عن قطاع الزراعة تتحدث ..دراسة : ضعف مخصصات البحوث وغياب الارشاد دليل تخاذل الدولة خلال عقدين
كشفت دراسة اقتصادية مهمة أن الدولة تخاذلت خلال العقدين الأخيرين عن إيلاء الابتكار التكنولوجى فى مجال الزراعة الأهمية المستحقة ، مما أدى إلى تباطؤ النمو فى الإنتاجية الزراعية بشكل كبير ، ويدل على هذا التخاذل مؤشران أساسيان ، هما مخصصات البحوث الزراعية من الإنفاق العام من جانب وضعف خدمات الإرشاد الزراعى من جانب آخر.
تباطؤ نمو إنتاجية محاصيل الغذاء
وأوضحت دراسة حصلت عليها “بوابة الزراعة ” و جاءت بعنوان ” تحديات الأمن الغذائى المصرى فى مواجهة كورونا والأزمات العالمية ” وأعدها فريق على أعلى مستوى ضم الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى – جامعة القاهرة والدكتور شريف فياض أستاذ باحث الاقتصاد الزراعى – مركز بحوث الصحراء والدكتور صالح نصر باحث الاقتصاد الزراعى – وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى أن هذان المؤشران فى الوضع الراهن عند أضعف مستوياتهما ، ومن ثم لا يعول عليهما ،وهما بهذا الضعف، فى إحداث معدلات نمو ملموسة فى الإنتاجية الزراعية. ونتيجة لضعهما نشأت فجوة تكنولوجية تنعكس فى انخفاض نوعية المدخلات وعدم اتباع الممارسات الزراعية السليمة Global GAPوضعف تحويل وتبنى التكنولوجيات الزراعية العالمية ، وتنعكس في النهاية في فجوة الغلة Yield gap بين المستويات العالمية والمستويات المحلية.
الدكتور شريف فياض
وأضافت الدراسة أنه لتوضيح ذلك حسبت معدلات النمو في الإنتاجية الفدانية لثلاث محاصيل حبوب استراتيجية هي القمح والذرة والأرز خلال الفترة 1961-2018 ، وقد تم تقسيم هذه الفترة إلى ثلاث فترات جزئية مميزة طبقا لمستوى النمو لكل محصول لتبيان أيا من هذه الفترات أعلى نموا.
ويعرض جدول (1) وأشكال (1) و (2) و (3) نتائج هذا التحليل. وبالنسبة للقمح ، كانت أعلى الفترات نموا في الإنتاجية هي الفترة 1986-1998 حيث بلغ معدل النمو 2.5% سنويا ، بينما كانت أقل الفترات نموا هي الفترة 1999-2018 حيث بلغ معدل النمو 0.2% سنويا. وبالنسبة للذرة ، كانت أعلى الفترات نموا الفترة 1981-2000 حيث بلغ معدل النمو 3.5% سنويا ، وكانت أقل الفترات نموا الفترة 2001-2018 حيث تحقق معدل نمو سالب 0.1% سنويا.وفيما يتعلق بالأرز ،كانت الفترة الوسطى في السلسلة 1989-2006 أعلى الفترات نموا 2.3% سنويا وكانت الفترة الأخيرة2007-2018 أقل الفترات نموا سالب 0.7%.
ثلاثة ملاحظات مهمة ..معدلات النمو كانت سالبة بالنسبة للأرز والذرة
وتشير هذه ال نتائج في المحصلة ” وفقا للدراسة التى حصلت عليها “بوابة الزراعة ” إلى ثلاث ملاحظات ، الأولى أنه بالنسبة لمحصولى القمح والذرة تحققت اعلى معدلات نمو في الإنتاجية الفدانية خلال الفترة الوسطى والتي تضم عقدى الثمانينيات والتسعينيات . وبالنسبة للأرز كانت الفترة الوسطى أيضا هي الأعلى نموا إلا أنها تأخرت قليلا حيث تحققت في الفترة 1989-2006. والملاحظة الثانية أن المحاصيل الثلاثة تشترك في أن الفترة الأخيرة وهى العقدين الأخيرين بالنسبة لمحصولى القمح والذرة ، والعقد الأخير بالنسبة للأرز ، كانت شديدة التواضع فيما يتعلق بمعدلات النمو بل كانت سالبة بالنسبة للذرة والأرز.
الدكتور صالح نصر
ونبهت دراسة ” تحديات الأمن الغذائى المصرى فى مواجهة كورونا والأزمات العالمية ” إلى أن هذه النتائج ترتبط بالضرورة بما أشرنا إليه من ضحالة البحوث R&D في مجال تطوير الأصناف عالية الإنتاجية High-yield varieties وضعف تعميم التقاوى المعتمدة من جانب ، وضعف الخدمات الإرشادية الزراعية بل وانعدامها من جانب آخر.
وأشارت إلى أن ما يجرى عكس ما تحقق في عقدى الثمانينيات والتسعينيات من مخصصات تمويلية قوية وخدمات إرشادية زراعية متميزة.
وانتهت الدراسة إلى ملاحظة ثالثة مفادها أنه لولا ما تحقق من إنجازات صنفية في قطاع الحبوب بصفة خاصة خلال العقدين المذكورين لاسيما بالنسبة لمحصول القمح ، لكان الوضع الغذائى في مصر أسوا بكثير عما هو عليه في الوضع الراهن رغم هشاشته.