الدكتور إسماعيل صبرى يكتب: عناد وتحرش أثيوبيا .. مصر قادرة على فعل الكثير
ماذا علي إثيوبيا ان تفعل اكثر مما فعلته من عناد وتحرش واستفزاز ومن سلوك صدامي عدائي مراوغ يفتقر الي ابسط معايير النزاهة والشرف لتؤكد به لنا وللعالم إنها خارج أي اتفاق أو التزام او تعهد يلزمها بملء وتشغيل سدها وفق نظام متوافق عليه معنا ومع السودان كدولتي مصب ومن انه لم يعد يعنيها ما نقرره لأنفسنا كحل لمشكلتنا التي نشكو منها مع هذا السد ومن إنها جاهزة للتعامل مع كافة الاحتمالات التي قد يتطور إليها هذا الموقف بما فيها اعنفها ومن انها ماضية في تنفيذ خططها لملء سدها بأسلوبها الخاص الذي اختارته لنفسها دون تشاور مسبق مع شركائها في هذا النهر الدولي المشترك ، ووفق حساباتها لمصالحها الذاتية وحدها غير عابئة بما سيكون عليه رد فعلنا منها وبغض النظر عن فداحة الاضرار المترتبة عليها سواء بالنسبة لنا أو للسودان كشريك لمصر في هذه المشكلة ؟
وماذا علينا أن نفعله اكثر مما فعلناه لنقنع به العالم من اننا لسنا دعاة حرب أو صدام مسلح ومن اننا كنا وما نزال مع تغليب صوت الحكمة والعقل واننا سنحاول حتى اللحظة الأخيرة البحث عن حل سلمي لمشكلة السد الاثيوبي واننا لن نيأس او نتوقف حتي نوفر على أنفسنا وعليهم هناك مخاطر واهوال كثيرة نحن جميعا في غنى عنها ولنؤكد به من جديد أننا مع الحلول السلمية التوافقية العادلة التي تحترم مصالح جميع الاطراف لكننا وفي الوقت نفسه لن نستسلم لأي تصرف اثيوبي منفرد يشكل عدوانا صارخا وغير مقبول على حقوقنا التاريخية الثابتة والمشروعة في مياه نهر النيل واننا سنقاومه بكل الوسائل أيا ما كانت النتائج والتبعات لأننا امام قضية حياة أو موت لا تحتمل التهاون فيها أو القبول بانصاف الحلول التي سوف تضر اكثر مما تفيد.؟
. لقد استنفذت مصر بشهادة المجتمع الدولي كله كافة جهود ومحاولات الحل السلمي التفاوضي بعد أن تذرعت طويلا بالصبر وفاوضت وتحملت واستمرت دون جدوى لالتواء المسلك الاثيوبي ورهانه علي شراء الوقت حتى يضعها امام الأمر الواقع ويرغمها علي الاذعان له في النهاية . والان دخلنا مرحلة العد التنازلي المتسارع وهو ما يعني ان جهود التسوية التفاوضية وصلت بنا إلى نهاية طريق مسدود وان الايام الباقية لن تحل ما فشلت في تحقيقه طيلة السنوات الماضية وان إثيوبيا ما تزال على عنادها دون ابداء بادرة لين او تراجع واحدة وكأن هذا السد ملكية خالصة لها لا يحق لاحد ان ينازعها او يقاسمها فيه
ومن ثم، فإنه لم يبقي أمام مصر لكي تحمي امنها المائي وشريان حياتها المهدد بخطر التوقف والنضوب الا ان تعتمد على قوة الردع الذاتي الكبيرة التي تملكها في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المهددة بخطر ملء وتشغيل هذا السد الكارثي في فكرته ودوافعه وأهدافه وتاثيراته الحياتية والتنموية والاقتصادية المحتملة حاضرا ومستقبلا .
ومصر قادرة بالتاكيد على فعل الكثير مما غاب من حسابات الاثيوبيين ومن تقديرهم للموقف الذي اوصلونا اليه معهم وما كنا نود بالتاكيد ان نكون فيه مع دولة أفريقية كبيرة كاثيوبيا.
والان حان الوقت لكي يفهموا الرسالة التي كان عليهم أن يفهموها منذ البداية و يتصرفوا علي اساسها . ويبقى عليهم خلال الأسابيع القليلة القادمة ان يدركوا الأمر بكامل ابعاده علي حقيقته وإن يقدروا ما ينطوي عليه من أخطار قبل فوات الاوان..