لقد انتشرت في العقود الاخيرة مزارع ومشاريع تربيه الدجاج اللحم ودجاج البياض بين جموع الشباب والمستثمرين الصغار في جميع محافظات الجمهورية. ولقد حقق الكثير منها نجاحا باهرا وربحا وافرا بينما فشل البعض الاخر وخسر ماله. وقد استسهل بعض المربيين وحتي الفنيين تربيه امهات الدجاج إلا أنه اهمل أساسيات التربية السليمة في حين تشدد البعض الأخر حتي جعلها من الأمور المستحيله أو الصعبه بينما جازف أخرون بتربيتها دون خبرة او استشارة فنجح تارة وفشل تاره اخري. ولذا كانت هذه المشروعات تتارجح بين الربح والخساره والنجاح والفشل . ومن هنا فقد باتت الوقايه من الامراض ومكافحتها ضرورة اقتصادية حيث ان الخسائر الناتجة عن اصابة القطيع الواحد بمرض معدي قد تكون فادحة. هل تعلم عزيزي المربي ان هناك امراضا فى الدواجن تنتقل من امهات الدجاج الي الكتاكيت عن طريق المبيض فهي لا تقتصرعلي الامهات فقط بل قد تتأثربها معامل التفريخ ومن ثم إنتاجية المزرعة باكملها. لك أن تتخيل ما مدي الخسائر إذا علمت أن الكتكوت الذي عمره يوم واحد ثمنه تقريبا من 5- 7 دولار أمريكي وكم تكون نسبة الخسارة إقتصاديا عندما ينفق 20-30% من العدد الاجمالي للكتاكيت أثناء فترة الرعايه نتيجة اصابة القطيع بمرض ما من الامراض المعدية.
علامات وجود مرض بمزارع الدواجن :
هناك كثيرا من المشاكل التي تحدث في مزارع الدواجن قد يكون سببها خطأ في أحد جوانب الادارة أو الظروف البيئية في عنابر التربية واكثر ما يواجه المعمل هو وجود مشكلة مرضية بأحد المزارع بالرغم من قلة امكانيات التريية الصحية من حيث التغذية والتهوية والتدفئة ونوعية الكتاكيت ومواصفات المبني ولابد من اتخاذ طريقة للتغلب علي المشكلة القائمة في ضوء الامكانيات المتاحة وليس في ضوء الامكانيات المطلوبة. ولهذا يجب معرفة العلامات الدالة علي وجود مرض بالقطيع وهي كالاتي:
- وجود طيور مريضه تبدو عليها اعراضا ظاهرية مثل: خمول، اسهال، علامات تنفسية، علامات عصبية سقوط في الريش، انتفاخا في الوجه، احمرارا في العرف الخ.
- وجود نسبة نفوق كبيرة اكثر من المسموح بها وقد تحدث فجأة في بعض الامراض.
- انخفاض في معدل استهلاك العليقة.
- عدم قدرة الفرخ علي الاكل او ربما الانقطاع التام عن الاكل في بعض الحالات.
- تاخر النمو او وجود اختلافا واضحا في معدل النمو.
- تجمع الكتاكيت في جانب او مكان واحد من العنبر وغيرها من العلامات الاخري.
- في قطيع انتاج البيض، قد تظهر علامات اخري مثل :التأخر في بدء انتاج البيض او الانخفاض في معدل انتاج البيض وربما في بعض الحالات يكون انتاج بيضا بحالة سيئة وغير مقبولة للمستهلك مما يوثر اقتصاديا علي انتاج البيض.
أهم مسببات الامراض فى الدواجن :
ومن هنا كان لابد من معرفة ما هي مسببات المرض في الدواجن وقد وجد ان العوامل المسببة للمرض اما ان تكون معدية او غير معدية. اما عن العوامل المسببة للامراض المعدية فهي تشمل (الفيروسات والبكتريا والميكوبلازما والفطريات والبروتوزوا والطفيليات عموما الداخليه او الخارجيه) بينما تشتمل المجموعة الاخري من العوامل المسببة للامراض غيرالمعدية علي العوامل الغذائية والبيئية والسموم والمشاكل الادارية للمزرعة نفسها.
بداية؛ العوامل الغذائية والتي تتمثل في نقص او زيادة او ربما عدم التوازن في بعض العناصر الغذائية لذا يجب اتباع اسلوب غذائي متطور وذو تاثير مباشر علي عمليات الهضم والامتصاص ودرجة الحرارة في الطائر وعدم اجهاد بعض اعضاؤه الداخلية كالكبد وخلافه مثل استخدام الكربوهيدرات علي شكل سكريات والبروتينات علي شكل احماض امينية مع رفع نسبتها في العليقة وكذلك التحكم في نسب الاملاح والفيتامينات وجدير بالذكر ان نظام التغذية المذكور يستخدم اثناء الاصابة بالامراض الغير غذائية.
اما عن العوامل البيئية فهي تتضمن ضبط درجة حرارة العنبر والتي يجب ان تكون 28 درجة مئوية حتي عمر21 يوما ثم تنخفض تدريجيا الي 22 درجة مئوية ويمكن ان تتغير تبعا لنسبة ودرجة الرطوبة التي يجب الانتباه اليها وضبطها وقياسها داخل العنبرايضا باستخدام الهيدروميتر بحيث تكون 60-70% ولا تزيد عن الرطوبة الخارجية. الي جانب ذلك يجب مراعاة فتحات التهوية داخل العنبرحتي تكون قدرة مداخل التهوية 3 سم3 / 1م3 من الهواء حيث ان طاقة التهوية الطبيعية 3.75م3 هواء/ ساعة/ كجم من وزن الطائر الحي والحد الادني هو 1 م3 هواء/ ساعة/ كجم. وكذلك يجب ان يكون الماء المستخدم نظيفا ويجب حساب كمية الماء المستهلك يوميا بشكل تقريبي بالمعادلة الاتية: العمر باليوم في 0.15 في الجو البارد او العمر باليوم في 0.6 في الجو الدافئ ويجب تقليل الفاقد حتي نتمكن من الاحتفاظ بحرارة جسم الطائر. ايضا لابد ان يوضع عازلا علي ارضية العنبر مثل التبن او نشارة الخشب بسمك 3-5 سم لدجاج التسمين بينما تصل الي 5-10 سم في قطعان البياض. وكذلك يجب الاهتمام بنظافة وسلامة الاجهزة والمعدات المستخدمة داخل عنابر التربية.
الحصول على العليقة من مصانع أعلاف معتمدة :
وقد ذكرنا من قبل ان هناك عوامل غير معدية كالعوامل السمية والتي قد تتسبب ايضا في نفوق كبير في قطيع الدواجن لذا يجب ان يحصل المربي علي العليقة المستخدمة لمزرعته من احد مصانع الاعلاف المعتمدة والتي تشترط المواصفات الصحية لانتاج العلف طبقا لشهادة الايزوالصحية حتي يضمن استخدام علف صالح لا يشتمل علي سموم الافلاتوكسين المميتةحيث انها عادة تشتمل علي الافلاتوكسين بنسبة بسيطة جدا تكاد لا تتعدي 20 في المليون تقريبا ولكنهاى قد تزداد اثناء تخزين هذا العلف عند المربي اذا تم تخزينه بشكل غير جيد وبالتالي عند تقديمها للكتاكيت سوف تصاب بالتسسمم. وجدير بالذكر ان المربي يمكن الا يدرك ان السبب هو استخدام العليقة المسسمة لانها هي نفسها المستخدمة من ايام بسيطة سابقة دون حدوث ضرر ولكن نظرا لسوء التخزين او ربما طول مدة التخزين فقد زادت نسبة الافلاتوكسين واصبح هذا العلف مميتا للدواجن. لذا لابد من التاكد دائما من خلو العليقة من اي نشاط لسموم الافلاتوكسين او الميكوتوكسين من خلال بعض الفحوصات الدورية في المعامل المعتمدة والتي يسهل عليها اكتشاف نسبة تلك السموم وكذلك ايضا لابد من اضافة بعض مضادات الفطريات للعلف واهمها مادة التيمول التي تقضي علي السموم الفطرية من خلال امتصاصها من العليقة ثم تتخلص الامعاء منها الي خارج الجسم في الفضلات. ومن المعروف ان سموم الافلاتوكسين والفوزاريوم لها تاثير تدميري علي الاغشية المخاطية والاوعية الدموية وتسبب ضعفا في تمثيل البروتين وتقليل في هرمون الاستروجين بالاضافة الي تاثيرها علي الكلي والجهاز العصبي والكبد حيث ان لهخا القدرة علي تكوين طبقة شمعية تمنع الكبد وهو المحرك الرئيسي للجسم من القيام بوظائفه الحيوية مما يهدد حياة الطائر. من هنا لابد من مراعاة الاشتراطات للتخزين الجيد للعلف كما يلي:
يتم تفريغ صوامع الاعلاف بشكل دوري وتنظيفها من الداخل وبخاصة الاسقف والجدران الداخلية العليا وكذلك يجب الا تزيد فترة التخزين عن سبعه ايام وعدم ترك بقايا العلف مبعثرا حول الصوامع او تركه في الصوامع بعد بيع القطيع لاستخدامة بعد فتره في دورة تربية اخري قد تطول فترتها ممايوثرعلي صلاحية العلف وقد يسبب افسادة.
