الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : لا تحرموا الطبيعه من استنكار افعالنا !! ( 1)
خلال اليومين الماضيين هربت باحزانى وهمومى الشخصيه الى الاسكندريه حيث استضافت جامعتها اجتماعا تحضيريا نظمته اللجنة الدولية لتنمية الأراضي الجافة (IDDC) وهي منظمة غير حكومية مستقلة وغير ربحية تأسست عام 1978 ويرأسها القدير البروفيسور عادل البلتاجى . استهدف الاجتماع نقل صوت 2.5 مليون مواطن يعيشون فى اشد مناطق العالم جفافا وفقرا واعلاها نسلا !!!وكأنها فطره البقاء من الفناء والاندثار .
شاءت الاقدار ان يتزامن الاجتماع مع ثلاث كوارث طبيعيه فى زمام المناطق الجافه بشمال افريقيا حيث تنوعت فى شدتها ولكنها تشابهت فى اسبابها ومدلولها ومغزاها !! . تناوب العلماء والخبراء فى عروضهم استعراض الاسباب من منظور علمى بالرغم ان التشخيص الصائب لها كما اراه وغيرى هو أخلاقى !!. احسن البروفيسور البلتاجى وصف روشته العلاج Change the ethical codes بالعوده الى القيم الاخلاقيه التى صنع بها اجدادنا حضارات عظيمه فى قرون سابقه لم تعرف الجشع والفساد والانانيه وسادها حب الطبيعه ورقه التعامل معها. اننى ارى ان مانعاصره من سيول وفيضانات وجفاف وغيره من الكوارث الطبيعيه هو الناتج المنطقى للقيم الاخلاقيه السائده الفاسده التى تدير بها الدول الصناعيه الكبرى استهلاك الموارد الطبيعيه بأنانيه لا تعرف الاستدامه . بالرغم ان الطبيعه تقدم لنا ” مجانا وبدون مقابل ” مجموعه هائله من السلع والخدمات الربانيه كالماء والرياح وطاقه الشمس والتنوع الحيوى وغيرها من النعم التى تم تقديرها قيمتها الاقتصاديه بحوالى 100 تريليون دولارا سنويا وهو مايفوق الناتج الاقتصادى الاجمالى السنوى لكل دول العالم ويفوق عشرات المرات ” وعد التعويض الوهمى” المقرر فى قمه باريس من ” الجناه ” الى ” الضحايا ” منذ 14 سنه !! .
لا تحرموا الطبيعه من استنكار افعالنا !!