الدكتور عبد العليم سعد يكتب : أهم المؤشرات التي تدل علي التغيرات المناخية
- التغير في المناخ
بعد أكثر من قرن ونصف من التصنيع ، وإزالة الغابات ، وغير ذلك، ارتفعت كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل. وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) آخذت في الارتفاع. أصبح التغير المناخي يسير بوتيرة أسرع، فقد تخطينا العلامات التي كان من المفترض أن تستغرق عقودًا لتحدث، وحطمنا أرقاماً قياسية شهرية، وشاهدنا الشمال المتجمد يذوب أسرع مما كان متوقعًا, يزداد الطقس سوءا بالفعل بفضل تغير المناخ.
وأظهرت مجموعة متنوعة من الدراسات أن درجات الحرارة ستزداد سخونة، وستكون موجات الجفاف والفيضانات أكثر شدة، وستكون للأعاصير سرعة رياح ورطوبة أعلى. كما لو أن هذا لم يكن سيئا بما فيه الكفاية، فإن التقلبات بين أنماط الطقس ستكون أكثر دراماتيكية وغير متوقعة. الطريقة الوحيدة للتخفيف من هذا؟ تقليل انبعاثات الكربون لدينا بشكل كبير. يتوقع علماء الفيزياء أن مناخ الأرض قد يصبح فوضويا بسبب تصاعد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري دون رادع إلى تدفئة كوكب الأرض فحسب؛ ستجعل أنماط الطقس غير منتظمة وغير متوقعة. وفي أفضل الأحوال، تستقر الأرض عند درجة حرارة جديدة أكثر دفئا. ولكن في أسوأ الحالات، تتقلب الفصول بشكل كبير من سنة إلى أخرى، وتتبع فترات من الحرارة والباردة بعضها البعض بسرعة أكبر بكثير مما هي عليه الآن.
- ارتفاع مستوى سطح البحر
تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود الأخيرة بسبب زيادة فقدان الجليد في المناطق القطبية في العالم. تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي وصل إلى مستوى قياسي جديد في عام 2021، حيث ارتفع بمعدل 4.5 ملم سنويًا خلال الفترة من 2013 إلى 2021. إلى جانب الأعاصير المدارية الشديدة، أدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تفاقم الظواهر المتطرفة مثل العواصف المميتة والمخاطر الساحلية مثل الفيضانات والتعرية والانهيارات الأرضية، والتي من المتوقع الآن أن تحدث مرة واحدة على الأقل في السنة في العديد م ن المواقع، تاريخيًا، حدثت مثل هذه الظواهر مرة كل قرن.
علاوة على ذلك، تفيد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن العديد من المناطق مثل غرب المحيط الهادئ الاستوائية وجنوب غرب المحيط الهادئ وشمال المحيط الهادئ وجنوب غرب المحيط الهندي وجنوب المحيط الأطلسي، تواجه ارتفاعا أسرع بكثير في مستوى سطح البحر.
سيتسبب الارتفاع غير المرئي في مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 سنتمتر تقريباً في السنة بارتفاع 1.5 متر بحلول عام 2100، هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية وزراعتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه بالكامل.
عندما يعيش 146 مليون شخص على ارتفاع أقل من مترٍ واحدٍ من مستوى سطح البحر، فإن عدم اتخاذ أية خطوات حول تغيّر المناخ على مدى مئة السنة القادمة سيترك أثراً كبيراً على حياة الكثيرين. ستحدث وفرة مياهٍ في المناطق المدارية الرطبة والمناطق على خطوط العرض العالية، ولكن سيتناقص توافر المياه وستزداد ظروف الجفاف في المناطق على خطوط العرض المتوسطة والمناطق شبه القاحلة من خطوط العرض المنخفضة، مما سيعرض مئات الملايين من الناس إلى كَرْبٍ مائي متزايد.
