الدكتورة زينب حمزة تكتب: تأثير التغذية الشتوية على تطور طوائف نحل العسل ونظام مضادات الأكسدة
يعتبر نحل العسل (أبيس ميلليفيرا) من بين الحشرات الاقتصادية الأكثر أهمية ليس فقط لمقدرته على إنتاج العسل ولكن أيضا بسبب دوره في تلقيح العديد من المحاصيل ذات الأهمية الاقتصادية. تعتمد35% من وجبة الانسان علي الملقحات الحشرية ومن اهم هذه الملقحات حشرة نحل العسل. يساهم نحل العسل في توفير مصدر للدخل كلي او جزئي لبعض الافراد وبالتالي تنمية المجتمع. يتكون الغذاء الطبيعي لنحل العسل من حبوب اللقاح والرحيق أو العسل حيث يتم جمعهما من ازهار النباتات. توفرحبوب اللقاح المواد الغذائية الرئيسية اللازمة للنمو والتطور. حيث تحتوي حبوب اللقاح على مجموعة من المواد الغذائية وتشمل البروتينات والأحماض الأمينية والدهون والأحماض الدهنية والأستيرولات والكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات وكذلك المعادن ومضادات الأكسدة والفيتامينات. ويعتبر رحيق الازهار المصدر الرئيسي للطاقة لنحل العسل ويتكون في الغالب من السكريات والمياه.
يعتمد بقاء طائفة نحل العسل على قيد الحياة على توافر حبوب اللقاح (البروتينات، الدهون، العناصر الغذائية الدقيقة) والرحيق (الكربوهيدرات). تناول حبوب اللقاح المتنوعة من قبل نحل العسل له تأثيرات علي طول العمر والعديد من المؤشرات الصحية الفسيولوجية والأيضيه والكفاءة المناعية لتحمل الأمراض ومقاومة المبيدات الحشرية.
فقد نحل العسل اصبح مشكلة تهدد العالم ككل
كما ذكرنا أهميه نحل العسل من منتجات (عسل – بربوليس – شمع – حبوب لقاح -عذاء ملكات) وتلقيح المحاصيل وهي الاهم التي تهدد العالم حيث كثيرا من المحاصيل تعتمد بشكل كلي او جزئي علي نحل العسل في التلقيح وايضا جودة الثمار. يتعرض النحالين لفقد مستمر لطوائف نحل العسل حيث تصل نسبة فقد الطوائف إلى 45 ٪. ومن الجدير بالذكر ان بعض مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة قد عانت من زيادة في فقد طوائف نحل العسل. كثير من باحثين العالم أهتم بدراسة الاسباب والعوامل المحتملة التي تسبب فقد طوائف نحل العسل.
العوامل المؤدية لفقد طوائف نحل العسل
هناك العديد من العوامل المختلفة التي تم رصدها تسبب فقد في طوائف نحل العسل مثل الآفات والأمراض، وإدارة النحل ، والعوامل البيئية مثل الطقس، والممارسات الزراعية كأستخدام المبيدات وتوافر ونوعية مصادر الغذاء. هناك جهود دولية لمحاولة معرفة وفهم المسببات والعوامل الي تؤدي الى فقد طوائف نحل العسل (COLOSS), حيث تم إجراء سلسلة من الدراسات الاستقصائية في العديد من بلدان العالم لفهم الوضع والأسباب المحتملة لاستمرارية فقد طوائف نحل العسل. تعتبر فترة الشتاء (فترة عدم وجود غذاء لنحل العسل) من أصعب فترات السنة بالنسبة لنحل العسل ومن أهم اسباب فقدة من خلال دراستنا السابقة. بالتالي قمنا بدراسة تأثير التغذية الشتوية على تطور طوائف نحل العسل ونظام مضادات الأكسدة (المناعة).
تأثير التغذية الشتوية على تطور طوائف نحل العسل ونظام مضادات الأكسدة.
تم دراسة تأثير التغذيه الإضافية (الوجبه الصناعية + محلول سكري مضافا اليه فيتامين سي) لفتراتِ مختلفةِ (التغذيه لفترة 12, 15 و18 إسبوع) بينما تم تغذية المجموعة الضابطة (كنترول) بمحلول سُكّرِي فقط على تطور طوائف نحل العسلِ – وذلك من حيث الحضنه المغلقه، تعداد النحل البالغ والمحتوى البروتينِي و مضادات الاكسده في شغالات نحل العسل المنسلخة حديثا (عمر من 0 الى 24 ساعة) في الفترة مِنْ أكتوبر إلى مارس من كل عام – لعامين متتاليينِ (2016/2017 و2017/2018). بصورة عامة أوضحت النتائج زيادةُ معنويه في جميع القياسات في طوائف نحل العسل التي تم تغذيتها بوجبات صناعية اضافية لفترات مختلفة مَقارنة بالكنترول (تغذية بمحلول سكري فقط). وسجّلتْ الطوائف التي تم تغذيتها لفتره 18 إسبوعِ أعلي معدل للحضنه المغلقة وأعلي تعداد للنحل البالغ بالمقارنة بالمعاملات ألاخرى (التغذيه لفترة 12 أو15 إسبوعِ). وأوضخت النتائج أيضاً زيادة معنوية لنشاط إنزيمات سوبر أوكسيد ديسميوتيز (SOD) وكاتاليز (CAT) ومستويات جلوتاثيون (GSH) ومالونداهيد (MDA) في شغالات نحل العسلِ في الطوائف التي تم تغديتها لفترة 18 إسبوعِ بالمقارنة بالمعاملات ألاخرى (التغذيه لفترة 12 أو15 إسبوعِ أو الكنترول).
وبصفة عامة نستنتج من هذة الدراسة: أن التغذية الصناعية الإضافية (الوجبة الصناعية + محلول سكري مضاف اليه فيتامين سي) أثناء فصلِ الشتاء لفترة 18 إسبوعِ (مِنْ 1 نوفمبر إلى 11 مارس) تؤدي الي تَحسن في تطورِ وصحةِ طوائف نحل العسل أثناء موسم الشتاء (فترة أعلى معدل فقد في طوائف نحل العسل).
تم نشر هذه الدراسة في مجلة Journal of Apicultural Research تتبع دور نشر البريطانيه Taylor & Francis
Amer I. Tawfik, Zeinab H. Ahmed, A. M. Moustafa, and M. F. Abdel-Rahman (2020). Influence of winter feeding on colony development and antioxidant system of honey bee, Apis mellifera. Journal of Apicultural Research. To link to this article: https://doi.org/10.1080/00218839.2020.1752456. DOI: 10.1080/00218839.2020.1752456.
د/ زينب حمزه أحمد – معهد وقاية النباتات – قسم النحل- مركز البحوث الزراعية – مصر