التلوث الهوائى أحد مسببات الامراض بعنابر الدواجن :
من ناحية اخري فان التلوث الهوائي داخل عنابرالدواجن يعد سببا قويا من مسببات الامراض غير المعدية حيث انه قد ينتج من وجود غاز الامونيا او النشادر وهو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة ويسبب تهيجا للاغشية المخاطية في الانسان والحيوان بتركيز25 جزء في المليون. وتعد فضلات الدواجن هي المصدر الرئيسي لهذا الغاز داخل عنابر التربية حيث تمتزج فضلات الطيورمع مكونات الفرشة وتبدأ بعض الاحياء الدقيقة او الميكروبات ذات القدرة علي التفاعل مما يؤدي الي تحلل الفرشة كيمائيا وينتج عن ذلك التفاعل غاز الامونيا.
وجدير بالذكر ان تركيز هذا الغاز يتناسب طرديا مع نسبه التهوية داخل عنابر التربية حيث تكون نسبة هذا الغاز واضحة في العنابر رديئة التهوية بينما تنخفض نسبة تركيزغازالامونيا عندما تستخدم مكونات الفرشة من مواد قابلة لامتصاص الغازات مثل بقايا النباتات قبل ان تتحلل كليا ومن هنا فان استعمال هذه المواد في الفرشة داخل عنابر الدواجن يقلل نسبة انتاج هذا الغاز علي عكس اذا تم استخدام نشارة الخشب مثلا في الفرشة. وقد اثبتت الدراسات ان عند وصول غاز الامونيا للغشاء المخاطي للعين مثلا يسبب حكة واحمرارا وانتفاخا في العينين وغلقا للجفون وبالتالي انعدام الرؤية لدي الطائر مما ينعكس علي قدرته علي الاكل والشرب وبالتالي سرعة فقدان الوزن وربما النفوق في بعض الحالات ولكن ينبغي علي الطبيب الفاحص التفرقة جيدا بين اعراض التسمم بهذا الغاز واعراض نقص فيتامين أ.
من جانب اخر فان غاز الأمونيا له القدرة علي الاتحاد مع الماء ليكون مادة هيدروكسيد النشادر التي تتسبب بدورها في احداث التهابات وحساسية شديدة للضوء مما يدفع الطائر للابتعاد عن اماكن الضوء او ان يضع رأسه تحت اجنحته تجنبا لمصدر الضوء. هذا ايضا الي جانب ان زيادة غاز الأمونيا تعمل علي ضعف الجهاز المناعي لدي الطائر وبالتالي تزداد احتمالية حدوث الامراض مثل الميكوبلازما والمراض التنفسية المزمنة والنيوكاسل والتهاب القصبة الهوائية وغيرها.
ثبات الفاعلية مع مرور الزمن
هناك العديد من علاجات الدواجن التي ينطبق عليها مقولة ” ثبات الفاعلية مع مرور الزمن” واستخدام الأدوية في علاج الكثير من الأمراض مع زيادة معدلات النمو ورفع كفاءة الأعلاف ومعدل التحويل الغذائي . هذا ويحاول الكثير من مربي الدواجن استخدام أسلوب صحيح دون الرجوع الي العلاقة بين هذه التركيبات من حيث النسب والنوعية والجرعة اللازمة. حتي عند اختيار الأدوية رغم تساويها في الايجابية عند اجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية يجب مراعاة الاتي: اولا نوع الاصابة ومكانها واثر هذا النوع من الدواء من حيث الامتصاص والي اي مدي يتم امتصاصه في جسم الطائر وزمن الامتصاص والوقت اللازم للتغلب علي المرض وكذلك مدي بقائه بالجسم حتي لا يؤثر علي الانسان عند استهلاك هذا النوع من اللحم. ثانيا ان تكون الأدوية المستخدمة غير قابلة للمتصاص حيث ان أثرها أثناء وجودها بالأمعاء هو المطلوب. ثالثا من المعروف ان لكل مسبب من الامراض نسيج ومكان بالجسم هو الأكثر ملاءمة لوجوده ولذلك لابد من اختيار نوع الدواء الذي يصل الي هذا النسيج وهذا المكان بأكبر سرعة وأعلي تأثير فمثلا المضاد الحيوي الايرثروميسين وهو من المركبات الرخيصة نسبيا بالنسبة لمركبات دوائية اخري منتشرة في الأسواق وذات أثرا كبيرا في علاج امراض الجهاز التنفسي الا انه عندما تكون الاصابة بالرئة فان تركيزه بالرئة أعلي زمنيا ب 5-10 مرات عن زمن تركيزه بالدم وأيضا عندما تؤثر الاصابة علي الأكياس الهوائية فان دقة وصغر الشعيرات الدموية الموصلة لها تعيق مستحضرات دوائية كثيرة من الوصول اليها بامتصاص سريع وتأثير ممتد بحيث يصل اليها ويقضي نهائيا علي مسبب المرض مثل الايشريشيا كولاي والكوريزا والميكوبلازما وايضا العدوي المركبة مثل الالتهاب الرئوي المزمن المعقد.
أما عن مياه الشرب فيجب توافرها بشكل جيد ومستمر داخل عنابر الدواجن اذ انه من الضروري ان يحتوي جسم الطائر ب حوالي 60-80% من وزنه من المياه حيث ان الأيض يستهلك ثلثي معدل الماء في جسم الطائر. وقد يستخدم ماء الشرب في اعطاء اللقاحات للطائر وهو الأكثر انتشارا لسهولة تطبيقه علي الرغم من أنه أقل طرق التحصين جودة.
ميكروبات تتواجد في مياة الشرب :
وقد وجد انه ربما تحدث مشكلة كبيرة جدا عندما يزيد المحتوي الميكروبي في مياه الشرب عن 1000 لكل جرام حيث تتاح فرصة كبيرة لتكاثرالبكتريا مثل السالمونيلا والكامبيلوباكتر. ومن المعروف ان ماء الشرب يستهلك يوميا بضعف كمية العلف تقريبا وان هناك تناسبا طرديا بين ضراوة الميكروب المسبب للمرض والكمية المستهلكة من ماء الشرب.
ولك أن تعلم عزيزي المربي ان الميكروبات التي يمكن ان تتواجد في مياة الشرب تتضمن البكتريا والعفن والخمائر وفي بعض الاحيان تشمل الطحالب وقد تزداد أعدادها كلما اقتربت من مكان تواجد العلف أواذا تم تلوثها بزرق الطيور حيث تعتبر المياه عندئذ مصدرا ممتازا لتكاثر الميكروبات حيث ان بقايا العلف مع فضلات الطيور في وجود درجة حرارة ملائمة واس هيدروجيني مناسب يشكلان وسطا غذائيا مثاليا لتكاثر الخمائروالعفن والبكتريا وغيرها وبالتالي فقد يتحول ماء الشرب الي مصدر مهم للعدوي في المزرعة.
ولقد ذكرنا من قبل ان هناك عوامل تتعلق بسوء الادارة قد تكون سببا في حدوث العدوي والتي تتمثل في عدم اتخاذ الاجراءات المناسبة الخاصة بكثافة العدد وعدد المساقي والمعالف وغيرها فمثلا يجب أن تكون الكثافة العددية داخل المزرعة حيث 40 كتكوت في المتر المربع. كذلك يجب ان يكون هناك مسقي لكل 100 كتكوت/1.5 م2 ومعلف لكل 100 كتكوت/60 سم2. بالاضافة الي ذلك يجب ان يكون هناك مصدرا جيدا للاضاءة داخل العنبر (600 وات) يوضع علي ارتفاع 1.10 م/2.5 م2 ولكن يجب تخفيضها بعد عمر 10 ايام بوضعها في ارتفاع 1.4 م وبالنسبة للبياض يجب ان يكون علي ارتفاع 2.5 م مع ملاحظة ان هذه الارقام حتي عمر يوم ثم تتغير نسبيا مع العمر. إضافة الي ذلك يجب قياس درجة حرارة العنبر دوريا باستخدام الترمومتر للحفاظ علي جودة التدفئة داخل العنبر حيث تتحكم فيها سرعة واتجاة الرياح والتيارات الهوائية والتي يتم حسابها بالمتر/ثانية باستخدام شمعة مضيئة وقد وجد أن سرعة التيار المناسبة هي 9.15 م/ دقيقة في درجة حرارة 21 درجة مئوية وقد تزيد بزيادة الحرارة.
—————————————————————————————————————-
د/غادة عبدالعال ابراهيم – باحث ميكروبيولوجي – معمل الاسماعيلية – مركز البحوث الزراعية – مصر