الأخلاق هى جواز المحبة فى الدنيا والآخرة من أجل النعم التى يمنحها الله للإنسان أن يرزقه بحسن الخلق، فهى أغلى مفتاح يمكن أن تملكه حتى تفتح به القلوب وتالف النفوس وتجمع بين المتنافرين. .ولذلك الأخلاق ركن أساس فى رسالة الإسلام، بل هى القاسم المشترك بين الشرائع جميعًا .
فلا توجد شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو عقوق الوالدين، أو أكل مال اليتيم، أو الظلم، والأخلاق الفاضلة دليل على حياء الإنسان وكان رسول (صلى الله عليه وسلم). : “إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت”.
وصاحب الأخلاق السيئة يخسر أقرب الناس إليه ويفقد اصدقائه الواحد تلو الآخر بل ستجد الجميع يفر منه تفاديا لسوء أخلاقه.
و من خرج عن الأخلاق والقيم خرج على سائر الشرائع السماوية والتعاليم الإلهية، وانسلخ من القيم الإنسانية،
ويكفيك شرفا ان يكون الرسول قدوتك فلقد مدحه القرآن بقوله :” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، ولما سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة (رضى الله عنها) عن أخلاق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قالت : ” كان خلقه القرآن”،
والهدف الأسمى لرسالة النبى (صلى الله عليه وسلم ) هى :” إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ”،
والأخلاق تدخلك الجنة وتقربك من موقع النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة قال (صلى الله عليه وسلم) : ” أن أَحَبَّكُمْ إلى وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إلى وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ ”،
ولما سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ) : مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : ” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ”
الأهم .
أن نبتعد عن الشعارات وان تكون أخلاقنا قدوة والعمل أكثر من الكلام , وأن يكون عملنا خالصا لوجهه سبحانه , مبتغين فى ذلك كله رضاه سبحانه وتعالى , مؤثرين طاعته ورضاه على الدنيا وما فيها, دون رياء أو نفاق أو تكسب بالدين أو متاجرة به .
و هناك أية جمعت أصول فضائل المعاملة الحسنة قال تعالى: ” خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ “،
وكلما كان المؤمن أكثر أخلاقًا كان أكمل إيمانا.
و العبادات لا يمكن أن تؤتى ثمرتها المرجُوّة إلا إذا ظهر أثرها فى سلوك المرء وأخلاقه وتعامله مع الآخرين، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، ومن لم ينهه حجه وصومه عن اللغو والرفث والفسوق فما انتفع بحج ولا بصيام
رزقنى الله واياكم حسن الخلق
ا.د ابراهيم درويش – وكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة – جامعة المنوفية