الدكتور احمد المفتى يكتب : ” فزورة ” بدء الملء الأول .. هل يفطن لها السودان ومصر ؟!!
اولا : لا أحد ينكر أن مكتب رئيس الوزراء الأثيوبي ، قد أعلن بتاريخ 27 يونيو 2020 ، الموافق اليوم الثاني للقمة الإفريقية المصغرة الأولي ، بأن إثيوبيا ، سوف تبدا الملء الاول للسد خلال أسبوعين .
ثانيا : ولا أحد ينكر ، أن ذلك الموقف الأثيوبي ، قد أعلن من قبل ، مرات عديدة في كافة وسائل الإعلام .
ثالثا : كما اعلن التلفزيون الأثيوبي الرسمي ، نقلا عن وزير الري الأثيوبي ، بالأمس الأربعاء 15 يوليو الجاري ، أن إثيوبيا بدأت الملء الأول للسد بإجراء منفرد ، و لقد ظل مدير مكتب تلفزيون الجزيرة باديس ابابا ، الأثيوبي الجنسية ، يوكد تلك المعلومة ، بالأمس الأربعاء 15 يونيو ، عشرات المرات علي الهواء مباشرة ، وقد وافقه علي ذلك كل المحللين الأثيوبين ، الذين ظهروا معه علي قناة الجزيرة .
رابعا : ولا شك أن تلك الخطوة ، قد أدخلت إثيوبيا في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي ، لأن مجلس الأمن قد سبق له ان طلب من إثيوبيا عدم التصرف بإرادة منفردة ، وكذلك مع الاتحاد الأفريقي ، ومع السودان الذي قدم تقريرا يوم الثلاثاء 14 يوليو الجاري ، للاتحاد الإفريقي .
خامسا : وفجأة تنفي إثيوبيا الملء الأول بإجراء منفرد ، مبررة أن ما حدث هو مجرد أمطار غزيرة تجمعت خلف السد ، ونسيت أن السودان أعلن بالامس أن محطة الديم الحدودية ، سجلت انخفاضا وقدره 1.27 مترا عن منسوب العام الماضي ، وأن ذلك يعني أن إثيوبيا قد بدأت الملء بإجراء منفرد ، حيث ان الأمطار ، ترفع منسوب المياه في السودان ، ولا تخفضه ، وأن السودان يرفض الملء بإجراء منفرد .
سادسا : وحل الفزورة ، في اعتقادنا ، هو أن جهة دولية حادبة علي مصلحة إثيوبيا ، وتعلم أن إثيوبيا قد بدأت الملء الأول بإجراء منفرد ، منذ مدة ، قد لامت إثيوبيا علي تصريحاتها ، وطلبت منها نفي تلك التصريحات ، ومواصلة المفاوضات ” العبثية ” ، لأطول مدة ممكنة ، وفي ذات الوقت الاستمرار في الملء الأول بإجراء منفرد ، دون الإعلان عن ذلك رسميا ، حتي يصبح أمرا واقعا .
سابعا : وفي اعتقادنا ، ان أهمية نكران بدء الملء الأول ، والاستمرار في المفاوضات ، لم تكن بخافية علي إثيوبيا ، ولكنها كسبت بتصريحها بالملء الأول ، الشارع الأثيوبي ، لأن السد في حقيقته مشروعا سياسيا ، وليس مشروعا فنيا ، ثم تعود بالمياه إلي مجاريها مع السودان ومصر ، ببضع كلمات دبلوماسية ، وعندنا مثل سوداني قبيح لذلك الأمر ، ثقل علي أن أذكره .
الدكتور أحمد المفتى – خبير سودانى دولى فى المياه ومدير مركز الخرطوم لدراسات حقوق الإنسان – عضو لجنة التفاوض السودانية المستقيل حول سد النهضة .