى بها أثيوبيا، لم تلتزم بها على الإطلاق مسبقا فى أى من أنهارها المشتركة حتى مع كينيا والتى وقعت معها على إتفاقية عنتيبى.

هذه هى أثيوبيا التى نتفاوض معها دون طائل لمدة عشر سنوات وهى مستمرة فى بناء سد النهضة وفى ملئه دون معارضة إقليمية أو دولية.

الخلاصة أنّ أثيوبيا (فى رأيى الشخصى) لا تحترم قانون دولى أو إقليمى،دولة ذات تعديات عسكرية متعددة على جيرانها، دولة مهيمنة على الأنهار المشتركة التى تنبع أو تمر بأراضيها، تحظى بدعم دولى غربى وشرقى بالحق والباطل، بها العديد من إستثمارات دولية وحتى من دول عربية شقيقة وصديقة، دولة غير مستقرة وهشة ومتناحرة من الداخل وغير مستقرة سياسيا وإقتصاديا ومحدودة عسكريا, وأثيوبيا تعانى من العديد من الأزمات الملتهبة القابلة للإشتعال فى أى وقت وحين.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى