“الفاو” تدعو إلى نهج جديد لإيقاف فقدان التربة في اليوم العالمي لمكافحة التصحر
قال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن هناك حاجة إلى نهج جديد لمكافحة تدهور التربة والتصحر والجفاف إذا ما أردنا تلبية الطلب المتزايد على الأغذية لإطعام سكان العالم.
وكان شو يتحدث في فعالية إعادة الكربون فى التربة حول العالم ، وهي فعالية افتراضية دعت إليها الفاو في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. ويركز موضوع هذا العام على شعار “غذاء.. علف.. ألياف، إنتاج واستهلاك مستدامان”.
وقال شو إن عملية الإنتاج الزراعي، ونقل الأغذية، وتوزيعها، والتجارة بها تواجه تحديات جديدة، لا سيما مع تهديد جائحة كوفيد-19 والحاجة الماسة إلى إجراءات عاجلة لوقف تدهور التربة والأراضي والإضرار بهما.
وأضاف: “العمل بالطريقة المعتادة ليست خياراً هذه المرة. نحن بحاجة إلى نهج جديدة لاستخدام الأراضي لزيادة الإنتاجية وتجنب تدهور التربة والتلوث وحماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي”.
ومع زيادة الطلب على الغذاء وأعلاف الحيوانات والألياف لصناعة الورق والملابس وتوليد الطاقة وغيرها من الاستخدامات، أشار شو إلى أن صحة وإنتاجية الأراضي الحالية الصالحة للزراعة آخذة في التدهور، ويتفاقم وضعها سوءاً بسبب تغير المناخ.
وقال إن أكثر من ملياري هكتار من الأراضي التي كانت منتجة في السابق قد تدهورت الآن وزاد الجفاف وندرة المياه من حدة المشكلة.
وأشار إلى أن ما يصل إلى 44 في المائة من أراضي النظم المزروعة في العالم تقع في الأراضي الجافة، وتضم مناطق الأراضي الجافة 30 في المائة من سكان العالم وتمتد في أكثر من 100 دولة.
وأنشأت الفاو والشراكة العالمية من أجل التربة مبادرة إعادة الكربون إلى التربة حول العالم لدعم المزارعين، بهدف تحفيز الإدارة المستدامة للتربة وتعزيز مخزون الكربون العضوي في التربة.
ويمكن أن تكون إعادة الكربون إلى التربة حلاً مناخياً لأن التربة الصحية أمر ضروري للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ من خلال الحفاظ على محتوى الكربون أو تعزيزه.
كما تُعد الفاو كذلك برنامجاً خاصاً حول الأراضي الجافة وندرة المياه لمنع تآكل التربة وتعزيز الإدارة المستدامة للتربة والمراعي وتنويع المحاصيل.
وشدد شو على ضرورة دعم المزارعين من خلال توفير أدوات مبتكرة وحوافز مالية لتنفيذ أفضل الممارسات.
وشارك في الفعالية الافتراضية إبراهيم ثياو، الرئيس التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وكارلوس مانويل رودريغيز، وزير البيئة والطاقة في كوستاريكا والرئيس التنفيذي القادم لمرفق البيئة العالمية.
وقال رودريغيز إن هناك فرصة كبيرة أمام الفاو لتطوير إدارة التربة على نطاق عالمي بالتعاون مع الحكومات الوطنية، في حين أشار ثياو إلى أن زيادة محتوى الكربون هو الطريقة الأفضل لتعزيز خصوبة التربة وبناء القدرة على الصمود الإيكولوجي والاجتماعي.
وأشار شو إلى أن عقد الأمم المتحدة القادم لاستعادة النظم الإيكولوجية (2021-2030) الذي ستشارك في قيادته الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، سيكون فرصة لتسريع الإجراءات التي تهدف إلى استعادة النظم الإيكولوجية العالمية وتوفير السلع والخدمات بشكل مستدام من الموارد الطبيعية.