- ذوبان قطبي الجليد
ذوبان القطب الشمالي وحرق التربة الصقيعية ، وانحسار الأنهار الجليدية ، وحرارة الصيف الحارقة ، وتلاشي الغطاء الثلجي – لم يتغير أي مكان على وجه الأرض بشكل كبير بسبب تغير المناخ مثلما حدث في القطب الشمالي. ويشير تقرير مقلق لعام 2020 إلى أن هذا التغيير قد يكون دائمًا .يُظهر التقرير السنوي للوضع البيئي في القطب الشمالي، أن تغير المناخ يتسارع بشكل أكبر بكثير مما كان متوقعًا، وإذا بقي بهذه الوتيرة، وبدون اتخاذ إجراء صارم، سيتغير العالم في غضون 30 عامًا.
ايضا كان يُعتقد أن القارة القطبية الجنوبية معزولة نسبيًا عن تغير المناخ. لكن هذا يتغير بسرعة. ينزلق نهر ثويتس الجليدي الضخم ، وهو أحد أكبر الأنهار الجليدية في أبرد القارات، إلى البحر بفعل أنهار المياه الدافئة التي تتسبب بانزلاق قاعدته.يبلغ عمق بعض هذه القنوات المخفية تحت النهر الجليدي 800 قدم (243 مترًا).هذه أخبار سيئة ، لأن الجبل الجليدي ضخم حقًا ؛ إذا سقطت كتلة الجليد بأكملها في المحيط ، فقد يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 25 بوصة (63.5 سم).
- انتشار الأوبئة و الامراض
إن ما يثير الدهشة والاستغراب إن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر أنواع مختلفة جدا من فيروسات وجراثيم وطفيليات ، تصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات تؤدي الي انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال هذه الأمراض إلى البشر
- زيادة في التوزيع الجغرافي للآفات الغازية والمهاجرة
بسبب زيادة فصل الشتاء ، والتغيرات في معدلات الكثافة العددية للافه ، وزيادة عدد الأجيال ، وتمديد موسم النمو للنباتات ، والتغيرات في تزامن المحاصيل والآفات في الفنولوجيا ، والتغيرات في التفاعلات بين الأنواع أدى تغير المناخ إلى زيادة أعداد الآفات وإمكانية إلحاق الضرر بها من خلال توسيع التوزيع وتعزيزها البقاء على قيد الحياة والسماح بتطوير القدرة على التكيف. من اهم الأمثلة على ذلك ظهور بعض الآفات التي لم تكن موجودة الى حشرات اقتصادية هامة ومنها سوسة النخيل الحمراء – دودة الحشد الخريفية – الجراد الصحراوي، غير ذلك ).
6- تضاعف الحرائق في الغرب
عندما تجف الأشياء وتسخن تصبح عرضة للاشتعال، وهذا العام، ساهمت العواصف الرعدية الهائلة والغابات الجافة، وسنوات الجفاف، في اجتياح الحرائق الكارثية أوريغون وواشنطن وكاليفورنيا مرارًا وتكرارًا ، متسابقة عبر غابات الخشب الأحمر الشهيرة منتجة العديد من أكبر حرائق الغابات المسجلة.
كان أكبر حريق في كاليفورنيا حتى الآن هو الحريق الذي اندلع في الفترة من 16 إلى 17 سبتمبر من عام 2020 بسبب ضربات البرق الهائلة ، ومنذ ذلك الحين التهم أكثر من مليون فدان (417000 هكتار). وقد شهدت ولاية كاليفورنيا خمسة حرائق تاريخية اربع حرائق منها كانت خلال عام 2020.
كما اندلعت عدة حرائق في غابات ولاية كولورادو ، حيث وقعت جميع الحرائق المسجلة في الولاية خلال عام 2020.
…………………………………………………………………..
المصدر
- العالم يترقب قمة المناخ «27» COP
- التغيرات المناخية و«الآثار المخيفة »علي كوكب الأرض. agri2day.com
- تغير المناخ وحدوث الزلازل.. ما العلاقة والسبب ؟ https://climateinarabic.com/
- الاحتباس الحراريhttps://ar.wikipedia.org/
- un.org/ar/climatechange
- كيف يؤثر تغير المناخ على محيطات العالم https://www.un.org/ar/climatechange
- 10 مؤشرات على اقترابنا من كارثة المناخ في عام 2022 https://arabic.rt.com/
- 10 علامات خطيرة ظهرت خلال عام 2020 تدل على تسارع تغير المناخ
https://www.arabiaweather.com/
ا.د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة- جامعة سوهاج- مصر
عضو مركز التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج