ذكرنى نداء كل المهتمين بالصحة والقيادات المسؤولة للمواطنين “خليك فى البيت” بقول النمله لقومها ” ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده).
سبحان الله فإن شعار النمل قد تحول إلى شعار منظمة الصحة العالمية والقيادات المسؤولة للمواطنين فى جميع أنحاء العالم ( خليك فى البيت )
فى كل يوم نتعلم فمهما بلغ الإنسان من علم وظن أنه يستغنى بعلمه ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) فيعطى الحق له درسا بأنه هو وحده هو قيوم السموات والأرض.
لكن فى البداية ننوه أنه قد يعجز الانسان او تفتر قوته وقد يحتاج إلى من يشد أذره أو يسترشد براية أو يستنير بفكره فعليه ان يبحث إلى من يبصره بأمره من اهل الذكر وأهل الذكر هم أهل الاختصاص فى كل مجالات الحياة . والبحث عن السلوك القويم والفعل الرشيد ممن يملكه أمر مطلوب شرعا حتى لو وجدناه عند من هو أقل من الإنسان الذى كرمه ربه.
فالله سبحانه وتعالى ارسل غرابا لابن آدم يعلمه كيف يوارى جثمان أخيه وطريقة دفنه فى التراب وكذلك. ذكر لنا نملة تحذر النمل من عدم تعريض أنفسهم للتحطيم بتواجدهم فى طريق جيش سيدنا سليمان ومن المعجزات ان يسمع الله تحذيرها لسيدنا سليمان بل والمعجزة الكبرى ان يسجلها الحق فى القرءان حتى نتعلم من النمل فى سلوكه وندخل البيوت حتى لاتصيبنا الامراض وتحول هذا النداء الآن إلى نداء عالمى
فقد نفذ هذا النداء النمل باختيارهم ووعيهم أما الإنسان المكرم فيحتاج إلى قرارات حظر وعقوبات حتى يعى مدلول هذا النداء ولا عجب فى ذلك فالإنسان دائما ظالم لنفسه ولغيره.
فهل يمكن ان نتعلم من النمل سلوكياته وكيف كان يحطاط لنغسه وينظم شؤون حياته ؟
فيمكن أن نتعلم من النمل فى هذا التوقيت ماياتىأ ان لا نستسلم ابدا مهما كانت المعوقاتً .وأن نفكر في المسبقل وتكون متفائلين وأن تكون إيجابين .وأن نأخذ بالأسباب وأن نفعل ماهو مطلوب منك.. فإذا تأملت حياة النمل تجده لاييأس إبدأ فاذا احتجز في ماكان معين أو حاولت ايقافه سوف يبحث عن طريق اخر ، وسيحاول التسلق أو المرور من الأسفل أو من الجوانب ، وسيستمر في البحث عن طريق آخر …لذا لا تستسلم في البحث عن طريف آخر للوصول الى هدفك .
كما أن النمل لا ينظر إلى يومه فقط فهو عينه على المستقبل فالنمل يفكر في الشتاء طوااال الصيف ..
لأنه بالفطرة التى خلقها الله فيه يعلم أن فصل الصيف لن يدوم للأبد لذلك فإن النمل يجمعون طعام الشتاء في الصيف
لذلك ينبهنا النبى صلى الله عليه وسلم( اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم) منهج التقية والحذر وتدبير الاحتياطات التى تقوم بها الدوله أمر لابد منه ولعل أزمة كرونا خير شاهد على ذلك
وكما يقال”لاتبني منزلك على الرمال في الصيف, يجب أن تفكر في العواصف التي سوف تأتيك في الشتاء لذلك لاتنسى الأرض الصخريه بينما أ نت تستمتع بالرمل والشمس”
.فمن المهم أن تكون واقعيا في تفكيرك للمستقبل .
والنمل يفكرون في الصيف طول الشتاء ..ففى خلال الشتاء النمل يذكرون أنفسهم بأن فصل الشتاء لن يدوم طويلا ولديهم تفاؤل بأنهم قريبا سيخرجون من بيوتهم ، لذلك يخرج النمل في اول يوم دافئ وعندما يعود البرد يعودون إلى مساكنهم
.. لذلك كن ايجابياً دائمــاً ومتفائل بأن الغمة والكرب سيكشفه الله وأن مع العسر يسرا وبعد الظلام فجر
المهم أن تفعل كل ما فى وسعك وتأخذ بالأسباب( يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم) فالحذر واجب شرعى فالنمل يجمع فى الصيف مايحتاج اليه فى الشتاء وكذلك يجب أن تفعل كل ما فى وسعك فى أيام الرخاء إلى أيام الشدة وتأخذ من أوقات اليسر إلى أوقات العسر ومن الصحة ألى المرض وتستثمر النعم التى منحك الله ايها فى أوقات الرخاء حتى تكون عونا لك فى أوقات الشدة.
فهل آن لنا أن نأخذ النمل قدوة فى سلوكه وفى دعوته للبقاء فى البيت وقت المخاطر؟
“خليك فى البيت” حتى ترتفع الغمة وينكشف الكرب ويعم السلام والأمان.
الأستاذ الدكتور إبراهيم درويش أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية