سد النهضة ..ليلة دامية من المفاوضات وانباء عن استمرار الخلافات على النواحى القانونية
استمرت المفاوضات الخاصة بسد النهضة حتى وقت متأخر لتكون أشبه بـ “ليلة دامية ” امتدت للساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء ، وسط أنباء عن استمرار الخلاف على النواحى القانونية والتى سيتم من خلالها بلورة اتفاق نهائى ملزم لدول النيل الشرقى مصر واثيوبيا والسودان .
ووفقا لمصادر مطلعة قريبة من المفاوضات فإن الجانب الاثيوببى يرفض تماما التوقيع على اتفاق قانونى يكون بمثابة مرجعية يتم اللجوء اليها ، كما يرفض الجانب الاثيوبى تضمين الاتفاق القانونى بندا يشير إلى ألية واضحة لفض المنازعات وكذا التعويض فى حال حدوث اضرار قد تصيب دولتى المصب على كافة المستويات .
وفى سياق متصل خرج وزير الخارجية الاثيوبية فى ساعة مبكرة من صبح اليوم الاربعاء ليعلن – وفقا لوكالة روسيا للانباء ” نوفستى” أن مصر تصر على موقفها وانها وراء تعطيل التوصل لاتفاق حول ملئ وتشغيل سد النهضة وأنها تبيت النية لتدويل القضية والوصول بها لمجلس الأمن .
وباللنظر إلى مجريات التفاوض خلال الأيام الماضية يتبين أن المفاوض المصرى كان حريصا على تقديم أكبر قدر من المرونة على أمل التوصل لاتفاق يحفظ حقوق مصر التاريخية وحصتها فى مياه النيل ، فى وقت تطرح فيه أثيوبيا مقترحا بقضى بالقفز والتخلى عن هذه الحقوق ويطالب كل من مصر والسودان بالتوقيع على ” ورقة ” غير ملزمة تطلق يد أديس أبابا فى عملية ملئ وتشغيل سد النهضة وتعديل القواعد الخاصة بذلك وفقا لرؤيتها ، وهو ما تم رفضه .
وقد عرض المتحدث الرسمى لوزارة الرى المصرية فى وقت سابق لطبيعة ومضمون المقترح الاثيوبى الذى وصفه بـ “المقلق” ، مشيرا إلى أنه يتضمن ما يلى :
اولا، في حين تسعى مصر والسودان الى ابرام صك ملزم قانونا ينظم ملء وتشغيله ويحمي مصالح الدول الثلاث، تامل اثيوبيا ان توقع الدول الثلاث نصا غير ملزم فيه التيار الدول توقع حقوقها المشاطئة وتعترف بحقوقها الاثيوبية في ممارسة الانفرادية دون قيود سواء في استخدام النيل الازرق او اثناء ملء وتشغيل GERD.
ثانيا، هذه الوثيقة مصممة لالغاء جميع الاتفاقات والتفاهمات التي توصلت اليها البلدان الثلاثة طوال عقد تقريبا من المفاوضات، بما في ذلك الاتفاقات التي تم التوصل اليها خلال جولات المفاوضات الاخيرة التي عقدت بحضور الولايات المتحدة والبنك الدولي.
ثالثا، لا توفر هذه الوثيقة اي ضمانات تقريبا لحماية الدول في التيار من الضرر المحتمل الذي سيحدث عليها بسبب ملء وتشغيله.
رابعا، تنص هذه الوثيقة صراحة على ان اثيوبيا ستتمتع بحقها في تغيير القواعد التي تحكم ملء وتشغيل GERD لتلبية احتياجاتها من الطاقة والماء، دون حتى ادنى اعتبار لمصالح شركائها.
واضاف المتحدث الرسمي اكثر اثارة للقلق، ان هذا النص هو بوضوح محاولة لانشاء واقع ، مشيرا إلى أن اثيوبيا ترى انه ينبغي لمصر والسودان اما ان يوقعا نصا يجعلهما رهائن لارادة اثيوبيا ونزواتها، او تقبل قرار اثيوبيا بملء السد من جانب واحد. هذا ما ذكره المتحدث الرسمي، لا يمكن تحمله على الاطلاق.
وأضاف : موقف اثيوبيا مؤسف ولا يعكس روح التعاون وحسن الجوار الذي ينبغي ان يحكم العلاقات بين المشاركين في الدول الافريقية والبلدان الافريقية الزميلة.