الدكتور نصر علام يكتب : نظرة عامة على الإتفاق المأمول حول سد النهضة
من متابعة مسار المفاوضات الجارية حول سد النهضة وتصريحات المسئولين، أجد أنّ الأهداف الإستراتيجية لمصر والسودان وأثيوبيا من التفاوض قد تتمثل فيما يلى:
أ- مصر والسودان:
1. تحقيق الأمن المائى للدولتين من خلال تقليل أضرار وتداعيات السد عليهما الى الحد الممكن التعايش معه
2. تحقيق سياسة جديدة للتعايش والتعاون مابين الدول الثلاثة تسمح بالتنسيق بينهم فى سنوات الجفاف لتوزيع عادل لأضرارها وبما يمكنهم من تجاوز مخاطرها
3. عدم قيام أثيوبيا منفردة بتشييد سدود جديدة سواءاً على النيل الأزرق أو السوباط أو عطبرة، وضرورة التنسيق والتفاوض مع مصر والسودان للتوافق حولها قبل البدء فيها
ومن الملاحظ تجاهل هدف السلامة الإنشائية للسد والذى كان ضرورياً لتجنب أى مخاطر محتملة على حياة الشعبين وخاصة شعب السودان.
ب- أثيوبيا:
4. تعظيم العائد الإقتصادى والإجتماعى والسياسى لأثيوبيا من السد
5. الحصول على حصة مائية من النيل الأزرق للشرب والزراعة
6. الربط الكهربى بين الدول الثلاثة لإنجاح مشروع السد إقتصادياً
صعوبة التفاوض:
يتضح ممّا جاء أعلاه أسباب صعوبة المفاوضات الجارية بين الدول الثلاثة، والمتمثلة فى تعارض أهداف دولتى المصب (2،1) مع هدفى أثيوبيا (6،5)، وأيضاً لتعارض الهدف (3) لدولتى المصب مع السياسة الأثيوبية المعلنة بسيادتها المطلقة على الأنهار التى تنبع من أراضيها والمخالفة لمبادئ القانون الدولى فى هذا الشأن.. أمّا الهدف الأثيوبى (7) الخاص بالربط الكهربى مع دولتى المصب والضرورى لتسويق كهرباء السد، فإعتقادى أنّ مصر لن توافق عليه إلّا بعد الوصول الى إتفاقٍ مرضٍ حول البنود الأخرى. وما يزيد التفاوض صعوبة أنّ أهداف دولتى المصب لا يصلح معها أنصاف الحلول لأنّها تتعلق بالحياة نفسها، مما يتطلب تفهماً أكبر من الجانب الأثيوبى وإمتثالاً أفضل للقواعد الصريحة للقانون الدولى. ونتعشم خيرا ان شاء الله